Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تناول الإعلام الصيني الغزو الروسي لأوكرانيا؟

استخدمت المحطات الحكومية مصطلح "العمليات العسكرية الخاصة" بدلاً من الغزو

أعربت الصين عن حزنها لرؤية الصراع في أوكرانيا (أ ف ب)

ركزت التغطية الإعلامية الصينية للغزو الروسي لأوكرانيا بشكل كبير على "المفاوضات"، إذ خط بكين هو تعزيز المناقشات. وتحاول الصين أن تبتعد عن روسيا أكثر مما جرى تصويره في أوائل فبراير (شباط) خلال اجتماع رفيع المستوى جمع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ومع وصول الوفد الأوكراني إلى حدود بيلاروس لإجراء الجولة الأولى من المحادثات مع روسيا الاثنين، سارع الإعلام الحكومي الصيني إلى تحديث الإجراءات، وحتى بثها المباشر.

ونددت وسائل الإعلام الحكومية بتقارير غربية تحدثت عن مكالمة شي مع بوتين في وقت متأخر الجمعة، وركزت على استعداد الرئيس الروسي للتفاوض.

لكن عندما بدأت الحرب، حافظت الخارجية الصينية على تركيزها على المفاوضات، مشيرة إلى أن الصين لا تحب ما كانت تراه، رافضة تصنيف الهجوم على أنه غزو.

واستخدمت وسائل الإعلام الحكومية الصينية مصطلح "العمليات العسكرية الخاصة" بدل الغزو، إذ وصف التلفزيون والإذاعة الرئيسة الرسمية في الصين "CCTV"، وهي القناة الإخبارية المسائية اليومية التي تديرها الدولة، الاجتياح الروسي بـ "النزاع الروسي الأوكراني"، لكن فقط في جزء موجز في نهاية البرنامج، الذي يستغرق نصف ساعة تقريباً في قسم خاص بالأخبار الدولية.

ومرة أخرى، ركزت مناقشة الحرب بشكل أكبر على الجهود نحو المفاوضات، وبدرجة أقل على الهجوم الروسي.

ونشرت وكالة أنباء الصين الرسمية (شينخوا)، تقارير مرئية عن اللاجئين الأوكرانيين، زعم بعضها أنه جرى نقله عن صحيفة الحزب الشيوعي "بيبولز ديلي"، التي أظهرت اللاجئين، وهم يصلون إلى الحدود الشرقية مع روسيا. وبثت الوكالة مباشراً من كييف من حين إلى آخر، وكان معظمه يتحدث عن حياة السكان المحليين وسط "الصراع".

أما رسمياً فأصدرت السفارة الصينية في أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع مقطع فيديو مدته نحو 10 دقائق للسفير فان شيان رونغ، بحسب شبكة "سي أن بي سي"، قال فيه إنه كان في كييف، ويسمع صفارات الإنذار والانفجارات وطلقات الرصاص.

وقال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، في مكالمة هاتفية الثلاثاء، مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، إن الصين "حزينة للغاية" لرؤية الصراع، وفقاً لبيان رسمي باللغة الإنجليزية صادر عن وزارة الخارجية الصينية. ونشرت وسائل الإعلام المحلية النسخة الصينية للقراءة، التي قالت أيضاً إن الدعوة ركزت على إجلاء المواطنين الصينيين.

المفاوضات هي الأبرز

من جانبها، أبرزت صحيفة "تشاينا ديلي" على صفحتها الأولى، إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس الثلاثاء، عن أن بلاده ستغلق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات الروسية رداً على العمليات العسكرية الجارية لموسكو في أوكرانيا. وكيف أن الإعلان جاء في أثناء إلقائه خطابه عن حالة الاتحاد، وهو الأول منذ رئاسته، أمام جلسة مشتركة للكونغرس.

كما أبرزت الصحيفة الصينية الرد الروسي، معلنة بيان هيئة الطيران الروسية، الاثنين، أن موسكو ستمنع شركات الطيران من 36 دولة، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعددها 27 دولة، من استخدام المجال الجوي للبلاد.

وقالت ديلي تشاينا، إنه بينما كان بايدن يدين روسيا ويؤكد دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، كرر في خطابه أن القوات الأميركية "ليست منخرطة، ولن تشارك في الصراع مع القوات الروسية في أوكرانيا". كنوع من الانتقاد للإدارة الأميركية.

المقاومة الأوكرانية

أما صحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست" فاستعانت في تغطياتها بآراء الخبراء الذين أبرزوا المقاومة الأوكرانية في وجه المد الروسي، كما ركزت الصحيفة على القضايا اللوجيستية الناشئة بالنزاع بين البلدين الجارين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

و"ساوث تشاينا مورننغ بوست" مملوكة لمجموعة "علي بابا" القابضة، التي تضغط بكين منذ سنوات لإغلاقها لانتقاداتها القيود الصينية، كان آخرها معاقبة إدارة الدولة الصينية للشركة الأم المالكة للصحيفة، في قضية تتعلق بتنظيم السوق، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما فرضت غرامات بحق "علي بابا"، وشركات صينية أخرى عملاقة مثل تينسنت القابضة، وشركة بايدو، بقيمة 21.5 مليون يوان (3.4 مليون دولار)، في جولة من العقوبات والإجراءات الصارمة من أجل حرية المنافسة ومنع الاحتكار.

وبدت الصحيفة، وكأنها تشيد بالصمود الأوكراني في وجه المد الروسي، إذ قالت في افتتاحيتها، صباح اليوم الأربعاء، إن تقدم روسيا في كييف لم يحرز سوى القليل، وإن الدولة الروسية فشلت في السيطرة على المجال الجوي، وفقاً لمسؤولين دفاعيين.

ونسبت الصحيفة إلى خبراء عسكريين قولهم، إن هناك مشكلات في الإمدادات، وإن الهجوم قد يستغرق وقتاً أطول مما توقعته موسكو.

التقارير الإعلامية الاقتصادية

في حين ناقشت وسائل الإعلام المالية، التي تديرها الدولة الصينية، تأثير الحرب في أسعار السلع والأسواق في العالم والصين تحديداً.

لكن كما هي الحال غالباً في الصين، ركزت وسائل الإعلام بشكل كبير على خطابات الرئيس شي والأحداث المحلية. إذ تركز بكين على ما هو عادة وقت حساس سياسياً من العام، وهو تجمع رمزي إلى حد كبير للمندوبين في العاصمة للموافقة على هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي والميزانية الوطنية وإجراءات السياسة الأخرى.

ومن المقرر أن يبدأ الاجتماع الرئيس السبت، ويستمر أسبوعاً على الأقل.

العلاقات الصينية الأميركية

وتزامن الغزو الروسي لأوكرانيا مع الاحتفال بالذكرى الخمسين لرحلة الرئيس الأميركي، ريتشارد نيكسون، إلى الصين وذوبان الجليد في العلاقات الأميركية مع بكين، وهو موضوع ركزت عليه وسائل الإعلام الصينية.

وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ، أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، والحاجة إلى تعزيز التعاون والعودة إلى المسار "الصحيح"، وفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الحكومية الصينية.

ومع ذلك، ألقى المتحدثون الرسميون باسم وزارة الخارجية الصينية، باللوم على الولايات المتحدة في تصعيد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وأظهر البث الإخباري المسائي اليومي لوسائل الإعلام الحكومية الولايات المتحدة على أنها فشلت في التعامل مع الوباء والحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط.

وخلال مؤتمر صحافي، لم ترد وزارة التجارة الصينية على سؤال واحد من الصحافيين حول التجارة مع روسيا أو أوكرانيا أو الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات