Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العمالقة" تتجه إلى شبوة بعد أيام من إقالة محافظها

بوادر تغيير في المشهد العسكري بعد التغيير الذي طاول قيادتها

قوات من ألوية العمالقة تتجه إلى محافظة شبوة لرفد القوات الشرعية (مواقع التواصل الاجتماعي - تخضع لحقوق الملكية الفكرية)

في تحرك ينبئ بتغيرات محتملة في المشهد العسكري في اليمن بمواجهة التمدد الحوثي المستمر، وصلت قوات عسكرية من ألوية العمالقة من جبهة الساحل الغربي إلى مدينة عتق، المركز الإداري لمحافظة شبوة (شرق البلاد) في خطوة تسبق التحرك لتحرير عدد من المديريات التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثي أخيراً.

وأعلن المركز الإعلامي لـ"ألوية العمالقة" أن "قوات عسكرية من الألوية انطلقت من جبهة الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي في محافظة شبوة"، لافتاً إلى أن "هذا التحرك بقيادة العميد أبو زرعة المحرمي سيسهم في تحرير المديريات التي سقطت بيد ميليشيات الحوثي في محافظة شبوة".

وأكد بيان "ألوية العمالقة" بقاء قواتها في جبهات الساحل الغربي في مواجهة مليشيات الحوثي، فيما يأتي الانتشار الأخير ضمن ترتيبات عسكرية واسعة النطاق.

واستقبل عدد من القيادات العسكرية والأمنية في شبوة طلائع قوات "العمالقة" التي وصلت مساء الاثنين، 27 ديسمبر (كانون الأول)، إلى عتق.

وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع أداء محافظ شبوة الجديد، عوض بن محمد الوزير، اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي أكد في أولى توجيهاته المناطة بمهمات المحافظ الجديد الذي ينتمي إلى حزبه (المؤتمر الشعبي العام) على "تحرير ما تبقى من مديريات المحافظة".

عمليات نوعية محتملة

وكانت ميليشيات الحوثي قد سيطرت، قبل أكثر من شهرين، على مديريات عسيلان وبيحان وعين، في فجوة عسكرية كلفت الشرعية اليمنية كثيراً، ومكنت الجماعة المدعومة من إيران من المرور نحو محافظة مأرب من بواباتها الجنوبية والشرقية، وتمكنت إثره من التقدم غرباً والسيطرة على مديريات حريب والجوبة والعبدية وجبل مراد (تتبع محافظة مأرب). ما ينذر بسقوط آخر معاقل الشرعية اليمنية شمالاً.

 

وأكد شهود عيان في شبوة، لـ"اندبندنت عربية"، أن القوات التي ترفع في واجهة عرباتها شعار "ألوية العمالقة" المتجهة إلى بيحان، تتكون من مئات المقاتلين والعربات القتالية المدرعة والمدافع الرشاشة وأسلحة مدفعية نوعية.ووفقاً لتحركات الشرعية اليمنية، أخيراً، فإن خط مهمات قوات "العمالقة" سيتولى مهمة إزاحة الميليشيات الحوثية من الأطراف الغربية لمحافظة شبوة النفطية في مديريات عسيلان وبيحان وعين، وقطع طرق إمدادها الآتية من محافظة البيضاء (التي تشترك مع محافظتي مأرب وشبوة في الحدود الإدارية والمنافذ البرية) عبر الطرق الرابطة بين مديريتي حريب (مأرب) وعسيلان (شبوة)، قبل الاتجاه شمالاً عبر صحارى صافر والعمود لمباغتة القوات الحوثية التي تخنق محافظة مأرب من جهاتها الجنوبية الشرقية، وإسناد قوات الجيش والمقاومة الشعبية التي تدافع عن المحافظة الاستراتيجية باستماتة منذ فبراير (شباط) 2021.

ثلاث محافظات

ويقول الصحافي المقرب من الشرعية، فتحي بن لزرق، إن هناك عملية عسكرية كبيرة على الأبواب تشمل ثلاث محافظات (لم يذكرها).

