Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصرية تتحدى فقدان البصر لتكون أول مصورة كفيفة

وصل فيلم قصير صوّرته مع رفاق لها إلى نهائيات مهرجان سيفالو في إيطاليا

إسراء عماد أول مصورة كفيفة نجحت في تحقيق حلمها الذي ظنه الناس مستحيلاً (صفحة إسراء على فيسبوك)

عانت الشابة المصرية إسراء عماد من غياب الفرص المتوفرة للمكفوفين لتعلم التصوير، على اعتبار أن الفكرة بحد ذاتها تبدو غريبة وقد يراها البعض غير منطقية، إلا أنها نجحت ليس فقط في تعلم فن التصوير الفوتوغرافي والسينمائي أيضاً، لتصبح أول مصورة كفيفة تقوم بتصوير فيلم قصير. تجربة إسراء فريدة من نوعها، إذ إنها سعت لتحقيق أمنية راودتها منذ الصغر، في حين أن البعض قد يظنها حلماً مستحيلاً، ألا وهي أن تتعلم التصوير الفوتوغرافي، وذلك لحبها الشديد لمجال الإعلام ودراستها له، حيث تخرجت من قسم الإعلام بكلية الآداب بالقاهرة.

أثر المبادرة

تروي إسراء بداية تعلمها التصوير الفوتوغرافي فتقول لـ "اندبندنت عربية"، "كانت واحدة من أمنياتي أن أتعلم التصوير، وكنت خلال وجودي في أي تجمعات أصور الناس بهاتفي المحمول، لكن لم تُتح لي الفرصة للتعلم بشكل حقيقي، وذلك لعدم وجود مكان أو مؤسسة تتيح هذا الأمر، إلى أن وجدت ضالتي عندما تعرفت على مبادرة: "قد التحدي"، التي أطلقها المصور خالد فريد، ومن بين نشاطاتها تعليم التصوير الفوتوغرافي للمكفوفين. وبدأت مع القيّمين على المبادرة بالفعل في تحقيق أولى خطوات الحلم الذي ظنه الناس مستحيلاً، فتعلمت كيف تعمل الكاميرا، وكيف أقوم بالتصوير، لأحقق نتائج جيدة جداً".


كيف يتم الأمر؟

غالباً ما سيتساءل الناس عن كيفية القيام بالأمر بالأساس، وكيف يمكن لشخص كفيف أن يلتقط صورة؟ وكيف يكون رد فعل الناس عندما يعرفون أن مَن ستقوم بتصويرهم هي فتاة كفيفة باعتباره أمراً غير معتاد على الإطلاق، فتشير إسراء إلى أن "الأمر يعتمد على السمع والإحساس، فالكفيف لديه حاسة السمع التي لها دور كبير وتمكّنه من تحديد مدى قرب أو بعد الشخص أمامه، كذلك الإحساس باتجاه الضوء، فأجعل الشخص يقف في الاتجاه المناسب الذي يجعل صورته تظهر في أفضل حالة. فهذه العوامل مجتمعةً تكون سبباً في نجاح الصورة، فألتقط الصور مستخدمةً حواسي الأخرى غير حاسة البصر". وتضيف "بالنسبة إلى ردود أفعال الناس وتقبلهم للفكرة، فإن رد الفعل الدائم هو حالة من الذهول تصيب الشخص مرتين، الأولى عندما يعرف أن المصورة كفيفة، والأخرى عندما يشاهد الصورة ويجد أن الأمر نجح على عكس ما كان يتوقع، ولكني أتفهم هذا الأمر باعتبار أنه فعلاً غريب وغير مألوف بالنسبة إلى الناس. وبالفعل قمت بتصوير عديد من الأشخاص في مناسبات مختلفة، ولاقت الصور الإعجاب، وتم تكريمي من جهات عدة من بينها وزارة التضامن الاجتماعي ضمن مؤتمر (المبادرون)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


فيلم أمل

بعد تعلم الفوتوغرافيا، اتجهت إسراء لتعلم تصوير الفيديو لتقوم ومجموعة من زملائها المكفوفين بتنفيذ فيلم قصير تحت عنوان "أمل"، لقي نجاحاً، وشارك في مهرجانات عدة داخل مصر وخارجها، وتقول عنه إن "التصوير السينمائي بالطبع يختلف عن الفوتوغرافيا ويحتاج مهارة أكبر، وشكّل تحدياً أصعب. وقمت مع زملائي بتنفيذ فيلم يطرح مشكلة نواجهها كمكفوفين، وهي نظرة الناس لنا في الشارع وتعاملاتهم معنا، التي تسبب لنا أحياناً مشكلات عدة، فالبعض قد يسعى إلى المساعدة، بينما قد يسبب آخرون الأذى للكفيف بقصد أو من دون قصد، فهذا الأمر يحتاج إلى نشر مزيد من الوعي بين الناس". وتضيف "كل طاقم العمل كان من المكفوفين باستثناء المخرج والمونتاج، وقمت بتصويره بنفسي، وشاركنا به في مهرجانات داخل مصر وخارجها، من بينها مهرجان يوسف شاهين، وفي مهرجان سيفالو بإيطاليا، حيث وصل إلى النهائيات وكان هذا انتصار لنا وأكبر دافع على الاستمرار".


مشكلات مجتمعية

وعن أبرز المشكلات التي يواجهها الشخص الكفيف في المجتمع بشكل عام، تقول إسراء، إن "المكفوفين بحاجة إلى الدعم بصورة أكبر، وإلى توفير التدريب والتأهيل لهم في مجالات متعددة لا تُتاح إلا بصعوبة، وقد لا تُتاح على الإطلاق، وهم بحاجة إلى أن يؤمن المجتمع بقدراتهم ويتيح لهم فرصاً أكبر في مجالات العمل والتعليم. فالمجتمع بحاجة إلى نشر الوعي بدرجة كبيرة عن فئة المكفوفين التي تمثل جزءاً منه، لأن رؤية كثيرين ومفهومهم عن تلك الفئة خاطئ تماماً ويتصرفون بناءً عليه. وأتمنى أن يتغير هذا مع الوقت ويؤمن الناس بقدرات الشخص الكفيف ويتيحوا له مزيداً من الفرص".

المزيد من ثقافة