Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القبض على "مدعي النبوة" في لبنان والتحقيق معه في 3 تهم

شغل "نشأت منذر" بدعم من كارمن شماس وسائل التواصل الاجتماعي والناس في أكثر من بلد عربي طوال أسابيع

نشأت منذر وكارمن شماس في أحد الفيديوهات التي أطلا فيها (مواقع التواصل) 

بعد أسابيع عدة من ظهوره المتكرر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بزيه العربي والعصا في يده والرسوم غير الواضحة على جبينه، ألقي القبض على "مدعي النبوة" نشأت منذر في بيروت. أوقف في نظارة أمن الدولة حيث يخضع للتحقيق، بناء على إشارة النيابة العامة التمييزية. أما توقيف من شغل وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام طوال الأسابيع الماضية بالسخرية والجدل والتعليقات إثر ادعائه أنه "مرسل من السماء"، فأتى نتيجة اتهامات عدة وجهت ضده على رأسها ادعاء النبوة وتهديد إعلاميين والإساءة إلى دولة صديقة هي جمهورية مصر العربية، بعد أن ظهر في مقطع فيديو على "فيسبوك" يؤكد فيه أنه يمنع دخول المصريين إلى المجموعة التي أنشأها على صفحته، كما توعدهم بكوارث طبيعية مزلزلة ووصفهم بـ "غير المستنيرين"، مما تسبب بردود فعل مستهجنة لهذا الكلام العنصري بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن رفضهم له وطالبوا بمحاكمته لادعاءاته الباطلة.
واعتبر ما أقدم عليه منذر مصدر فتنة بين اللبنانيين وبين لبنان والعالم، ولذلك تم توقيفه بناء على الإخبار المقدم من القاضي الشيخ وائل شبارو والمحاميين محمد زياد جعفيل ونور الدين بعلبكي وإخبار أمين دار الفتوى في لبنان الشيخ أمين الكردي بناء على توجيهات مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وطلب النيابة العامة التمييزية باتخاذ الإجراء القانوني اللازم بحقه وبحق كل من يظهره التحقيق مشاركاً معه، استناداً إلى أحكام المادتين 317 و474 من قانون العقوبات، علماً أن المادة 317 من قانون العقوبات تنص على "كل عمل وكل كتابة وكل خطاب يقصد منه أو ينتج منه إثارة النعرات المذهبية أو العنصرية أو الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الأمة يعاقب عليه بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات، وبالغرامة من 100 ألف إلى 800 ألف ليرة"، فيما تنص المادة 474 على أن "من أقدم بإحدى الطرق المنصوص عليها في المادة 209 على تحقير الشعائر الدينية التي تمارس علانية أو حث على الازدراء لإحدى تلك الشعائر، عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات".

من هو نشأت منذر؟
منذ بداية ظهور هذه الشخصية المثيرة للجدل التي تخطت حدود لبنان إلى مصر وسوريا ودول أخرى، تضاربت المعلومات حول هوية "مدعي النبوة" وحول جنسيته، فبين رواد التواصل الاجتماعي من أكدوا أنه لبناني فيما أتى آخرون ينفون ذلك، وأكد بعضهم أنه مصري، على الرغم من مهاجمته المصريين عبر صفحته على "فيسبوك" من دون أن تتضح الحقيقة وتعرف جنسيته رسمياً. كما تم تداول صورة قديمة له يظهر فيها بين أعضاء فرقة موسيقية وهو يمسك الطبلة بين يديه حتى لاحقته صفة "الطبال" لاعتبار أن ثمة اعتقاداً بأنه كان طبالاً في أحد الكازينوهات في لبنان، بحسب ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في مرحلة أولى ظهر منذر الذي يعرف عن نفسه باسم "الحكيم نشأت مجد النور" كمعلم "يوغا" وتأمل، هدفه نشر الحكم الروحانية، كما عرف عن نفسه في شهر مارس (آذار) 2021، مشيراً إلى أنه "اختصاصي ما ورائيات وتأمل ويوغا وحكمة روحية"، وأطل في سلسلة حلقات على "يوتيوب" برفقة المنجمة الفلكية كارمن شماس التي أصبحت داعمة له ورافقته في الفيديوهات التي أطل فيها. وسرعان ما اتخذ صفة مختلفة وأطلق على نفسه اسم "نبي"، ففي 17 أبريل (نيسان) 2021 أطلت شماس مع منذر للمرة الأولى مؤكدة أنها تابعته طوال أشهر واكتشفت أن طاقته الروحية تصل إلى حد المعجزات، فيما لم يكن معروفاً قبل ذلك ولم يحقق انتشاراً بعد. بعدها استضافته في حلقة أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني) وهنأت فيها اللبنانيين بقدوم "مرسل من السماء لمساعدة البشر والأرض انطلاقاً من أرض لبنان الحبيب"، وتوالت الفيديوهات التي تروج فيها له بعد ذلك، مما أسهم في انتشاره بشكل أوسع، خصوصاً أن شماس تتمتع بشهرة واسعة في قراءة الأبراج ويتابعها عشرات آلاف الاشخاص عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

انتشاره الفعلي بدأ في الواقع منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وراح يطل عندها إما وحيداً أحياناً في بعض الفيديوهات عبر "يوتيوب" و"فيسبوك" أو برفقة كارمن شماس التي تم الادعاء عليها أيضاً لأنها دعمته وشجعته وروجت لأفكاره عبر صفحاتها.
ومن مزاعم منذر في الفيديوهات التي ينشرها أنه قادر على الكلام مع الحيوانات والنباتات، فيما دعا في إطلالاته إلى الرفق بالحيوانات وعدم أكلها بقوله "إن أكل الحيوانات سبب غضب السماء فأصابت البشر بفيروس كورونا وأمراض الضغط والسكري والسرطان والقلب".

وطوال أسابيع، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في البلاد، انشغل اللبنانيون بأخبار "مدعي النبوة"، إذ ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالسخرية منه حيناً وتناقل الفيديوهات الخاصة به والتعاطف معه أحياناً من قبل من اعتبروا أنه يعاني اضطرابات نفسية ويحتاج إلى العلاج، وغصت مواقع "يوتيوب" و"فيسبوك" و"تويتر" بأخباره، كما انشغلت وسائل الإعلام بنقل أخباره وادعاءاته والسخرية من أقواله. وخصصت برامج تلفزيونية عدة في لبنان وخارجه فقرات لتناول فيديوهات وأخبار "مدعي النبوة" الذي أكد أنه يحمل رسالة تسمى "النورانية"، أما اليوم وبعد توقيفه فما هي العقوبة التي يمكن أن ينالها؟ وهل ستشكل رادعاً لآخرين يمكن أن يسلكوا الطريق نفسه؟

المزيد من منوعات