Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لا توافق بعد حول البيان الختامي للقمة الإسلامية

القضية الفلسطينية تتصدر جدول الأعمال غداً... ومصادر "اندبندنت عربية": بعض الدول قدمت طلبات بتعديل بنود أو إضافة أخرى

علمت "اندبندنت عربية" من مصادر دبلوماسية رفيعة شاركت في الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة، إن المجتمعين لم يتوافقوا بعد على الشكل النهائي للبيان الختامي للقمة المقرر عقدها غداً الجمعة في مكة.
وقال مصدر دبلوماسي عربي بارز إن بعض الدول طالبت بتعديل بعض المواد المتعلقة بملفَي القضية الفلسطينة والموقف من إيران على وقع تصاعد التوتر في منطقة الخليج العربي.


وفي حين لم يوضح المصدر العربي تفاصيل البنود محل الخلاف، ذكر مصدر دبلوماسي آخر من إحدى دول شمال أفريقيا، أن عدم التوافق وإبداء الملاحظات من جانب بعض الدول على البيان الختامي، يتعلق ببعض الكلمات والبنود.
وأوضح المصدر ذاته أنه "من الطبيعي أن يظل البيان الختامي يراوح بين التعديل والإضافة والحذف، حتى اللحظات الأخيرة لعقد قمة على مستوى القادة والملوك والأمراء ورؤساء الدول والحكومات ولكن من دون أن يحيد عن الهدف الأساس من القمة التي تعقد تحت عنوان: يداً بيد نحو المستقبل".
وحتى فجر اليوم الخميس، واصل وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي إعداد جدول مناقشات القمة الإسلامیة في دورتھا الـ 14 العادیة، التي ستُعقد في مدينة مكة غداً الجمعة 31 مايو (أيار) بمشاركة 57 دولة. وناقش الوزراء بنود مشروع البیان الختامي، الذي رفعه كبار المسؤولین، في اجتماعاتھم التحضیریة الاثنین الماضي، تمهيداً لاعتماده من جانب القادة في القمة.
وستتناول اجتماعات القمة أهم الملفات في العالم الإسلامي، وأبرزها القضية الفلسطينية، والأزمات والتطورات الجارية في المناطق العربية والإفريقية والآسيوية، بحسب مصادر دبلوماسية.

 



 الرياض ترفض تدخلات طهران
وقبيل عقد القمتين الطارئتين العربية والخليجية والثالثة الإسلامية في مكة المكرمة، التي تخيّم على أعمالها التوتّرات مع طهران، طالبت الرياض العالم الإسلامي بـ"رفض تدخّل" إيران في شؤون الدول الأخرى. واتهم وزير الخارجيّة السعودي إبراهيم العساف في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي إيران مجدداً بدعم المتمرّدين في اليمن، معتبراً أن هذا الدعم "دليل" على تدخلها في شؤون دول أخرى.


وجهاً لوجه
وأوضح في كلمة ألقاها أمام الحاضرين، ومن بينهم الوفد الإيراني الذي ترأسه مسؤول رفيع في الخارجية الإيرانية بدلاً من الوزير محمد جواد ظريف، أن "دعم" طهران المتمردين اليمنيين يشكّل "مثالاً واضحاً" على "التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، وهو أمر يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي". وكرّر العساف قوله إن "هجمات المتمردين اليمنيين على المملكة تهدد الاقتصاد والسلام العالميين"، معتبراً أنه يجب مواجهتها "بكل قوة وحزم". كما أكد أن السعودية تواصل محاربة "الإرهاب"، داعياً إلى اعتماد حلول سياسية للأزمات في سوريا وليبيا، مجدّداً تأييد المملكة المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان.

التطرف والإرهاب
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين من جانبه، إن "التطرف والإرهاب يهددان أمن المنطقة والعالم واستقرارهما"، مشدداً على ضرورة وضع آلية واضحة لمحاربتهما. وتابع العثيمين أن "المنظمة تتطلع إلى مزيد من التعاون بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية لمحاربة التطرف الديني والتشجيع على الحوار بين الأديان". وأضاف أن "التنظيمات الإرهابية تستغل الاضطرابات السياسية في بعض البلدان لتنفيذ مخططاتها".
في سياق آخر، قال العثيمين إن "استهتار إسرائيل بالمعاهدات الدولية يستدعي مزيداً من الجهود، لوضع حد للاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطيني".

لقاءات ثنائية
وشهد الاجتماع الوزاري العربي، نشاطاً مكثفاً على مستوى اللقاءات الثنائية بين عدد من وزراء الخارجية ونظرائهم المشاركين في الاجتماع. ورصدت "اندبندنت عربية" عقد وزراء خارجية كل من السعودية والبحرين ومصر والإمارات وإندونيسيا وسنغافورة وباكستان وتركيا، لقاءات ثنائية في ما بينهم على هامش الاجتماع الوزاري الإسلامي. وذكر دبلوماسي عربي، أن تلك اللقاءات جاءت بهدفين الأول، تعزيز العلاقات الثنائية، والثاني تنسيق المواقف في القمة محل الانعقاد.
وأُنشئت "منظمة التعاون الإسلامي" في المغرب في سبتمبر (أيلول) 1969 بعد نحو شهر من عقد أول مؤتمر لقادة العالم الإسلامي عقب محاولة حرق المسجد الأقصى، وتلتئم قمة إسلامية دورية مرةً كل 3 سنوات للتداول واتخاذ القرارات بشأن أبرز الملفات التي تخيم على القمة: التوترات الخليجية الإيرانية، وخطة السلام في الشرق الأوسط التي تعتزم الولايات المتحدة الإعلان عنها في يونيو (حزيران) المقبل.
ويتردّد أن تلك الخطة، المسماة إعلامياً "صفقة القرن"، تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بخاصة بشأن وضع القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.
وقبل يوم من القمة الإسلامية، تستضيف مكة اليوم الخميس، قمتين طارئتين، عربية وخليجية، دعت إليهما السعودية، في ظل توترات بين إيران من جهة والولايات المتحدة ودول خليجية من جهة أخرى، سببها اتهام طهران باستهداف أربع سفن تجارية في المياه الإقليمية للإمارات، من بينها سفينتان سعوديتان، إضافة إلى استهداف جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة إيرانياً، محطتَي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية.
 

مكة تتزين
وقبل ساعات من أولى القمم الثلاث الخميس، رُفعت أعلام عشرات الدول العربية والخليجية ودولاً تضم جاليات إسلامية كبيرة، على أعمدة الإنارة الخضراء والذهبية في وسط الشوارع القريبة من المسجد الحرام، أهم مساجد المسلمين. وسار مصلون قرب الأعلام وهم يرتدون الملابس البيضاء، متجهين نحو الحرام المكي لأداء مناسك العمرة.
وتعقد القمم الثلاث في وقت تزدحم شوارع المدينة ومساجدها بالمصلين مع اقتراب نهاية رمضان، إذ تُعتبر الأيام العشرة الأخيرة من شهر الصوم الأكثر أهمية من ناحية الصلاة والدعاء. وتسعى السلطات الأمنية إلى تجنّب حدوث اختناقات مرورية اذ تعقد القمم في وقت عادة ما يفضّله المصلون لزيارة الحرم المكي وبدء الصلوات والدعاء بعيداً من حرارة الشمس خلال ساعات النهار.
ودعت السلطات في إعلان عنوانه "ساهم في إنجاح القمم" موجّه للمقيمين والزوار، إلى تجنّب سلوك ستة طرق، وإلى استخدام حافلات النقل العام. ورُفعت على جانبَي الطرقات المؤدية إلى مكة، لافتة كبيرة كُتب عليها عبارة "المملكة العربية السعودية ترحّب بقادة الدول الخليجية"، وعلى لافتة أخرى "المملكة العربية السعودية ترحّب بقادة قمة التضامن الإسلامي".
وكتبت وزارة الخارجية السعودية على حسابها في موقع "تويتر" أن "المملكة جنّدت كل الإمكانات لإنجاح القمم". وذكرت في تغريدة أخرى أن "الدول اجتمعت من أجل أمن المنطقة والعالم واستقرارهما في قصر الصفا المطل على الحرم المكي الشريف".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي