Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون يلغي قيود كورونا وينهي الحجر الإلزامي للمصابين بالفيروس

قال "لدينا الآن مستويات كافية من المناعة للانتقال من حماية الأفراد إلى اللقاحات باعتبارها خط الدفاع الأول"

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الإثنين 21 فبراير (شباط)، أن الحجر الإلزامي للمصابين بـ"كوفيد" في إنجلترا سينتهي العمل به الخميس، ليرفع بذلك أحد القيود الرئيسة لمكافحة الجائحة بعد عامين من تفشي الفيروس.

وقال رئيس الوزراء المحافظ أمام البرلمان "لدينا الآن مستويات كافية من المناعة للانتقال من حماية الأفراد من خلال تدخل الحكومة إلى (مقاربة تقوم على) اللقاحات والعلاجات باعتبارها خط الدفاع الأول".

وستصبح بريطانيا الدولة الأوروبية الأولى التي تسمح للأشخاص الذين يُعرف إصابتهم بـ"كوفيد-19" باستخدام المتاجر ووسائل النقل العام والذهاب إلى العمل بحرية، في خطوة يرى كثيرون من مستشاريه الصحيين أنها محفوفة بالمخاطر.

إرشادات طوعية

وتفرض القوانين في إنجلترا حالياً على الناس عزل أنفسهم لمدة خمسة أيام على الأقل إذا ما طلب منهم مسؤولو الصحة العامة ذلك، ويُنصحون بالعزل حتى دون أمر معين إذا ما كانت لديهم أعراض "كوفيد-19"، أو إذا أثبتت الاختبارات إصابتهم بالمرض.

وسيؤدي إلغاء الشرط القانوني بالعزل الذاتي لمرضى "كوفيد-19" واستبداله بإرشادات طوعية إلى جعل المرض يتماشى مع الطريقة التي تعالج بها بريطانيا معظم الإصابات الأخرى.

وحصل نحو 85 في المئة من سكان بريطانيا الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أكثر على ما لا يقل عن جرعتين من لقاح "كوفيد-19"، وحصل ثلثا السكان على ثلاث جرعات بما في ذلك الغالبية العظمى من الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.

وكشف جونسون استراتيجيته "للتعايش مع كوفيد" على الرغم من الانتقادات والتحذيرات التي تترافق مع توقع رفع آخر القيود مثل الحجر الإلزامي للمصابين.
يأتي عرض هذه الخطة التي قدم جونسون المهدد بفضيحة حفلات أقيمت في مقر رئاسة الحكومة في خضم مرحلة الاغلاق العام الماضي، موعدها مدة شهر.
وقال رئيس الحكومة في بيان "يشكل هذا اليوم (الاثنين) مصدر فخر بعد إحدى أكثر المراحل صعوبة في تاريخ بلدنا في وقت بدأنا فيه نتعلم العيش مع كوفيد" مشيداً بأفراد الطواقم الصحية والخبراء الذين يعملون في الخطوط الأمامية في مواجهة هذا الفيروس.
وأضاف "الجائحة لم تنته بعد لكن بفضل توافر اللقاح، نعبر مرحلة جديدة نحو عودة الوضع إلى طبيعته من أجل أن نعيد إلى الناس حريتهم مع الاستمرار بحماية أنفسنا والآخرين".
وتعتبر المملكة المتحدة من أكثر دول العالم تضررا من الجائحة مع تسجيل أكثر من 160 ألف حالة وفاة في السنتين الأخيرتين. وتظهر أحدث الأرقام أن 85 في المئة من سكان البلاد فوق سن الثانية عشرة تلقوا جرعتين من اللقاح و66 في المئة جرعة معززة.
وبعد مرحلة أولى رفعت خلالها غالبية القيود في مطلع الصيف، اضطر انتشار المتحورة أوميكرون الحكومة إلى إعادة فرض وضع الكمامة واعتماد شهادة التلقيح في الخريف. وقد تم التخلي عنهما في يناير (كانون الثاني) فضلاً عن التوصية بالعمل عن بعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انتقادات لاذعة
إلا أن احتمال رفع الزامية الحجر الصحي للمصابين والتخلي عن الاختبارات المجانية تعرضا لانتقادات لاذعة.
وكتب الخبير ستيفن ريتشر المنتقد الكبير لسياسة الحكومة الصحية في تغريدة "خلال الأسبوع الراهن تصاب امرأة تبلغ الخامسة والتسعين بكوفيد. إذا شخصت إصابتها بشكل مبكر يمكن أن توصف لها مضادات فيروسات يجب ان تؤخذ في الأيام الثلاثة او الخمسة التي تلي الإصابة، لتكون فعالة".
وأضاف استاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة سانت اندروز "في الأسبوع المقبل قد تصاب امرأة أخرى في الخامسة والتسعين بكوفيد من دون أن تملك القدرة على شراء الاختبار" ولن تكشف إصابتها "إلا بعد فوات الأوان" مضيفا "قصتها لن تتصدر عنوانين الأخبار ولن تتلقى تمنيات من رئيس الوزراء إلا ان حياتها مهمة أيضا".
وقال ماثيو تايلور المدير العام لاتحاد النظام الوطني للصحة في البلاد الذي يضم المسؤولين عن النظام الصحي العام "لا يمكن أن تستخدم الحكومة عصا سحرية وتدعي بأن التهديد اختفى كليا".
وأعرب موفد منظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو عن قلقه من انتهاج البلاد "مساراً يتعارض والتوافق القائم في قطاع الصحة العامة"، قد تتنقل "عدواه في العالم".
على صعيد الصحة يقتصر نطاق قرارات الحكومة على إنجلترا بسبب الصلاحيات المناطة ببرلمانات المكونات الثلاثة الأخرى في المملكة المتحدة. واعتمدت اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية عموما، نهجا أكثر حذراً.
وقال النائب في المعارضة العمالية ويس ستريتينغ المكلف بالشؤون الصحية "يعلن بوريس جونسون الانتصار (على كوفيد) في حين لم تنته الحرب بعد، في محاولة إلهاء فيما الشرطة تدق بابه".
ورفض جونسون خلال مقابلة مع "بي بي سي" خلال عطلة نهاية الأسبوع رغم الأسئلة الملحة، القول إن كان سيستقيل في حال فرضت عليه غرامة.

