Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تقلص مشتريات الأسرى الفلسطينيين إلى 50 في المئة

يوفر الكانتين بعض المستلزمات التي لا توفّرها إدارة السجن ويشتريها الأسير على نفقته الخاصة

مشهد تمثيلي في قطاع غزة يحاكي واقع الأسرى في السجون الإسرائيلية (أحمد حسب الله)

لا تزال الإجراءات الإسرائيلية القاسية بحق الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في الزنازين مستمرّة، على الرغم من التوصل إلى اتفاق مع مصلحة السجون يقضي بضرورة تخفيف حدّة التضييق على المعتقلين، وذلك بعدما خاض أكثر من 400 أسيرٍ إضراباً مفتوحاً عن الطعام العام الماضي، تحت اسم "الكرامة 2" للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم.

آخر الإجراءات التي اتخذتها إدارة السجون الإسرائيلية، تقضي بتقليص نسبة مشتريات الأسرى من الكانتين إلى النصف، من الناحيتين النوعيّة والكميّة، تحت ذريعة أنّ وجود بضائع داخل السجون يُعد من أشكال الترف التي يجب أن تتوقف بسرعة.

ترف الكانتين

الكانتين كلمة عبريّة تعني مكان تقديم بضائع وحاجات أساسية للأسرى، ويشبه كافتيريا الخدمة الذاتية، وعادة ما يُوفّر للمعتقلين في السجون الإسرائيلية بضائع مختلفة، مثل أصناف من الطعام والشراب، والمعلّبات والملابس الخفيفة والأحذية والأغطية والكريمات ومواد التنظيف، وغيرها من السلع في السوق الإسرائيلية. ويشتري الأسرى بضائعهم من أموالهم الخاصة.

لكن إدارة السجون تنظر إلى ذلك بأنّه أحد أنواع الترف، الذي يخفّف معاناة الأسرى ولا يشعرهم بوجودهم داخل الزنازين.

وتبرّر مصلحة السجون ذلك بأنّها تعرّضت إلى انتقادات كثيرة بسبب السماح للمعتقلين الفلسطينيين بالحصول على منتجات وسلع تصفها بالمتقدمة.

400 دولار

يقول وزير هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إنّهم يقومون بتحويل مبلغ شهري للأسرى بقيمة 400 دولار أميركي، لشراء مستلزماتهم من الكانتين، وهي لن تتعرض لأيّ تقليص بعد القرار الإسرائيلي، موضحاً أنّ التقليص يقتصر على المواد والبضائع داخل الكانتين.

وأوضح أبو بكر أنّ الكانتين يوفّر على الإسرائيليين كثيراً من صرف الأموال على المعتقلين، ومن المفترض أنّ تقوم إدارة السجون بتلبية طلبات الأسرى، من الأكل والشرب وبعض المستلزمات الأخرى، مشيراً إلى أنّ أسعار البضائع في داخل السجون مضاعفة.

والـ400 دولار التي يحصل عليها الأسرى جزء منها يأتي من هيئة شؤون الأسرى والمحررين (تابعة لمنظمة التحرير) ويقدر بحوالى 120 دولاراً، فيما الباقي يقوم أهالي الأسرى بتحويله لمصلحة السجون التي توصله إلى الكانتين، ومنها يشتري الأسرى مستلزماتهم، وسيشمل تقليص البضائع إلى النصف كلّ الأسرى مهما كانت مدّة محكومياتهم.

بعد سلسلة إضرابات

يقول مدير مركز أسرى فلسطين للدراسات رياض الأشقر، إنّ الكانتين أتى على شكل استحقاق بعد تضحيات وإضراب عن الطعام، ويُوفّر بعض المستلزمات التي لا توفّرها إدارة السجن، ويشتريها الأسير على حسابه الشخصي، ويستغل الإسرائيلي ذلك برفع الأسعار إلى ثلاثة أضعاف البضائع، والمعتقل مجبر على شرائها لعدم وجود بديل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبيّن الأشقر أنّ إدارة السجون تقوم بابتزاز الأسرى في الكانتين من خلال منعهم من الشراء كأحد أنواع العقاب، أو من خلال وقف تحويل المبالغ الشهرية لهم، أو بفرض غرامات مالية تخصم من حسابات الأسرى، بحجة مخالفة تعليمات إدارة السجن.

ولفت إلى أنّ قرار إسرائيل بتقليص الكانتين، يخالف أبسط قواعد القوانين الدولية لاتفاقيات جنيف التي تنصّ على حماية الأسرى وتوفير متطلباتهم، وكذلك يخالف معاهدات لاهاي، والقانون الدولي الإنساني.

وأظهر الأشقر أنّه بعد البحث المعمّق وجد أنّ توتر السجون وتصاعد الإجراءات السلبية ضدّ الأسرى، جاء بالتزامن مع تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب سدّة الحكم، الذي أعطى الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية بالتصرف مع الفلسطينيين كما تشاء.

أعداد الأسرى

علمت "اندبندنت عربية" أنّ إدارة السجون سحبت المراوح من زنازين سجن النقب في موجة الحر التي ضربت البلاد قبل يومين. ووفق المعلومات المتوافرة، فإنّ درجة الحرارة تصل في النقب الصحراوي إلى أكثر من 55 درجة مئوية. واشتدت معاناة الأسرى بعد اللجنة التي نظمها وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد أردان، لدراسة واقع الأسرى واتخاذ الإجراءات المناسبة ضدّهم.

مؤسسات فلسطينية معنية بشؤون المعتقلين، قالت في بيان مشترك، إن السلطات الإسرائيلية اعتقلت حوالى مليون فلسطيني منذ عام 1967 (تاريخ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة).

وتعتقل إسرائيل حوالى 5700 أسير في زنازينها، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من بينهم 250 طفلاً، وأكثر من 30 مصاباً بالسرطان، وفق نادي الأسير (غير حكومي)، ومنهم حوالى 570 معتقلاً محكوماً بالسّجن المؤبد، كما أوضحت الهيئة العليا لمتابعة الأسرى (غير حكومية).

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط