Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أهالي كييف يلجأون إلى مترو الأنفاق كما فعل سكان لندن

تعد شبكة قطارات العاصمة الأوكرانية تحت الأرض الأكبر والأقدم في البلاد وعلى غرار "أندرغراوند" العاصمة البريطانية أعدت للوقاية خلال الحرب

ما إن دوت صفارات الإنذار صباح الخميس في العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى، محذرة السكان من غارات جوية أو قصف صاروخي حتى تحولت أغلب الشوارع الرئيسة في العاصمة إلى سكون يشبه ما في مدن الأشباح. في الوقت نفسه سدت السيارات الطرق الرئيسة خارج العاصمة مع توجه الأوكرانيين غرباً نحو بولندا والمجر خشية الأوضاع في بلادهم.

كانت القوات الروسية بدأت فجر الخميس ما سماه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "عملية خاصة" في أوكرانيا. وعلى الرغم من أن القيادة الروسية أكدت أنها تستهدف منشآت عسكرية لتحييد قدرات أوكرانيا التي تراها خطراً على الأمن القومي الروسي، ولا تستهدف المدنيين الأوكرانيين فإن ذلك لم يهدئ من مخاوف السكان.

وأعلنت الحكومة الأوكرانية الأحكام العرفية وحالة الطوارئ في كل أوكرانيا لمواجهة الغزو العسكري الروسي. ومع سماع أصوات الانفجارات في المناطق التي طالها قصف روسي، وارتفاع أعمدة الدخان من تلك المواقع، أصيب السكان المدنيون بالذعر.

وبدأ السكان عملية شراء للمواد الأساسية لتخزينها ما أدى إلى الازدحام على محلات البقالة. بينما طالت طوابير المواطنين أمام ماكينات الصراف الآلي للبنوك. وسارع الناس إلى سحب أموالهم من البنوك خشية الغزو الشامل ودخول القوات الروسية كييف مع ما يحمله ذلك من عدم يقين بشأن مستقبل مدخراتهم في البنوك. كما تزاحم السكان على محطات البنزين لشراء الوقود بكميات كبيرة من باب الحيطة والحذر. وذلك ما جعل المحطات تقنن بيع وقود السيارات للزبائن لتفادي أزمة وقود.

ملاجئ مترو الأنفاق

وتوجهت أسر بكاملها إلى محطات مترو الأنفاق في العاصمة كييف، حيث تستخم محطات وأنفاق المترو كملاجئ للحماية من القصف في حالة الحرب. وذكرت صور عائلات أوكرانية تحتمي من القصف المتوقع داخل محطات مترو الأنفاق بالوضع في العاصمة البريطانية لندن إبان الحرب العالمية الثانية، حين استخدم اللندنيون محطات مترو أنفاق لندن كملاجئ للحماية من قصف غارات الطائرات الألمانية على العاصمة البريطانية وقتها.

وكان عمدة كييف فيتالي كيليتشخو طالب سكان العاصمة الخميس بالبقاء في منازلهم ما لم يكونوا يعملون في وظائف تتعلق بخدمات الطوارئ. وبالفعل أظهرت الصور المباشرة للعاصمة الأوكرانية على محطات شبكات الأخبار العالمية شوارع ووسط كييف خالية من المارة والسيارات. بينما نقلت المحطات الدولية خروج أوكرانيين باتجاه حدود بلادهم الغربية مع دول أوروبا الشرقية المجاورة. وقال أحد المواطنين الأوكرانيين في مقابلة على شبكة "سكاي نيوز" قرب الحدود مع بولندا إنه مضطر إلى الذهاب بحثاً عن وسيلة عيش آمنة لأسرته.

بينما أظهرت صور أخرى طوابير من سكان كييف في محطات مترو أنفاق المدينة، مصطحبين معهم حقائب يبدو أن بها احتياجاتهم الضرورية لفترة البقاء في ملجأ. وتعد شبكة مترو الأنفاق في كييف أكبر وأقدم شبكة مترو في البلاد. ومثلها مثل شبكة مترو أنفاق لندن مصممة بحيث تستخدم كملاجئ للسكان في حالة الحرب.

تحضير أنفاق كييف

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال عمدة كييف في مقابلة صحافية إن المدينة جهزت محطات مترو الأنفاق لتوفير الملاجئ للسكان في حالة حدوث غزو روسي للبلاد. وأضاف "سيكون الملجأ الرئيس للحماية من القصف هو شبكة مترو أنفاق كييف الذي سيصبح في ساعة الصفر، لا قدر الله، جاهزاً لاستيعاب السكان الذي يمكنهم اللجوء إليه في حالة الهجوم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسبق أن أعطيت دورات تدريبية للمدنيين، بمن فيهم تلاميذ المدارس، على ما يجب عمله في حالة حدوث قصف على المدينة. وبالنسبة إلى أغلب هؤلاء كان التوجيه بالذهاب إلى محطات مترو الأنفاق. وقال أحد سكان كييف في مقابلة صحافية "تعني شبكة مترو الأنفاق أمرين: فهي خطوط مواصلات مترو، لكنها أيضاً ملاجئ للحماية من قصف القنابل. لذا كانوا يدربون (أطفال المدارس) على طريقة الخروج من المدرسة من دون هلع وذعر وبطريقة منظمة".

وأعلنت القوات الروسية أنها حققت كل أهدافها العسكرية المحددة في اليوم الأول للحرب. وسبق أن ذكرت الأنباء أن القصف الصاروخي والغارات الروسية استهدفا القدرات العسكرية الجوية الأوكرانية وتدمير قواعد الدفاع الجوي وتعطيل مراكز القيادة والعمليات في عدة مناطق.

لكن من غير الواضح ماذا ستكون تطورات التوغل العسكري الروسي في أوكرانيا فيما بعد.

المزيد من متابعات