وأمس الأحد أثار نبأ إصابة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا (95 عاماً) بفيروس كورونا، مزيجاً من الصدمة والقلق في أنحاء البلاد، وتدفقت الرسائل من السياسيين والمواطنين التي تعبر عن أطيب التمنيات لها بالشفاء.

وفي يوم ماطر وعاصف، تجمع عدد قليل عند أبواب قلعة وندسور، حيث تتلقى الملكة العلاج الطبي من أعراض طفيفة للمرض. 

وظهر آخرون على المواقع الإلكترونية للتعبير عن دعمهم، كما كتبوا رسائل في لوحات الرسائل بمحطات مترو الأنفاق في لندن، داعين الملكة إلى أن "تأخذ الأمر ببساطة"، وتخلد للراحة.

وقال كثيرون إنهم شعروا بالقلق بعد أنباء انسحاب الملكة من عدد من المناسبات المهمة، وأنها قضت ليلة في المستشفى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما أثار المخاوف على صحتها.

 

أم البريطانيين

وقالت جولي ويلز التي كانت تزور وندسور إلى الغرب من لندن برفقة زوجها روبرت، إنهما يشعران "بحب جارف للملكة". وقال روبرت إنه يحترم قدرة الملكة على "التعامل مع الأمور بهدوء شديد". ووصفها سانيل سولانكي (43 عاماً) بأنها أم البريطانيين، بحسب ما نقلته عنه وكالة "رويترز".

بالنسبة لجيرارد سميث (19 عاماً) كان النبأ صدمة. وقال، "الجميع يحبها... لا تخطئ في حق أحد. هي الملكة طوال حياتي وحياة الجميع تقريباً. حزنت لسماع (النبأ). آمل أن تجتاز المرض".

دعم واسع النطاق

وقال جونسون، الأحد، إنه يتمنى الشفاء العاجل للملكة إليزابيث بعد إصابتها بفيروس كورونا، وأن تعود سريعاً إلى كامل صحتها وحيويتها.

وكتب جونسون على "تويتر": "إنني على يقين من أنني أتحدث نيابةً عن الجميع في تمني الشفاء العاجل لجلالة الملكة من فيروس كورونا والعودة إلى كامل صحتها وحيويتها".

وقال كير ستارمر، زعيم حزب العمال المعارض، "أتمنى لكِ الشفاء العاجل يا أمي". وكتب سياسون آخرون كثيرون على "تويتر"، "حفظ الله الملكة". وعبرت السفارة الأميركية في لندن عن أطيب تمنياتها للملكة.

وجاء الدعم الواسع النطاق للملكة بعد أسبوعين من الاحتفال بمرور 70 عاماً على اعتلائها عرش المملكة المتحدة فيما كان الحدث الأول من نوعه في تاريخ الملكية البريطانية.

وقال القصر، إن الملكة تعاني أعراضاً طفيفة، وإن من المتوقع أن تواصل أداء "مهام بسيطة" في قصر وندسور هذا الأسبوع.

كان ولي العهد، الأمير تشارلز (73 عاماً)، قد انسحب من إحدى المناسبات في وقت سابق هذا الشهر بعد إصابته بكورونا للمرة الثانية. وقال مصدر في القصر، إنه كان قد قابل الملكة قبلها بأيام فقط.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات