Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ظافر العابدين: نجاح "غدوة" بمهرجان البحر الأحمر فاق توقعاتي

أكد أنه ليس دخيلاً على الإخراج وكشف عن سر قلة أعماله السينمائية المصرية

المخرج والممثل التونسي ظافر العابدين   (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - الصفحة الرسمية للفنان على فيسبوك)

 "غدوة" هو الفيلم السينمائي الأول الذي حمل توقيع الممثل التونسي ظافر العابدين، الذي يخوض به مجال الإخراج للمرة الأولى، في خطوة لفتت نظر كثيرين وأثارت تعجبهم، إذ إنه نجم لكثير من الأدوار ومصنف واحداً من نجوم الفن العربي، لذلك كان وجوده خلف الكاميرا مخرجاً علامة استفهام كبيرة.

شارك فيلم "غدوة" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الماضي الذي انتهي في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقوبل بإشادات وحفاوة تفوق التوقعات من الجمهور المصري وصناع السينما العربية والعالمية، وواصل نجاحه وقدم ظافر مخرجاً وممثلاً، كما عرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي اختتم فعاليات دورته الأولى أخيراً. وتدور أحداثه في تونس ويتحدث بلهجتها وبإنتاج وأبطال تونسيين، كما يتحدث عن قضية تمس الشعب وتعتبر انعكاساً لعصر الرئيس بن علي.

"اندبندنت عربية" التقت في حوار ظافر العابدين بمدينة جدة التاريخية، وتحدث عن سبب اتجاهه إلى الإخراج في هذا التوقيت ورأيه في مهرجان البحر الأحمر وتجربة فيلم "غدوة" وفكرته وعلاقته الشخصية بالعمل، كما تحدث عن وجوده بالسينما المصرية والكثير من الأمور الأخرى.

مهرجان ذو طابع خاص

في البداية تحدث ظافر عن إقامة أول مهرجان سينمائي في مدينة جدة، قائلاً "أنا سعيد بوجود الفيلم في السعودية وبالمهرجان الوليد، خصوصاً أن للمملكة مكانة خاصة عند الجميع، وفكرة عمل حدث فني بضخامة هذا المهرجان شيء عظيم ومؤشر إيجابي نحو تقدم كبير ومبشر، ويسعدني حالة التطور التي تسير بها الدراما السعودية والفن عموماً، ووجود كوادر جديدة والحرص الدائم على التعلم والتقدم بالمجال الفني، وحتماً هذه الحالة النشطة ستكون سبباً كبيراً في تطوير الدراما العربية من حيث الإمكانات والمواهب، وما شاهدناه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي يدل على ما أقول، إذ وجد نجوم عرب وعالميون، وحصلت حالة رواج وكثافة من الحضور الجماهيري لحضور أفلام شاركت في مهرجانات عالمية، كما أن لجان التحكيم على مستوى رفيع. وهذه الأمور تعني أن الخطوات تمشي في سياق عظيم، وأن جمهور المملكة محب للفن وشغوف بالتطور". وأضاف، "سعدت أيضاً بعرض فيلمي (غدوة) في جدة بعد عرضه بالقاهرة، وتم استقبال الفيلم بشكل رائع وكان مستوى المناقشات مع الجمهور أكثر من عظيم ويدل على ثقافة فنية كبيرة ووعي".

توقيت الإخراج

وعن لماذا اختار ظافر العابدين هذا التوقيت ليقدم فيلماً من إخراجه، وهل انتظر حتى تحققت شهرته كممثل في البداية وكان يخضع لخطوات زمنية مخطط لها في مشواره؟ أجاب، "أستوعب أن العقل يحتم أن يكون لكل شيء أوانه، ولكن ليست القصة أني انتظرت حتى حققت الشهرة كممثل ثم بدأت الإخراج، فالموضوع جاء معي من باب إحساسي بأني أريد أن أقدم فيلماً الآن بوجهة نظر معينة تمثلني شخصياً".

وأضاف، "بالمناسبة أحب التنويه أن الإخراج ليس عملاً جديداً عليَّ، بخاصة أن الكثير من الناس تعجبوا عندما أقدمت على التجربة وتساءلوا ماذا أدخل ظافر هذا المجال؟ والحقيقة هي أني مخرج قديم ومارست هذا العمل، حين عملت مساعد مخرج قبل سنوات، وعلى الرغم من دخولي عالم التمثيل كان لديَّ حلم أن يأتي اليوم وأخرج عملاً يحمل وجهة نظر تخصني وتعبر عني، أو تعبر عن قضية أؤمن بها وأريد مناقشتها وهذا ما وجدته في (غدوة)".

وأوضح، "كما أن هناك دافعاً شخصياً وقصة حقيقية وراء إحساسي بهذا الفيلم تحديداً، وحماسي لصناعته بالكامل، بداية من الفكرة إلى الكتابة ثم الإخراج حتى البحث عن الإنتاج، إذ تدور حكاية الفيلم بشكل كبير عن شقيقي الذي استوحيت قصته وتفاعلت معها، إذ كان مريضاً بالسرطان ولم يجد فرصة للعلاج لفترة طويلة، حتى تمكن من العلاج على نفقته. وهنا تساءلنا ما حال المريض الذي لا يمكنه العلاج على نفقته، وظلت القصة داخلي حتى قررت تقديمها في الفيلم ولكن في إطار درامي فني وحكاية سينمائية غير مباشرة".

