Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إنقاذ الشراكة مع جمهوريات سوفياتية سابقة

رئيسة المفوضية تعلن الاستعداد لـ "إجراءات غير مسبوقة" ضد روسيا وشولتز يحذرها

يشهد شرق أوكرانيا منذ 2014 حرباً بين الانفصاليين الموالين لروسيا وقوات كييف (أ ف ب)

في وقت يسعى قادة الاتحاد الأوروبي إلى إنقاذ الشراكة الشرقية مع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وأرمينيا وأذربيجان، تتواصل المواقف الغربية المتشددة تجاه روسيا، فقد أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأربعاء 15 ديسمبر (كانون الأول)، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتشديد عقوباته واتخاذ "إجراءات غير مسبوقة" ضد روسيا إذا ما صعدت تصرفاتها العدائية ضد أوكرانيا.

وذكرت فون دير لاين أمام البرلمان الأوروبي أن التكتل عمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لوضع خيارات يفوق تأثيرها العقوبات الحالية التي تستهدف قطاعات المال والطاقة والدفاع والسلع ذات الاستخدام المزدوج في روسيا.

وقالت للمشرعين الأوروبيين، "ردنا على أي تجاوز آخر قد يأتي على شكل تصعيد قوي في منظومة العقوبات القائمة وتوسيع نطاقها"، مضيفة "بالطبع نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية غير مسبوقة ستكون لها عواقب وخيمة على روسيا".

سولتز والثمن الباهظ

في الأثناء، حذر المستشار الألماني أولاف شولتز من أن روسيا ستدفع "ثمناً باهظاً" إذا ما اجتاحت أوكرانيا. وقال المستشار الجديد أمام مجلس النواب (بوندستاغ)، "في هذه الأيام نراقب بقلق بالغ الوضع الأمني على الحدود الروسية - الأوكرانية". وأضاف "سنناقش ذلك بشكل مكثف في المجلس الأوروبي وقمة الشراكة الشرقية" للاتحاد الأوروبي المنعقدة بعد ظهر الأربعاء.

وأوضح، "اسمحوا لي أن أكرر ما قالته سلفي أنغيلا ميركل، كل انتهاك لوحدة الأراضي سيكون له ثمن باهظ"، فيما تزداد المخاوف من اجتياح موسكو أوكرانيا.

ويشهد شرق أوكرانيا منذ العام 2014 حرباً بين الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يُعتبر الكرملين داعمهم العسكري على الرغم من نفيه ذلك، وقوات كييف. وبدأ النزاع بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم وأسفر مذاك عن 13 ألف قتيل.

وفي الأسابيع الماضية ارتفع مستوى التوتر فجأة، إذ تتهم الدول الغربية الكرملين بالإعداد لغزو أوكرانيا، وهو ما ينفيه الكرملين.

إنقاذ الشراكة

ويسعى قادة الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إلى إنقاذ الشراكة الشرقية مع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وأرمينيا وأذربيجان، وهي خمس جمهوريات سوفياتية سابقة تشهد انقسامات.

وقال مسؤول أوروبي كبير "الوقت مناسب جداً لهذه القمة لأن هذه الدول تشهد فترة معقدة بسبب ضغوط روسيا وخلافات داخلية".

لكن الاجتماع الذي يبدأ عند الرابعة بعد الظهر (الثالثة بتوقيت غرينتش) سيكون من دون شك مصدر استياء لأن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه قبول طلبات انضمام أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا.

وقال وزير أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية، "لا يمكننا القيام بشيء. هناك دول أعضاء تدفع في اتجاه قبول جورجيا وأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، لكن بالنسبة إلى آخرين فإن هذا الأمر غير ممكن".

وبدأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال المحادثات اعتباراً من مساء الثلاثاء، واستقبل قادة أرمينيا وأذربيجان لمحاولة تهدئة التوتر بعد حرب قصيرة لكن دامية وقعت بينهما في خريف 2020 من أجل السيطرة على منطقة ناغورنو قره باغ موقعة 6500 قتيل.

وفي ختام هذا اللقاء شجعهما ميشال على استعادة الثقة والسعي إلى "اتفاق سلام شامل". وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف "علينا طي صفحة الأعمال العدائية".

والشراكة الشرقية التي أطلقت عام 2000 تواجه صعوبات، فقد علق الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو مشاركة بلاده في يونيو (حزيران) 2021، وأرمينيا وأذربيجان في نزاع، وجورجيا تشهد أزمة سياسية، وأوكرانيا مهددة بتدخل عسكري روسي جديد، ومولدافيا تشهد توتراً اقتصادياً بسبب رفع أسعار الغاز الروسي، وسياسياً مع دعم موسكو منطقة ترانسنيستريا الانفصالية.

تحييد الجمهوريات السوفياتية

وأقر المسؤول الأوروبي بأن "الزعزعة الدائمة للاستقرار في العديد من مناطق الشراكة تثير قلقاً شديداً لأنها تهدد السلام والاستقرار في المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وصعد الاتحاد لهجته حيال موسكو وندد باستخدام أسعار الغاز أو تدفق المهاجرين نحو الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروس كورقة ضغط، وفرض عقوبات لكنها "لا تشكل شيئاً بالنسبة إلى فلاديمير بوتين الذي لا يتعامل إلا مع الأميركيين في أسس أمن أوروبا"، كما تابع الوزير الأوروبي.

ويريد الرئيس الروسي تحييد الجمهوريات السوفياتية السابقة الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي وتركيا عبر معارضته انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

ويرفض الأوروبيون حق الفيتو هذا، لكن لا أحد يتحدث عن انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الأطلسي ولا إلى الاتحاد الأوروبي كما قال دبلوماسيون ومسؤولون أوروبيون لوكالة الصحافة الفرنسية.

وذكر المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي بأن "الانضمام يشمل دول البلقان الغربي وليس مجموعة دول الشراكة".

وأوضح بيتر ستانو "نحن مدركون لتطلعات هذه الدول لكننا نعمل على أساس اتفاقات الشراكة الموقعة في 2014 مع كييف وتبيليسي وشيسيناو".

وقال المسؤول الأوروبي "نقدم لهذه الدولة شراكة مصممة خصيصاً لها، تقوم على إعطاء مزيد لأولئك الذين يريدون فعل مزيد".

وأضاف "خطة استثمار بقيمة 2.3 مليار يورو وقادرة على جمع 17 مليار يورو تم إعدادها في يوليو (تموز) لإعادة إطلاق الشراكة. وسيعتمد توزيعها على الإصلاحات المطلوبة وجدوى المشاريع المقدمة".

خيبة أمل

لكن خيبة الأمل تسود لدى دول الشراكة، لأن تصريحات الدعم لم تتبعها أفعال. واتهم الرئيس الأوكراني ألمانيا الثلاثاء بمنع تسليم أسلحة، وقال فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، "في بعض العواصم لا يزال الخوف هو الذي يسيطر".

وسيلتقي الرئيس الأوكراني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز قبل افتتاح القمة لمحاولة تبديد سوء الفهم.

وقال ممثل إحدى الدول الأعضاء لوكالة الصحافة الفرنسية، "على الاتحاد الأوروبي أن يضبط أفعاله وردود فعله بشكل جيد كي لا يعطي روسيا ذريعة للانتقال إلى الأفعال".

وأكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء، "نحن مستعدون للتحرك لكننا لا نريد الإسهام في تدهور الوضع".

المزيد من دوليات