Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"رالي داكار" يستهوي سائقة سعودية تنتظره بفارغ الصبر

مشاعل العبيدان خاضت تجارب في أميركا وأوروبا... وتحضر نفسها للسباق الأكبر في المملكة "2022"

 تمارس غالبية قاطني الخليج والسعودية هوايات مستوحاة من بيئتهم، لم تكُن خيارهم بالضرورة وإنما أملتها عليهم أحياناً بيئتهم الصحراوية في البداية، حتى تطوّر الأمر إلى عشق هوايات، صنعت مع الوقت من الهواة لاعبين محترفين في مجالات عدة. 

وكان آخر هؤلاء الأبطال الشابة السعودية مشاعل العبيدان، المصنفة أول امرأة سعودية تشارك في منافسات "الراليات" العالمية في قارة أوروبا في الجولة الخامسة من كأس العالم للراليات الصحراوية "باخا إسبانيا"، وتمكنت من الفوز ضمن العشرة الأوائل في فئتها "تي3".

على الرغم من التحديات التي واجهتها في السباق، إلا أنها جعلت منها متسابقة تحسن التصرف وتتخذ القرار في الوقت المناسب وسط اختلاف طبيعة التضاريس والمناخ بين البيئة التي تدرّبت عليها في حائل، شمال السعودية وتلك التي أُقيم عليها السباق هناك في أوروبا. 

لم تكُن العبيدان تعتقد بأن شغف الطفولة فوق كثبان رمال المنطقة الشرقية البسيط سيجعل منها بطلة عالمية، فبعد ابتعاثها للولايات المتحدة لإكمال دراستها، وجدت هناك مدربين محترفين وأكاديميات متخصصة ساعدتها وأهّلتها للمنافسة في هذا النوع من الرياضة المثيرة لشغفها.

وبعد عودتها إلى السعودية، وجدت أن بلادها تستضيف عدداً من الفعاليات العالمية في سباق السيارات لكنها لا تستطيع المشاركة، كونها مقتصرة على الذكور فقط آنذاك، قبل أن تنهي المملكة حظر قيادة المرأة للسيارة والدراجات النارية في 2018 في سياق عدد من الإصلاحات، التي أفضت إلى تمكين النساء والشباب في مختلف المجالات.

وهكذا أصبحت العبيدان أول سعودية تحصل على رخصة قيادة مخصصة للدراجات النارية، إلا أنها ابتعدت عن المشاركة في السباقات بفئة الدراجات بعد استشارة محترفين في عالم الراليات الذين نصحوها بذلك، بسبب خطورتها العالية، لتأخذ خطها في سباق الراليات وتختار فئة "تي3" التي وجدتها "أقل خطورة وأكثر متعة، بوصفها أصغر حجماً وأخف وزناً وبمحرك أصغر ويُطلق عليها ’أس أس في‘ ويُنظر إليها على أنها مرحلة انتقالية وتحضيرية للسائقين الشباب قبيل انتقالهم إلى فئتي ’تي2‘، و’تي1‘ الأكبر والأصعب".

الاستعدادات للسباق 

وتمضي بنا مشاعل العبيدان إلى ما وراء كواليس بطولات الراليات التي "تبدأ بالاستعداد المسبق من خلال التدريب الجيد للسائق على البيئة التي ستستضيف السباق وتحضير السيارة بحسب الشروط العامة للسباق، بما فيها تجهيز مقصورة الراكب والتأكد من أحجامها على مقاسات المتسابق، وكذلك الحرص على وجود وسائل السلامة وتوافر القفص المعدني المثبت فيها الذي يمنع انطباق السقف في حال انقلاب السيارة، ويتم ذلك بإشراف فريق خبير يتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة للسباق".

جنود مجهولون في السباق

مع نهاية كل بطولة في عالم الراليات، عادة ما يُحتفى  بالبطل سائق المركبة، فيتوقع المشاهد للبطولة أنه العنصر الوحيد للنجاح، لكن هناك جنوداً خلف الستار لا يقلّون أهمية عن السائق، إذ يتضمن فريق الرالي الصحراوي السائق وفريقه الميكانيكي الذي يقوم بإصلاح أي عطل يحدث أثناء السباق، والملاح الذي يندر وجوده من الجنسية السعودية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفقاً للعبيدان، فإن "الملاح هو من سيرافقك داخل المركبة طوال فترة السباق، وتوجيهاته لا غنى لسائق عنها، فهي التي تؤهلك لمنصات التتويج، وذلك لأن نجاح المتسابق يقع على عاتقه بنسبة 50 في المئة، ويخبر السائق عن كل التفاف وأي طريق وكمية الأشجار وخطورة المسالك الوعرة. وهكذا يكون الملاح مرشد السائق الذي ينفذ توجيهاته بدقّة، وبمهاراته يقود السيارة".

مشاعر خلف المقود 

وتُعدّ هذه الرياضة من أكثر الرياضات تحدياً من الناحية الذهنية، فالتركيز وقوة الانتباه والقدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب من أساساتها، وعجزت العبيدان عن إيصال مشاعرها وهي خلف المقود وفي مضمار السباق، فتقول "ينتابني شعور لا يمكن وصفه ولا يتكرر إلا في مضمار السباق مرة أخرى. فمع بداية كل سباق، أنسى كل شيء ولا أركز إلا فيه، ومن الممكن أن أستمر في السباق أكثر من تسع ساعات متواصلة، فهو شعور يعرفه كل من لديه هواية يؤدّيها ويستمتع بها". 

المشاركات الخارجية

ولأن للمنافسات الخارجية أثراً في صقل موهبة المتسابق، حرصت العبيدان على وجودها في السباقات الدولية من أجل كسر الصورة النمطية عن المرأة السعودية في الخارج، مؤكدة أن "هناك الكثير من النساء السعوديات اللاتي لديهن الرغبة بالاحتراف في هذا النوع من الرياضة وبمشاركتي أعطيهن نوعاً من الإلهام".

الدعم المالي

على الرغم من استضافة السعودية لعدد من البطولات الدولية في رياضة السيارات بمختلف تصنيفاتها سواء السيارات ذات الوقود أو الكهربائية أو الراليات الصحراوية، إلا أن الهواة ما زال ينقصهم تنظيم المزيد من المسابقات والجولات المحلية من أجل صقل مهاراتهم وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الفعاليات العالمية.

ونظراً إلى ارتفاع تكاليف الانضمام إلى مسابقات الراليات العالمية، فإن الدعم المالي ركن أساسي في مسيرة أي هاوٍ ليصبح محترفاً حتى يستطيع مجاراة الساحة. فتذكر العبيدان أن عدم وجود رعاة يدعمونها، قلّص عدد نشاطاتها الرياضية وجعلها تنتقي المشاركة المميزة التي تضيف إليها مزيداً من الخبرة.

وتكشف عن محاولاتها في المنافسة والدخول في "رالي داكار" 2020، وتقول إنها تواصلت مع وزارة الرياضة وظهر اسمها مع المتسابقين، لكن عدم وجود راعٍ يدعمها جعلها في قائمة الانتظار، إلا أنها على الرغم من ذلك ترى أن "داكار" منحها فرصة التجربة ودعاها إلى وادي الدواسر، وخوض تجربة تؤهلها للجولة المقبلة، وكان التمرين على "التحمل وقراءة الخريطة".

وأُقيمت في السعودية جولات عدة لـ"فورمولا إي" التي ستستمر المملكة باستضافتها لمدة تسعة أعوام مقبلة، واستطاعت الرياض تنظيم النسخة الـ42 من "رالي داكار" للمرة الأولى على مستوى قارة آسيا، بعد أوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.         

حلم داكار

ولأن المشاركة في "رالي داكار" حلم تُقدّر تكلفة المشاركة فيه بنحو 75 ألف دولار للدخول والمنافسة، فإن الرياضية السعودية يسكنها ذلك الحلم، بوصفه أصعب سباق للسيارات في العالم وتبلغ مدته نصف شهر تقريباً، ولذلك تستعد العبيدان من خلال مشاركاتها الفترة الماضية في جولات "رالي حائل" و"رالي أبو ظبي"، لتختبر جاهزيتها لخوض "داكار" الأكثر تحدّياً في العالم.

وتقول العبيدان إنها تستطيع المشاركة في سباقات تحصل فيها على المراكز الأولى، لكنها فضّلت المشاركة في "داكار – إسبانيا" الذي تميّز بكثرة عدد المشتركين، من أجل أن تعرف ما هو مركزها بين أولئك المتسابقين، "كل ذلك من أجل الاستعداد لداكار 2022 الذي سيُقام في السعودية للمرة الثالثة خلال الفترة من 2 إلى 14 يناير (كانون الثاني) المقبل".

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة