Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اليمن... غضبة جوية وبرية تشعل "ساحل جهنم"

تحالف دعم الشرعية أعلن أن ضرباته في صنعاء استهدفت مواقع سرية لنشاط الطائرات المسيرة

انتصارات الشرعية اليمنية على الأرض تنعش أمل التحرير مجدداً (أ ف ب)

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، بدء تنفيذ ضربات جوية ضد "أهداف عسكرية‭ ‬مشروعة" في العاصمة اليمنية صنعاء.

وأوضح أن العملية بصنعاء استهدفت مواقع سرية لنشاط الطائرات المسيرة. ولفت إلى أن جماعة الحوثي استخدمت مبنى قيد الإنشاء كمعمل سري للطائرات المسيرة. وقال: "اتخذنا إجراءات وقائية لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية الأضرار الجانبية".

وذكرت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين أن غارتين استهدفتا "حي الأعناب بمديرية معين إحداها استهدف مبنى قيد الإنشاء".

مأرب والساحل الغربي

وفي وقت أحكمت جماعة الحوثي قبضتها على مساحات واسعة في كل من محافظة مأرب والشريط الساحلي الغربي، تلاشت معها آمال إحداث تغيير حقيقي يمكنه فرض تغيير نوعي في ميزان القوة.

ويقول سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) محمد جميح، إن ‏"فرحة اليمنيين في مأرب بتحرير مناطق واسعة في الحديدة وتعز لا توازيها إلا فرحتهم في غرب البلاد بصمود مأرب".

وأضاف في تغريدة "تابعوا رسائل التواصل، تابعوا حجم الفرح الذي يعم البلاد لتقدم القوات المشتركة وصمود مأرب".

وفي تدوينة على صفحته في "فيسبوك"، قال الكاتب سلمان الحميدي، "اليمنيون في الساحل يتقدمون في تعز والحديدة، نفدي قلوبكم". وأضاف "اليمنيون في مأرب، يستنزفون الميليشيات زرافات ووحدانا ونحن نتوحد بالمشاعر والكلمات، ونقف إجلالاً لما يقدمونه للجمهورية".

"ساحل جهنم"

من جانبه، وصف الصحافي عبد الناصر المملوح ما يجري في الساحل الغربي بأنه ‏‎"ساحل جهنم". وقال "لا أعتقد أن بمقدور مرتزقة إيران تخمين من أين ستأتيهم الصفعة"، في إشارة إلى اتخاذ القوات المشتركة أسلوب المفاجأة في هجماتها الأخيرة على المناطق التي تقع تحت قبضة الحوثيين. 

وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن أعلن، الثلاثاء، أن ضرباته الجوية في صنعاء استهدفت مواقع سرية للصواريخ الباليستية. وقال في بيان، إن الضربات "دمرت هدفاً عالي القيمة للصواريخ الباليستية في حي ذهبان"، شمال العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الميليشيات. 

وأوضح أن "المواقع السرية اتخذت المستشفيات ومواقع المنظمات والمدنيين دروعاً بشرية". وفي الوقت ذاته، قال "اتخذنا إجراءات وقائية لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية الأضرار الجانبية".

وكان التحالف أعلن، الإثنين، أنه بدأ تنفيذ ضربات جوية على أهداف عسكرية مشروعة في صنعاء، وطلب من المدنيين عدم التجمع أو الاقتراب من المواقع المستهدفة. وأكد أن "العملية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني ومبدأ الدفاع المشروع".

قاعدة حربية

وفي وقت سابق، نشر التحالف مقطع فيديو يوثق جزءاً من عمليات تحويل جماعة الحوثي مطار صنعاء الدولي، المتوقف عن العمل منذ عام 2016 سوى عن الرحلات الأممية، إلى ثكنة عسكرية تستخدمه الجماعة الموالية لإيران لإطلاق عملياتها العدائية ضد المدنيين في الداخل اليمني ومدن الجارة السعودية.

ويظهر الفيديو الذي بثه التحالف، قيام عدد من العناصر الحوثية بتنفيذ تجارب واختبارات على إحدى وحدات المنظومات الصاروخية، عبر استخدام إحدى الطائرات الأممية أثناء هبوطها وإقلاعها من مطار صنعاء الدولي لإجراء التجارب الأولية لاختبار فاعلية المنظومة، واعتبار الطائرة الأممية هدفاً جوياً متحركاً في محاكاة حية لسيناريوهات الاعتراض والتدمير.

كما يوضح المقطع المسرب، إحدى الشخصيات ممن يُعتقد أنه خبير أجنبي يشرف ميدانياً على عملية الاختبارات وإجراء التجربة الحية لإطلاق الصاروخ من قبل الميليشيات على الطائرة الأممية.

ثكنة للاعتداء

وتثبت المشاهد المسجلة اتهامات الحكومة اليمنية والتحالف العربي المتواترة للحوثيين خلال الفترات السابقة بتحويل المطار إلى ثكنة عسكرية تضم ورش تركيب وتفخيخ وتخزين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

وفي أول تعليق على المشاهد، قال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي، إن الميليشيات حولت المطار إلى ثكنة تضم ورش تركيب وتفخيخ وتخزين ومنصات لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة من أجل استهداف المدنيين والأعيان المدنية في الداخل اليمني.

جسر جوي

وسبق أن اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي باستخدام مطار صنعاء لاستقبال السلاح والخبراء الإيرانيين بُعيد اجتياحهم المدينة، بعد أن أقامت جسراً جوياً على مدى عام 2014 بمعدل 28 رحلة جوية أسبوعياً من طهران إلى صنعاء عبر الخطوط الجوية الإيرانية (ماهان إير) ونقلت خلالها أنواع الأسلحة كافة، بينها أسلحة نوعية، إضافة إلى خبراء وضباط إيرانيين.

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، إن فيديو تحالف دعم الشرعية يؤكد تحويل ميليشيات الحوثي مطار صنعاء إلى ثكنة عسكرية تضم ورش تركيب وتجهيز صواريخ.

يأتي ذلك عقب يوم واحد على زيارة المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في اليمن ويليام ديفيد غريسلي مطار صنعاء، برفقة وزير النقل في حكومة الحوثيين عامر المراني، بحسب ما نشرته وسائل إعلام موالية للجماعة، الأحد.

ووفقاً للمسؤول الحوثي، فإن الزيارة تهدف إلى "نفي ما تروج له وسائل إعلام تحالف العدوان عن وجود مظاهر عسكرية في مطار صنعاء أو استخدامه لأغراض عسكرية"، معتبراً حديث التحالف "تضليلاً للرأي العام العالمي وتزييفاً للحقائق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 المسؤول الأممي أكد بحسب الإعلام الحوثي "ضرورة تحييد المطار، كونه مطاراً مدنياً يخدم  شرائح المجتمع كافة، ما يستدعي فتحه أمام كل الرحلات المدنية"، ولكن التحالف أعلن بعيد ساعات من الزيارة، مساء الأحد، تدمير مسيرة أطلقها الحوثيون من مطار صنعاء في محاولة لاستهداف مطار نجران السعودي.

إحباط هجوم حوثي

على الصعيد الميداني، تواصل جماعة الحوثي هجومها المستميت الضاغط على محافظة مأرب من الجهات الجنوبية على الرغم من التكلفة البشرية الباهظة التي تتكبدها من الأرض على يد قوات الجيش والمقاومة، ومن الجو حيث غارات التحالف ترصد تحركاتها.

وأحبطت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية هجوماً حوثياً على مواقع عسكرية جنوب محافظة مأرب وُصف بأنه الأعنف منذ اندلاع الحرب.

وأعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن الجيش مسنوداً برجال المقاومة الشعبية أحبطوا الهجوم الذي استمر 11 ساعة متواصلة.

إلى الموت

في موازاة ذلك، نقل المركز الإعلامي عن قيادات ميدانية في الجيش اليمني قولها، إن الميليشيات دفعت المئات من عناصرها إلى حتفهم في مواجهة هي الأعنف، مؤكدة أن الحوثيين تكبدوا خسائر بشرية كبيرة، إضافة إلى تدمير آليات عسكرية واستهداف تعزيزات كانت في طريقها إلى جبهتي ذنه وأم ريش.

ومنذ فبراير (شباط) الماضي، تشهد جبهات مأرب معارك متواصلة، مع استمرار ميليشيات الحوثي حشد معظم قواتها في محاولة للسيطرة على كامل المحافظة الغنية بالنفط، الواقعة على بعد 120 كيلومتراً شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش حوالى مليوني نازح، في ظل مقاومة كبيرة من الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية.

إسناد جوي لا يهدأ

ومن الجو، تواصل مقاتلات التحالف العربي عملياتها في إسناد الجيش اليمني والمقاومة الشعبية باستهداف ثكنات وتحركات الجماعة الموالية لإيران التي تحاول تعزيز خسائرها البشرية في مأرب والساحل الغربي للبلاد.

والإثنين، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن مقتل أكثر من 115 عنصراً من ميليشيات الحوثي في مأرب خلال الساعات الـ24 الماضية، إضافة إلى تدمير 16 آلية عسكرية.

ووفقاً لبيان التحالف الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، أسفرت العمليات عن  تدمير 16 آلية عسكرية والقضاء على 115 عنصراً إرهابياً من ميليشيات الحوثي.

ففي مأرب، نُفذت 22 عملية استهداف، فيما نفذت خمس عمليات استهداف في الساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين اليمنيين هناك، مؤكداً أن عمليات الساحل الغربي قصفت آليات عسكرية وموقعاً لتخزين الصواريخ الباليستية، ومشدداً على دعمه لعمليات القوات اليمنية في الساحل الغربي، خارج مناطق نصوص اتفاق ستوكهولم.

الساحل الغربي 

وفيما يتوقع مراقبون استراتيجيون حدوث مزيد من الانهيارات المتسارعة في صفوف الميليشيات المدعومة من إيران، نظراً إلى تشتت قواها بعد أن رمت بكل ثقلها العسكري في جبهات مأرب، تواصل القوات المشتركة تقدمها لليوم الرابع على التوالي بعملية عسكرية واسعة ضمن إعادة التموضع والانتشار وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف الحوثيين.

وعززت القوات المشتركة خلال الساعات الماضية، سيطرتها الميدانية على مديرية مقبنة في محافظة تعز، ومديريتي جبل راس والجراحي في محافظة الحديدة غرب اليمن.

وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، بأن وحدات الاستطلاع رصدت تحركات للميليشيات التابعة لإيران شرق مديرية حيس جهة مقبنة ومن الشمال، رصدت تعزيزات للحوثيين آتية من الجراحي وأخرى في سلسلة جبلية تابعة لجبل راس مطلة على حيس، وتم التعامل معها بنجاح.

مصرع قيادي حوثي 

وكان مشرف ميليشيات الحوثي في مديرية مقبنة المدعو عابد هجوان لقي مصرعه، الإثنين، مع قيادي آخر يدعى أحمد بن أحمد وعدد من عناصرهم، فيما أصيب المدعو عبد الرحمن الجرزي وشقيق هجوان وعدد آخر بقصف مدفعي، بعد أن قادت معلومات استخبارية إلى رصدهم في أحد الجبال القريبة من مناطق الاشتباك شرق حيس.

والسبت، أطلقت القوات المشتركة مدعومة من التحالف العربي، عملية عسكرية واسعة ضمن إعادة التموضع والانتشار في جبهات الساحل الغربي، وأحرزت تقدماً ميدانياً واسعاً، وأحكمت سيطرتها على مناطق استراتيجية شمال شرقي المدينة على الحدود الإدارية لمحافظتي إب وتعز، وسط انهيارات في صفوف الميليشيات الحوثية.

وتتكون القوات اليمنية المشتركة من ثلاثة تشكيلات رئيسة، تتفرع عنها مجموعة من الألوية القتالية المدربة، وهي قوات العمالقة، والألوية التهامية، وقوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية)، إذ أعادت تموضعها، أخيراً، في مدينة الحديدة جنوباً بمحاذاة الشريط الساحلي على مسافة تقدر بنحو 90 كيلومتراً.

"تموضع" ضمن خطة عسكرية

وعقب جدل محتدم، أوضح تحالف دعم الشرعية قرار إعادة تموضع القوات المشتركة في السواحل الغربية التي انسحبت من المناطق المشمولة باتفاق ستوكهولم.

وقال التحالف، إن إعادة انتشار وتموضع القوات العسكرية للتحالف والقوات اليمنية التابعة للحكومة في منطقة العمليات، جاءت ضمن خطط عسكرية من قيادة القوات المشتركة للتحالف، تتواءم مع الاستراتيجية العسكرية لدعم الحكومة اليمنية في معركتها الوطنية على الجبهات كافة.

المزيد من تقارير