Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن يندفع لنزع فتيل أزمة أوكرانيا

يعتقد بعض الخبراء أن فلاديمير بوتين ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها ضعيفة على قدر ما كانت روسيا في أعقاب تفكك الاتحاد السوفياتي، كما يكتب أندرو بانكومب في ما يلي

سعى الرؤساء الأميركيون على التوالي سعياً حثيثاً من أجل العثور على أفضل طريقة للتعامل مع فلاديمير بوتين (غيتي)

  طُرحت ثلاثة أسئلة على جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، وكانت كلها ممتازة.

  سألت باربرا ستار التي تعمل منذ زمن طويل مراسلة الدفاع في "سي أن أن"، ما القدرات العسكرية المحددة التي قد تأخذها القوات الأميركية معها إلى أوروبا، وماذا ستكون مهمتها بالتحديد، إضافة إلى ذلك، كيف ستعرف الولايات المتحدة أن المهمة قد أنجزت؟

  وجاءت هذه الأسئلة الموجهة إلى كيربي في الوقت الذي قالت فيه وزارة الدفاع الأميركية، إنها قد وضعت 8500 جندي في حالة استنفار قصوى، فيما كان الضغط يتصاعد على جو بايدن للتصدي بشكل أشد حزماً للتهديد الملموس الذي تتعرض له أوكرانيا من روسيا.

في هذه الأثناء، أعلن عدد من حلفاء أميركا في الناتو، بما في ذلك إسبانيا والدنمارك وهولندا أنهم كانوا ينشرون السفن والطائرات المقاتلة في أوروبا الشرقية.

  وأبلغ كيربي [المراسلة] ستار أن الإجراءات "هي من قبيل تجهيز القوات".

  وأضاف "هذا يتعلق بتوفير تطمينات بأننا سنكون جاهزين للمساعدة في دعم حلفائنا بقدرات ربما سيحتاجون إليها، وأننا سنقوم بذلك بشكل متلازم معهم ومع الحلف. هذا في الحقيقة يتصل بطمأنة الخاصرة الشرقية للناتو".

  وفي حين قال كيربي، إن القصد من هذه التحركات كان تهدئة حلفاء أميركا في أوروبا، لا يكاد يكون هناك شك في أن هذه الأعمال موجهة إلى جمهور محلي [الأميركيين] أيضاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

  وكان بايدن يتعرض للانتقاد من جهات عدة منذ المؤتمر الصحافي الذي عقده، الأسبوع الماضي، بمناسبة مرور عام على توليه هذا المنصب، وذلك بسبب تعليقات له لفت فيها حينذاك إلى أن الولايات المتحدة لن ترد إذا قامت روسيا بـ"توغل طفيف" في أوكرانيا.

  هكذا كان المسؤولون في أوكرانيا ودول أوروبية أخرى يشعرون بالقنوط. وانقض نقاد بايدن في الحزب الجمهوري على الفرصة السانحة لمهاجمته بعدما تجاهلوا، على نحو يلائمهم، سعي دونالد ترمب المزعوم للتودد لروسيا وإقامة علاقات حميمة معها.

  وقال مايك بومبيو وزير الخارجية السابق عبر شاشة "فوكس نيوز" في نهاية الأسبوع "أعتقد أنهم [الروس] لا يرون أن الرئيس بايدن صادق [في كلامه]".

  حتى أن بومبيو اعتبر أن محاولة بايدن لتوضيح تعليقاته تلك كانت ملتبسة.

  وتابع "نحن في حاجة إلى أن نكون واضحين بشكل لا لبس في ما نقوله حين يتحدث أحدنا في الدبلوماسية، وخصوصاً في عصر الحيز الإلكتروني وعالم الفضاء [التسلح الفضائي] والقدرات الحقيقية التي تتجاوز ما كنا قد رأيناه خلال أيام الحرب العالمية الثانية".

  وأضاف بومبيو "إذا كان هناك مجال للشك، إذا كان هناك فراغ ما فإن فلاديمير بوتين سيستغل مكمن الضعف هذا".

  وقد طرحت نقطة مشابهة من قبل فيونا هيل، وهي خبيرة في الشؤون الروسية، وكانت شاهدة في محاكمة ترمب الأولى بقصد حجب الثقة عنه. فقد كتبت في مقال رأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن بوتين يعتقد أن الولايات المتحدة التي سحبت للتو قواتها من أفغانستان على نحو مخز، كانت في وضع ضعيف.