 

وأضاف في منشور له على صفحته في "فيسبوك"، "تستوجب هذه العملية وحدة الصف نبذاً للخلافات وتقديماً للمصلحة الوطنية بما ينهي معاناة اليمنيين مع هذه الحرب. لذلك، نحتاج خلال الفترة المقبلة إلى الوقوف إلى جانب قوات الجيش والعمالقة والمقاومة ووقف المهاترات ودعمهم بكل السبل الممكنة".

قوة ضاربة

وتشكل قوام "ألوية العمالقة" من المقاومة الجنوبية التي كانت تقاتل ميليشيات الحوثي في المحافظات الجنوبية بدعم القوات المسلحة الإماراتية المقاتلة ضمن قوات التحالف العربي، وحققت نجاحات قتالية مشهودة في عملية "الرمح الذهبي" التي جرت مطلع عام 2017، على امتداد الساحل الغربي للبلاد، وتمكنت من تحرير مدينة وميناء المخا. وتتكون من اثني عشر لواءً، ويتمتع مقاتلوها بمهارة قتالية عالية. ويبلغ عددهم حوالى 30 ألفاً، منهم سبعة آلاف من المقاومة التهامية (محافظة الحديدة غرب البلاد) انضموا إليها أخيراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعقب تحقيقها انتصارات ميدانية هناك، تمركزت "ألوية العمالقة" في الساحل الغربي، وشكلت مع قوات "حراس الجمهورية" التي يقودها نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي صالح، العميد طارق محمد عبدالله صالح، قوة ضاربة يتوقع أن يكون لها شأن كبير ضد الحوثيين في الأيام المقبلة.

أولوية رئاسية

الاثنين، أدى محافظ شبوة الجديد، عوض محمد عبدالله ابن الوزير، اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي لتعيينه محافظاً لشبوة، خلفاً لمحمد بن عديو الذي أثار قرار إقالته جدلاً واسعاً، وهو المعروف بوقوفه ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة التي طردها منها نهاية أغسطس (آب) 2019، وظلت فترة إدارته المحافظة محط جدل واسع ضدها، ويحذر من تحركاتها في المحافظة التي تتنوع طبيعتها الجغرافية بين الصحارى والسهول والجبال والبحر.

وأصدر هادي توجيهاته للمحافظ العولقي "بما يلزم (...) لتضافر الجهود المجتمعية المختلفة لأبناء شبوه لتحرير ما تبقى من مديريات المحافظة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".

 

واعتبر مراقبون أن تعيين البرلماني والزعيم القبلي البارز، عوض الوزير، محافظاً لشبوة، يأتي في إطار ترتيبات سياسية وعسكرية وقبلية واسعة تهدف إلى استكمال تحرير شبوة وفك الضغط الحوثي الخانق عن محافظة مأرب، وبدء عملية عسكرية في محافظة البيضاء بدعم من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.

وعلى مدى الأسابيع الماضية، شهدت محافظة شبوة حراكاً شعبياً اعتراضاً على إخفاقات الجيش في بيحان وتدهور الأوضاع المعيشية. وفي لقاء جماهيري موسع عقد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بناءً على دعوة الشيخ محمد الوزير (قبل تعيينه محافظاً السبت الماضي)، دعا بيان اللقاء الرئيس هادي لـ"إنقاذ شبوة وأهلها من الواقع المرير الذي تعيشه، واتخاذ جملة من الإجراءات، بما في ذلك إبعاد السلطة الحالية التي أوصلت المحافظة إلى هذا الوضع المأسوي بفعل الاستغلال السيء للسلطة، وتشكيل لجنة خصوصاً بإشراك ضباط متخصصين من أبناء المحافظة، للتحقيق في سقوط مديريات بيحان الثلاث في أيدي ميليشيات الحوثيين من دون أي مقاومة تذكر".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات