Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سائقة الراليات مشاعل العبيدان... تخوض نجاحاتها بـ"قلب غليظ"

أول امرأة عربية تفوز بالمركز الثاني في رالي حائل الدولي وتستعد للنسخة الـ44 من "دكار"

خاضت السعودية مشاعل العبيدان 3 سباقات محلية ودولية (اندبندنت عربية)

ارتبطت ارتباطاً شديداً بقيادة الدراجات النارية منذ صغرها، وشغفها الشديد بتلك الممارسة قادها للتمسك بها لاحقاً، وما إن صدرت رخصة قيادتها في عام 2017، حتى وجدت تشعباً في الخيارات التي أمامها، وكان عليها أن تثبت جديتها في الدخول إلى عالم ليس سهلاً، وهذا ما حدث فعلاً، إذ حققت أخيراً لقب المركز الثاني في سباق رالي حائل لفئة سيارات تي 3 في آخر جولة من بطولة العالم لـ"كروس كونتري"، والتي ضمت 8 متنافسين في الفئة نفسها، لتحقق بذلك لقب المرأة العربية الأولى التي تفوز بلقب رياضي في هذا السباق، عقب مشاركتين سابقتين إحداهما محلية، والأخرى دولية. 

3 تجارب

خاضت السعودية مشاعل العبيدان ثلاث سباقات محلية ودولية لتأكيد شغفها ومسؤوليتها إزاء هذه الرياضة، في تجارب رأت من خلالها انعكاس الوضع رأساً على عقب، وانقلاب الضحك إلى حزن، وعلى الرغم من ذلك، فهناك متسع كبير من الفرح وسط تقلبات نتائج هذه الرياضة، إضافة لمشاهد طبيعية وتضاريس ساحرة وخلابة، وانفراد ممارسيها بقدرات جسدية وذهنية لما تتمتع به هذه المغامرة التي تعود أصولها إلى قصة حقيقية هدفها شديد العمق، وهو تحدي الضياع في الطريق المجهول، ومن ثم الوصول وإنهاء المعاناة هو لب القصة، حين جاب الفرنسي تيري سابين الكرة الأرضية طوافاً منذ أكثر من أربعة عقود، ليُلهم الرياضيين رياضة عقب ذلك لسباق التحدي والمغامرات الأشهر "رالي داكار"، وقد يكون هو الإلهام الذي تنظر إليه العبيدان عقب كل إخفاق وتجربة.

تجربة مشاعل العبيدان

تعيد تجربة السائقة السعودية مشاعل العبيدان القصة نفسها إلى الأذهان، فالخلاصة التي أفضت لها القصة الحقيقية، لا تنفصل عن مشاعر صاحبة التجارب الثلاث. وتابعت: "إذا أحببت أمراً ما، تتذلل الصعوبات، شيء ما يجعل الأنسان أكثر تحملاً، وأشد صبراً، أن يحب ما يعمل، فسيجد نفسه أكثر شغفاً بالمواصلة، وهذا ما أفعله وفعلته حين سُد الباب في وجهي يوماً".

فما الذي فعلته؟ قالت: "فتحته من زوايا أخرى، إيماناً بنفسي، ولله الحمد". 

وانطلقت مشاعل العبيدان في السباقات تقود سيارتها تاركة خلفها سحابة اليأس والغبار، فهل كان الطريق سهلاً ومحفزاً. تقول: "إنها رياضة غامضة حادة المغامرة، مشاعري تجاهها تحفزني للمواصله، لكنها تتطلب قلباً غليظاً".

وتابعت: "ما زلت أواجه صعوبات عدة في جانب الرعاة، واختيار الفريق المناسب، وعلى الرغم من ذلك، أحاول لفت نظر الجهات المسؤولة، وخصوصاً الاتحاد السعودي للرياضة، نحو الجهود والنتائج التي أحققها لكوني أول سائقة سعودية للراليات، ويستحق جهدي التحفيز والدعم". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الكارت الأبيض للسباق الرابع

وعقبت العبيدان على الدعم الذي قدمه الاتحاد السعودي لمشاركتها القادمة في رالي داكار 2022، مبينة: "حصلت على الكارت الأبيض، ما يعفيني من دفع رسوم التسجيل التي تبلغ نحو 25 ألف يورو، وعلمت أن دعماً أكبر كاد يصلني فيما لو كان لديّ مشاركات سابقة أكثر تتيح لي تصدر البطولة، إنه مجال باهظ التكاليف، ولا يمكن التصدر فيه بلا نقود". وأردفت: "لا شيء يأتي بالسهل مطلقاً، ولن أقف أمام باب مقفل طويلاً، هذه الرياضة تعلمك أنه لا مستحيل مطلقاً، جولة إسبانيا حملت الكثير من المميزات، صعوبتها كانت ميزة، وعدد المنافسين عرّفني بقدراتي". 

خط النهاية

وتستعد العبيدان للمشاركة في رالي داكار السعودية النسخة الـ44، والثالثة على التوالي التي تستضيفها السعودية بعد أن استضافت نسخة 2021 و2020، وستقام فعالياته في الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) حتى 14 يناير بمشاركة 70 جنسية مختلفة من جميع فئات الرالي، في الرحلة التي يبدأ مسارها من مدينة حائل، وتنتهي بمدينة جدة. 

وتابعت: "ستكون المرحلة الأصعب، لكنها تبدو محفزة للتحدي وخوض المغامرة، فالكثير يعجز عن بلوغ الطريق إلى نهايته، ذلك يعود لمشقة الأمر من الناحيتين الجسدية والذهنية، وعلى ذلك، يسبق المشاركة في هذا السباق توفر شروط معينة ضمنها تجربة سابقة للمتسابق في رالي دولي كما حدث معي، وإن كنت أرجو فوزاً قادماً ، فسيكون إنهاء السباق هو غايتي". 

وقالت مشاعل، إنها مستمرة في السباقات بسيارة فئة "تي 3" لعام واحد على الأقل، وأضافت أيضاً: "يمكنني بعد ذلك السباق بفئة (تي 1) حال أتممت الخطوات".

وتبدو مشاعل أكثر حماساً للسباق في السعودية بعد جولتها العالمية في "باخا" بإسبانيا، والتي وصفتها بـ"الممتعة لعدد المتسابقين وخبرتهم". وتابعت: "السباق في تضاريس مختلفة أمر ممتع، وأحد أهم الأمور المحفزة في سباق إسبانيا عدد المشاركين من كل أنحاء العالم، أما عن شوارعها فهي مختلفة، ضيقة بعض الشيء، ونمر من خلالها على وديان وبحيرات ناشفة، وحصلت من خلالها على المركز السابع بين 17 متسابقاً في سباق فئة (تي 3)، وكانت نتيجة مشرفة على الرغم من صعوبة الرعاية، وأعتبر تجربة السباق في السعودية مشوقة للغاية". 

وعكست أرقام المشاركات النسائية الواقعية وجهة نظر البعض من المشككين في قدرتهن، والتي قالت إن "مشاركتهن مستحيلة في ظل صعوبتها ومشقتها، ما يوحي بإعادة النظر والتراجع، ولكن سرعان ما تمت إعادة النظر مجدداً في تمكنهن من خوض هذا السباق بعد نتائج أثبتت ذلك". 

ولفتت العبيدان إلى الدور المكمل الذي يقوده الملاح أثناء رحلة السباق، وأضافت: "لكل منا وظيفته، عليّ أن أقود جيداً، وعلى الملاح أن يرشدني بدقة، حيث إن 50 في المئة من نجاح السباق ملقاة على عاتق الملاح". 

وشاركت العبيدان في رالي الشرقية، وحصلت على المركز الأول، ثم شاركت في رالي إسبانيا العالمي في الجولة الخامسة لبطولة الباها، وحصلت على المركز السابع كأول عربية وسعودية تشارك في بطولة أوروبا، وأخيراً حصلت على لقب أول عربية تفوز في رالي حائل (كروس كونتري) بالمركز الثاني. 

قصة رالي دكار

هو سباق ومنافسة للسيارات على أشد الطرق وعورة تنظمه منظمة aso، وانطلق من باريس في عام 1979، وصولاً إلى داكار عاصمة السنغال، وفي عام 2009، انتقل إلى أميركا الجنوبية حتى 2019، وأخيراً قررت المملكة استضافة سباق الرالي لعام 2020 في شراكة تستمر حتى عام 2030. وعقدت السعودية نسختها الأولى لرالي دكار 2020، في سباق مر بمراحل عدة، بدءاً من مدينة جدة، وانتهاءً بمدينة الرياض، ثم قدمت النسخة الثانية انطلاقاً من مدينة جدة، وانتهى فيها.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة