Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو توسع نفوذها شمال شرقي سوريا بمنظومة صواريخ

القوات الأميركية تسعى لإنشاء قاعدة عسكرية في منطقة "تل تمر" الاستراتيجية بريف الحسكة

سباق عسكري روسي أميركي شمال شرقي سوريا (اندبندنت عربية)

لا تتوانى موسكو عن الاجتهاد بتوسيع مناطق نفوذها نحو شمال شرقي سوريا حين وجدت لنفسها موطئ قدم ضمن مناطق تتبع للإدارة الذاتية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، والحليفة لها بحربها ضد تنظيم "داعش" منذ عام 2015، وتسرع القوات الروسية بإيجاد منظومة دفاعية متكاملة بعدما أرسلت عناصر وخبراء وقادة، مطلع الشهر الجاري، إلى تلك البقع من الأراضي المترامية الأطراف وشديدة التعقيد سياسياً وعسكرياً لجهة كثافة تواجد القوات الأجنبية على ترابها.

حضور جديد

وحلّقت مقاتلات "سوخوي" الروسية في سماء الرقة، والمقاتلات المروحية من خلال مناورات شهدتها سماء المنطقة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، في موازاة تمدد القوات الروسية على الأرض بعد اتفاق جيش النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" على دخول عين عيسى لإيقاف أية نوايا لأنقرة بالإقدام على التوغل شمالاً.

كما عمدت القوات الروسية إلى نشر منظومة دفاع جوي "أس-300" في مطار الطبقة بعدما عكفت على تحويله إلى قاعدة عسكرية مهمة، وتخللت وجودها مناورات واسعة النطاق، مع استقدام مروحيات مقاتلة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما سبقها وصول تعزيزات للقوات النظامية في الرابع من نوفمبر إلى ناحية عين عيسى، أكبر معاقل الإدارة الذاتية في الريف الشمالي لمحافظة الرقة آتية من مطار الطبقة.

قوة رادعة

ويرى مراقبون ما يحدث في الشمال الشرقي كونه يتعدى السباق الروسي الأميركي، الأمر ما دفع تركيا إلى صرف النظر حول شنّ عملية تشبه عمليته الهجومية "نبع السلام" عام 2019 إلى وقت لاحق ليضمن ترتيب أوراق اللعبة العسكرية من جديد، وبذلك، فإن القدرة على معرفة خفايا ومستقبل القوات الأجنبية يبقى مجهولاً ومثار تساؤل حول جدية استمرارها مع التسويات السياسية المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في غضون ذلك، تتحرك القوات الأميركية إلى إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة "تل تمر" الاستراتيجية في ريف الحسكة، بحسب معلومات واردة من أهالي المنطقة، بعد مشاهدتهم عدداً كثيفاً من العربات المدججة بالسلاح وعناصر الجيش الأميركي يتجولون في هذه البقعة من الأرض.

وفي حين يسود الهدوء الحذر على هذه الجبهات ونقاط التماس، يلفت الأكاديمي في العلوم السياسية، أسامة جبرائيل، إلى ضرورة أن يكون لموسكو هذا الحيّز من التواجد كسدّ منيع لأية حرب ستخوضها تركيا في وجه الميليشيات الكردية، بل أيضاً، لإيجاد ثقل أوسع في منطقة تغصّ بالجيوش الأجنبية (الإيرانية، والأميركية، والتركية) عدا عن قوات التحالف الدولي، وأضاف، "من المفيد لروسيا أن تحمي قواتها العسكرية الموجودة في الطبقة، بريف الرقة، من أية مخاطر، وهي من أولوياتها، ولعل منظومة أس-300 تفي بالغرض، وهذا من حقها بلا شك".

كارثة التدخل التركي

ورأى جبرائيل أن وجود هذه المنظومة المتطورة من الصواريخ سيجنّب المنطقة من كارثة التدخل التركي ويضع حداً للتهديدات، وفي المقام الثاني يسترعي اهتمام الكرملين عودة الخطر المتزايد لتنظيم "داعش" العائد للواجهة بعد أفوله عام 2019 في مدينة "الباغوز"، بريف دير الزور شرقاً.

وثمة قلق مع عودة "داعش" بداية العام الحالي بقوة عبر الاغتيالات والتفجيرات، وتشكل مخابئه في رمال الصحراء السورية ساتراً منيعاً أمام الضربات الجوية الروسية المتلاحقة، علاوة عن معرفة أفراده الطرق السريعة والسرية التي تسلكها الدراجات النارية، إضافة إلى وجود بيئة حاضنة بينما تسعى كل من "قسد" من جهة، وروسيا والقوات النظامية، من جهة أخرى، بشنّ حملات بين الحين والآخر لملاحقة هذا التنظيم الإرهابي.

محادثات جنيف

وإلى ما سبق، تتسارع الأحداث شرق البلاد، مع تمدد للجيش النظامي في دير الزور وريفها وفتحه باب "المصالحات الوطنية" وسط دعم إيراني غير مسبوق، وقد انتقل الوجود العسكري للفصائل الإيرانية إلى هذه النقطة المتاخمة للحدود العراقية، والتي تمثل منطقة عبور وإمداد أكبر وأكثر اتساعاً تصل إلى طهران.

وسط هذه الأجواء، تتحضّر جنيف السويسرية إلى جولة جديدة من المحادثات الروسية والأميركية على مستوى دبلوماسيين رفيعي المستوى بشأن سوريا، أطلق عليها "محادثات الظل".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار