Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المرأة السعودية في يوم المرأة العالمي

"لا تراجع في عملية التحديث التنموي في البلاد وإنما المضي بكل قوة إلى الأمام"

شابة سعودية تعمل في إحدى خدمات قطاع الجوازات في السعودية (واس)

في مقابلته مع "ذا أتلانتك" الأميركية العريقة، أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن ما يحدث في المملكة من تطور في ما يخص المرأة هو "من أجلنا نحن السعوديين". وكان حديث الأمير شفافاً وصريحاً في التأكيد أن "الرياض في تغييراتها الاجتماعية لا تسترضي أحداً"، وإنما تأتي من "واقع حاجة اجتماعية".

نشهد نحن كسعوديات وكذلك أبناء الوطن جميعاً نتائج هذا التغيير باستمرار. وبشكل شخصي سأتحدث عن تجربة سابقة وأخرى حالية، من خلال عملي سابقاً كوكيلة لتمكين المرأة في وزارة الموارد البشرية السعودية واليوم من خلال دوري في ملف رأس المال البشري لمدينة الرياض، حيث واكبت عن قرب هذا الاهتمام في مسيرة تمكين المرأة وكذلك باقي شرائح المجتمع ليسهم الجميع في تنمية الوطن.

مع حلول 8 مارس (آذار)، تعود كل مرة ذكريات تبعث على الأمل في المناسبة التي يحييها العالم للدلالة على احترام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية والتذكير بأهمية تمكينها. وشعار يوم المرأة العالمي لعام 2022 هو "المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام". أتنفس بعمق حين أذكر هذا اليوم ليس لأنه يحمل ذكريات جميلة فحسب، بل يشكل مناسبة للاعتزاز والفخر بواقع رائع نعيشه اليوم في السعودية، إذ أصبحت المملكة في مقدم الدول العربية المهتمة بإصلاح الأنظمة وتعزيز السياسات الممكنة للمرأة.

 

 

ومرت مسيرة الحقوق الاجتماعية والإنسانية للمرأة السعودية بمراحل تاريخية عدة، منها المشاركة في التمثيل البرلماني عبر مجلس الشورى، والمساواة في العمل وحق التملك وقيادة السيارة ثم حرية السفر والتنقل.

وبدا تقبل المجتمع السعودي لهذا التمكين المدفوع بالدعم الحكومي للمرأة من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، رائعاً ومميزاً.

وأقدمت الحكومة السعودية في ما مضى على اعتماد "كوتا" نسوية (نسبة محددة للتمثيل) في مجلس الشورى. ومع نمو هذا الاهتمام، تأتي الحاجة إلى تولي المرأة مناصب عليا في مراكز صنع القرار في القطاعين العام والخاص، على أساس تمكين سريع وقوي للنساء.

فيبدو تمثيل المرأة في المجالس والإدارات وبعض المناصب القيادية، خجولاً ومتدنياً، فلا وزيرة لأي من الحقائب حتى الآن، ويعود ذلك إلى أسباب عملية ومهنية، منها الدخول المتأخر والمتذبذب للنساء في الشأن العام، فعدد النساء ذوات الخبرة السياسية والقطاعية محدود، ما يتطلب جهوداً مضاعفة لتسريع عملية التعلم والتدريب والتمكين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإذا ما تحقق ذلك ووصلنا إلى نسبة لا تقل عن 20 في المئة لتمثيل النساء في اللجان والمجالس الحكومية كما الخاصة، خلال خمس سنوات، نكون قد شهدنا تطوراً ملموساً في ما يتعلق بالمسيرة التنموية للنساء في المملكة.

لكن لماذا من المهم تحديد "الكوتا" لوجود النساء في اللجان الحكومية والخاصة؟

الجواب يكمن في:

التأثير: زيادة مشاركة المرأة تؤثر بشكل إيجابي في كل المستويات وحتى القطاعات الأخرى غير الحكومية. فالدول التي وضعت "كوتا" بنسبة لا تقل عن 20 في المئة، حصلت على أفضل النتائج في زيادة مشاركة النساء في كل القطاعات الحكومية والخاصة.

التغيير: هذا الأداء يحدث التغيير المطلوب في استعداد موظفي القطاع الحكومي في تقبل وجود النساء على كل المستويات كما يساعد في نمو قدراتهن في تولي مناصب عليا.

توفر الكفاءات المطلوبة Issue Pipeline: "الكوتا" تدعم التوسع في آليات الترشيح وإدارة المواهب لاختيار النساء في المجالس واللجان الحكومية.

لا تهميش: وإذا ما تطورت نسبة تمثيل النساء إلى 30-40 في المئة، يصبح صوتهن ذا قيمة أكبر ويترك هذا الوجود تأثيراً ملحوظاً في عميلة التنمية البشرية في المجتمع.

تغير إيجابي مستدام: المهارات والكفاءات التي تمتاز بها النساء من شأنها أن تشكل مجالاً واسعاً لاستقطاب المرأة ومنحها أدواراً ريادية، بخاصة تلك التي تتعلق بقطاعات الأسرة والطفل والصحة والتنمية الاجتماعية والعمل والتعليم وجودة الحياة.

 

هذا الطموح في التمكين الواسع ودعم مشاركة المرأة السعودية في التنمية بحاجة إلى سياسات وإجراءات هادفة على كل المستويات، وضرورة مواكبة القائمين على القطاع العام كما الخاص لهذا التمكين، وتقديم مبادرات بمؤشرات واضحة قابلة للقياس والمتابعة المنتظمة كأي مؤشر آخر يرتبط باستدامة التنمية.

وقررت السعودية المضي قدماً في عملية التطوير والتحديث الاجتماعي، وتمكين المرأة، وأصبحت المرأة فعلاً شريكاً في عملية التنمية الاقتصادية. فقد كانت تعاني بطالة مقنعة، ونصف المجتمع معطل بسبب عوامل عدة، منها التردد ووجود جماعات متطرفة تحارب عمل المرأة، حتى جاء العهد الجديد برؤية جديدة وبحزم وعزم، وأصبحت القرارات والأوامر الملكية التي تصدر تباعاً منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في عام 2015

ومن ثم تولية ولاية العهد واختيار الأمير المجدد محمد بن سلمان لها، مؤشراً واضحاً على أن لا تراجع في عملية التحديث التنموي وإنما المضي بكل قوة إلى الأمام.

في يوم المرأة العالمي أقول "أنا امرأة من السعودية وسعيدة بما يحدث من دعم وتمكين وتحفيز".

المزيد من آراء