سلمت الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها، 8 أميركيين من عائلات مقاتلي "داعش" إلى حكومة بلادهم أمس 5 حزيران(يونيو). وقال كمال عاكف الناطق باسم دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية إن امرأتين وستة أطفال أعيدوا إلى الولايات المتحدة بناء على طلب حكومة بلادهم والتزاماً من الإدارة الذاتية المبادئ والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان. كما عاد اليوم الخميس، 13 إيزيدياً إلى شنكال (سنجار) في شمال العراق بمراسم تسلم وتسليم من خلال البيت الإيزيدي في مقاطعة الحسكة، الذي يرعى شؤون الإيزيديين في المنطقة، ومجلس شنكال في العراق. العائدون الإيزيديون هم ثمانية نساء وخمسة أطفال، وكانت قوات سوريا الديمقراطية، أعادت أعداداً كبيرة من الإيزيديين الذين اختطفهم داعش خلال هجماته على مناطقهم عام 2014 وجعل من نسائهم سبايا وأبنائهم خدماً وعمالاً.
جهود العشائر
خلال ملتقى العشائر السورية في بلدة عين عيسى الذي نظمته الإدارة الذاتية في الثالث من مايو (أيار) الماضي، طالب عدد من شيوخ العشائر ووجهائها بالسماح بعودة النساء والأطفال المقيمين في المخيمات إلى مناطق سكنهم، وكان الردّ فورياً من الإدارة التي طالبت بكفالة قانونية من الوجهاء طالما أنهم ليسوا متورطين بجرائم مع "داعش" وأماكن سكناهم تسمح بالعيش والعودة، حيث كانت مسرحاً لمعارك تنظيم "داعش" وقوات سوريا الديمقراطية "قسد". إثر هذه المطالب، تشكّلت لجان مشتركة من الإدارة والعشائر للبحث في أسماء النازحين وطريقة خروجهم، وفي 3 يونيو الحالي، تمكّنت 17 حافلة تضم 800 طفل وامرأة من نازحي محافظة الرقة من مغادرة مخيم الهول، جنوب الحسكة، حيث تحتجز عائلات داعش ونازحون آخرون من مناطق الاشتباكات والمعارك، ويبلغ عددهم 75 ألف شخص. وقال مسؤول مكتب النازحين في الإدارة الذاتية شيخموس أحمد إن "المغادرين من المخيم ليسوا من عائلات داعش وإن دفعات جديدة من المدنيين ستخرج من المخيم في الأيام المقبلة".
التسليم تباعاً
في الثالث من الشهر الحالي سلّمت الإدارة الذاتية وفداً نرويجياً خمسة أطفال يتامى في بلدة عين عيسى وفق وثيقة تسليم رسمية وقّعها الجانبان. وقالت إنغريد إيكير الناطقة باسم وزارة الخارجية النرويجية إن "السلطات النرويجية تحاول منذ فترة طويلة التوصل إلى حل في ما يتعلق بالأطفال اليتامى". في سياق متصل، أعلنت بيني موردونت وزيرة الدفاع البريطانية أن بلادها ملزمة باستعادة أطفال داعش، مشددة على ضرورة مناقشة كيفية التعامل مع مقاتلي التنظيم المتطرّف على صعيد دولي، موضحة "حتى إن لم تكن المملكة المتحدة ترغب في عودتهم ومحاكمتهم، لكن يجب العمل مع المجتمع الدولي لتقرير كيفية التعامل معهم". ويبلغ عدد عائلات مقاتلي داعش الأجانب 12 ألف شخص من الأطفال والنساء محتجزين في مخيم الهول، شمال شرقي سوريا، فيما يعاني المخيم نقصاً شديداً من الحاجات الإغاثية. وتدعو الإدارة الذاتية المنظمات الدولية وغير الحكومية إلى تقديم الدعم لسدّ نقص حاجات العدد الهائل من المقيمين في مخيم الهول.