  وتابعت معتبرة أن "بوتين ماهر للغاية في استعراض عضلاته العسكرية. إنه يصنع أزمة بطريقة تسمح له بالفوز بصرف النظر عما يفعله أي شخص آخر".

  سعت سلسلة من الرؤساء الأميركيين إلى العثور على أفضل طريقة للتعامل مع فلاديمير بوتين، وهو أمر يشعر العديد منهم أنه بات أكثر إلحاحاً منذ ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014.

  جاء رد الولايات المتحدة في ذلك الوقت، حين كان بايدن نائب الرئيس باراك أوباما، على شاكلة فرض عقوبات مالية، وتسيير مزيد من الرحلات الجوية العسكرية فوق أوروبا الشرقية. باختصار، فعلت ما كان في استطاعتها أن تفعله، من دون تعريض حياة أميركيين للخطر.

ويبدو هذه المرة أن بايدن يتبع أسلوباً مماثلاً لذاك إلى حد بعيد.

  وأظهرت استطلاعات الرأي أن واحداً من بين كل ستة أميركيين يدعم إرسال جنود من الولايات المتحدة للقتال ضد القوات الروسية في أوكرانيا. ومن الصعب توقع أن يكون بايدن واحداً من هؤلاء.

  وفي الوقت الحالي، فإن الولايات المتحدة تشدد على الحاجة إلى العمل بشكل جماعي. ولن يجري إرسال قوات أميركية إلا في حال نشر حلف الناتو قوات استجابته الخاصة. وقوات استجابة الناتو الخاصة مؤلفة من حوالى 40 ألف جندي متعددي الجنسيات.

  وقال ينس ستولتنبرغ، وهو الأمين العام لحلف الناتو، الإثنين الماضي، إن الحلف سيتخذ "كل الإجراءات الضرورية".

  وأضاف "سنستجيب على الدوام إلى أي ترد في ظروفنا الأمنية بما في ذلك من خلال تقوية دفاعنا الجماعي".

  وانضم بايدن وقادة أوروبيون إلى ستولتنبرغ، ظهر الإثنين، من أجل مناقشة التطورات الأخيرة.

  وجاء في بيان رسمي نشر في وقت لاحق أن "القادة قد وافقوا على أنه إذا كان حصل توغل روسي آخر في أوكرانيا، سيتعين على الحلفاء القيام برد انتقامي بما في ذلك حزمة غير مسبوقة من العقوبات".

  وكانت روسيا التي نقلت حوالى 100 ألف جندي إلى منطقة حدودها مع أوكرانيا، قد نفت أنها تريد الغزو. واتهمت الدول الغربية بالتصرف بشكل هستيري.

  وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، بحسبما أوردت "رويترز" "بالنسبة للأعمال المحددة، نحن نرى توالي بيانات حلف شمال الأطلسي عن التعزيز [العسكري]، وحشد قوات وموارد إلى الجناح الشرقي. كل هذا يقود إلى واقع أن التوترات تتفاقم".

  وزاد "هذا لا يحصل بفضل ما نفعله نحن في روسيا. هذا كله ناجم عما يفعله الناتو والولايات المتحدة وبسبب المعلومات التي ينشرونها".

  وأشارت هيل، البريطانية المولد، والمسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي التي صارت حالياً زميلة في معهد بروكنغز، في مقالها إلى أن بوتين رغب في أن يعاني الأميركيون الألم والإذلال نفسيهما اللذين عاناهما هو وغيره من الروس في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي قبل 30 عاماً.

  وقالت، إنه يريد أن يجعل الولايات المتحدة "تتجرع العلقم ذاته الذي كان على روسيا أن تتجرعه في تسعينيات القرن الماضي".

  وتابعت هيل، إنه "يعتقد أن الولايات المتحدة حالياً تعيش المأزق نفسه [الذي عاشته] روسيا بعد تداعي الاتحاد السوفياتي، ضعف كبير في الداخل وتقهقر في الخارج".

  وأضافت أن "هدف بوتين يرمي إلى ما هو أبعد من إغلاق باب الناتو المشرع أمام أوكرانيا والسيطرة على مزيد من الأراضي؛ إنه يريد طرد الولايات المتحدة من أوروبا".

© The Independent

المزيد من دوليات