وأوضح، "تدور الأحداث حول رجل يدعى (حبيب) تتدهور حالته الصحية وتدفعه الظروف إلى البحث عن ابنه الوحيد أحمد، الذي طلق والدته، ليقف جواره في مرحلة مرضه الخطير، الذي كان انعكاساً لانهيار النظام الصحي في عصر الرئيس المخلوع زين الدين بن علي. وكتبت السيناريو مع السيناريست المصري أحمد عامر، والفيلم يروي حكاية مهمة، وأحببت أن يكون بطلها بالصورة التي ظهر عليها".

تجربة صعبة

وعن تجربة الإخراج، يقول، "تجربة صعبة ومسؤولية ثقيلة، فأنت لا تعمل على شخصيتك فقط بل كل تفصيلة تعنيك ومسؤولة منك. كنت خائفاً في البداية وحاولت وضع نفسي في التجربة، لكن عشقي للإخراج جعلني أصمم على المواصلة وحضرت للفيلم جيداً، ووضعنا جدولاً زمنياً لكن للأسف توفيت والدتي قبل التصوير وساءت حالتي النفسية، ومرت علينا ظروف كورونا بقسوة وكان كل شيء مهدداً، لكن الحمد لله عاودنا التحضير وصورت في وقت قياسي لم يتجاوز ثمانية أسابيع، وعلى الرغم من التوتر في البداية بمجرد بداية التصوير سارت الأمور بشكل جيد، بفضل تعاون الجميع والروح الجميلة من الفريق المحترف، ولديَّ قناعة أن الإخراج لا يمكن أن يكون جيداً إلا إذا اعتمد على جهود كثيرين معاً حتى يخرج بالشكل اللائق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول سبب مشاركته ممثلاً في الفيلم قال، "أحببت شخصية حبيب، وتمنيت تقديمها فهي ثرية درامياً، كما أنها مختلفة عن كل الأدوار التي قدمتها من قبل، وفيها عمق ومركبة، وبوجه عام تمسني وتمثل حالة خاصة بالنسبة إليَّ".

وعما إذا كان ظافر استبعد دور المرأة في الفيلم بدليل ظهور شخصية تدعى سعدية في مشاهد قليلة؟ أجاب بالنفي. وقال، "مستحيل أن أهمش المرأة أو أظهرها بشكل غير مهم بالعمل، ولكنها ظهرت كحلم وكانت داعمة، وهذا في حد ذاته أكبر تقدير لدور المرأة، والحسبة لا تقاس بعدد المشاهد ويتم الهجوم أو الاتهام أني همشت دور المرأة لمجرد أنها لم تظهر من البداية إلى النهاية، بالطبع لا يمكن القول بذلك، فمشاهدها القليلة المؤثرة كانت ضرورية نظراً إلى طبيعة الفيلم والحبكة الدرامية وليس لأي سبب آخر".

استبعاد من قرطاج

وعن سبب عدم عرض الفيلم بمهرجان قرطاج السينمائي، وما تردد حول استبعاده وسبب قراره أن يعرض بمهرجان القاهرة قال، "نعم حدث بالفعل، وفوجئت أن أحد أعضاء لجنة اختيار الأفلام بالمهرجان قرر استبعاده، على الرغم من أنه يتحدث عن تونس. فأحببت أن يعرض في مصر وأرى ردة فعل الجمهور المصري والعربي هنا وفي مهرجان كبير وبالمسابقة الرسمية، وفاق رد الفعل توقعاتي، وتشرفت بعرض العمل عالمياً للمرة الأولى بمهرجان القاهرة، ثم دعمني مهرجان البحر الأحمر واستقبل الفيلم بحفاوة وأحبه الجمهور".

طابع سياسي

وحول الطابع السياسي الذي يتسم به الفيلم حسب بعض الآراء قال ظافر، "أحاول تقديم قضايا إنسانية وليست سياسية، ولم أفكر ماذا سيقول الناس وكيف سيصنفون الفيلم؟ فكرت فقط أن يحبوه ويلمسهم. والفيلم يقترب من المجتمع التونسي في إطار ما حدث فيما قبل وانعكاساته، بالإضافة إلى العلاقة الإنسانية بين الأب والابن". سألناه إذ ما كان من حق الفنان أن يبدي وجهة نظره السياسية في أعماله قال، "الفنان إنسان ومن حقه أن يقول ما يشاء وقتما يشاء مثل الجميع، وحتى إن دفع ثمناً، فكل شخص حر في رأيه".

وجود سينمائي

على الرغم من نجومية ظافر العابدين التلفزيونية في مصر فإنه مقل للغاية في أعماله السينمائية بدليل لعب بطولة فيلم "أبو شنب" مع ياسمين عبد العزيز على الرغم من انتظار الجمهور له في بطولات متعددة. يقول عن هذا الشأن، "إنه بالفعل مقل في السينما المصرية، لأنه يختار بعناية شديدة ولا يهمه الوجود من دون تأثير، لذلك يختار الأفضل، كما أن هناك سبباً آخر يتمثل في أنه يعرض عليه بعض الأعمال في مصر ويكون مرتبطاً بأخرى، أو أوشك على الانتهاء من أعمال مرهقة وطويلة ويحتاج أن يكون في إجازة مع عائلته".

وعن مشروعاته الجديدة كشف، "أنتظر عرض الجزء الثالث من مسلسل (عروس بيروت) مع نخبة من النجوم العرب، والجزء الجديد مليء بالمفاجآت التي أتمنى أن تحافظ على استمرارية نجاح العمل مع الجمهور. وكذلك أنتظر عرض الفيلم المصري (العنكبوت) مع أحمد السقا ومنى زكي ونخبة كبيرة من النجوم، وألعب فيه شقيق السقا الذي يوقعه في مصائب كبيرة تترتب على أساسها أحداث الفيلم الشيقة ومن المنتظر كما سمعت عرضه قريباً".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة