Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بولندا للمهاجرين: لا تصدقوا الإشاعات التي تعدكم بطريق آمن إلى ألمانيا

تقول الرسالة النصية التي بعثت بها حكومة وارسو إلى الهواتف ذات الأرقام الأجنبية في المنطقة الحدودية... "لا تنخدع "، كما تذكر أماندا كوكلي في التقرير التالي من الحدود بين بولندا وبيلاروس

سعت حكومة وارسو إلى مواجهة [تفنيد] الإشاعات التي يجري تناقلها في أوساط المهاجرين اليائسين الذين تكدسوا على الحدود البولندية – البيلاروسية، عن فتح ممر آمن إلى ألمانيا.

وقالت الحكومة في رسالة بعثت بها إلى كل الهواتف ذات الأرقام الأجنبية في المنطقة الحدودية "لن تسمح بولندا للمهاجرين بالعبور إلى ألمانيا، وهي تحمي حدودها. لا تنخدع، ولا تحاول القيام بأي فعل".

ووُجهت الرسالة في وقت تستمر المواجهة المتوترة بين حرس الحدود البولنديين ونظرائهم البيلاروسيين، الذي قاموا بمحاولة مزعومة في وقت سابق لاختراق السياج الحدودي المؤقت بغرض فتح الطريق أمام المهاجرين كي يعبروا إلى بولندا.

وأفادت القوات البولندية بأن المهاجرين كانوا يتلقون تعليمات ومعدات من حراس بيلاروسيين، وبأنها تتكهن بحصول "محاولة كبيرة" لتحقيق خرق في السياج.

وذكرت كاتارزينا زدانوفيتش، وهي المتحدثة باسم حرس الحدود، التي كانت تتحدث مع قناة "تي في أن 24" الخاصة أنه "يتم إحضار قطع خشبية ضخمة، [لاستعمالها] على الأرجح في خفض السياج".

وقد سجلت السلطات البولندية حتى الآن 233 محاولة لعبور الحدود، مشيرة إلى أنها تتوقع حصول ضغط كبير مرة أخرى في الأيام المقبلة.

واعتبر رجل طلب عدم ذكر اسمه وهو يتحين الفرص للدخول إلى بولندا لصحيفة الـ "اندبندنت" أن الإشاعات عن ممر آمن إلى ألمانيا قد أدت إلى تحسين الحالة المزاجية في المخيم. وقال، في رسالة بعث بها عبر تطبيق "واتساب" موضحاً "أننا ننتظر ما بعد 15 [نوفمبر (تشرين الثاني)] وننتظر بشكل خاص إذناً... آمل بأن كل شيء سيكون على ما يرام".

ولا يزال هناك ما يزيد على 2000 شخص متجمعين على طول الجانب البيلاروسي من الحدود مع الاتحاد الأوروبي.

 

في هذه الأثناء، اتهمت بروكسل بيلاروس بإثارة الأزمة في محاولة منها لتقويض أمن الاتحاد الأوروبي، وهو إدعاء نفته مينسك. وجاء ذلك وسط تحذيرات بأن الأزمة يمكن أن تنزلق إلى صدام عسكري. وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة ضد لوكاشينكو ونظامه اعتباراً من أوائل هذا الأسبوع، وأعلن أن الكتلة الأوروبية ستمول بشكل مشترك جداراً حدودياً.

 ودعا ماتيوش مورافيتسكي، رئيس الوزراء البولندي، يوم السبت إلى اتخاذ "إجراءات ملموسة" من قبل حلف الناتو والدول المجاورة من أجل حل الأزمة. ومن جانبه، قال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، وهو داعم رئيس لألكسندر لوكاشينكو الزعيم البيلاروسي، إن موسكو كانت مستعدة للمساعدة في التوصل إلى حل.

 ونظراً لانخفاض درجات الحرارة في الليل إلى حوالي ناقص ثلاث درجات سلزيوس، فإن حالة المهاجرين الذين يعيشون في الخلاء في ملاجئ مرتجلة، تصبح يائسة. وتُظهر أشرطة فيديو بثتها قوات الأمن البيلاروسية أشخاصاً يتدافعون للحصول على الطعام ويتشاجرون حول [الحصول على] البطانيات.

وعلى الرغم من أن بولندا تبذل قصارى جهدها لمنع هؤلاء المهاجرين من عبور حدودها، فإن هناك الكثيرين منهم يتمكنون من قطعها كل أسبوع. وتُعتبر الرحلة بين البلدين محفوفة بالمخاطر، إذ تمر عبر غابات كثيفة تفصل بينهما. وغالباً ما يبعد أولئك الذين يقبض عليهم حرس الحدود البولنديين ويحملون على العودة على أعقابهم، وهو إجراء يتعارض مع القواعد الدولية الخاصة باللجوء.

ولكن السكان المحليين يشكلون نوعاً من التوازن في مقابل عداء السلطات، وهم يعملون مع الناشطين من أجل ضمان حصول أي شخص يعثرون عليه على الإسعافات الأولية، والطعام، والملابس السميكة، والمساعدة القانونية.

 مثلاً، تعيش أوليفيا هورلي، وهي إحدى هؤلاء السكان، مباشرة خارج قرية بيالوفيزا، وقد شاركت في جهود الإغاثة المحلية لأكثر من عشرة أسابيع، وهو عمل تصفه بأنه نظام مساعدات سرّي.

وقالت أوليفيا لصحيفة الـ "اندبندنت" إن "الطريقة التي يتعاملون بها هنا مع الأمور قد أصابتني بصدمة"، وذلك في إشارة إلى موقف بولندا المتشدّد بشأن الهجرة. وأضافت "حين بدأت [الأزمة]... لم نكن نظن إطلاقاً، ولا حتى في أكثر أحلامنا غرابة، كيف ستتطور وكيف كنا سنشارك [فيها]".

وحين يجتاز الناس الحدود، فإنهم يظلون في خوف دائم من أن يجري القبض عليهم، وغالباً ما يكونون قد قضوا أياماً من دون أن يأكلوا شيئاً. وتوجد في الغابات أيضاً مناطق مستنقعات عديدة يضطر المهاجرون إلى المرور عبرها، فتتبلل ثيابهم وأحذيتهم بشكل كبير.

 وحالما يراهم السكان المحليون فإنهم ينطلقون على الفور إلى العمل، ويعمدون إلى تفعيل شبكة المساعدات ويتواصلون مع النشطاء الموجودين خارج منطقة الحظر.

وأشارت أوليفيا إلى أن "الكثيرين منهم ليست لديهم فكرة عن مكان وجودهم الجغرافي. وهم يظنون أحياناً أن على الجانب الآخر من الغابة تقع ألمانيا أو بلد غربي سمعوا عنه أو لديهم أقرباء فيه. وهم لا يعرفون الكثير عن بولندا أو عن نوع الغابة التي هي أمامهم. فهذه ليست أي غابة صغيرة عادية بل آخر الغابات البدائية في أوروبا، والتضاريس فيها صعبة".

لم تؤثر الأسابيع القليلة الماضية على المتطوعين المحليين وحدهم، بل كان لها أثرها أيضاً على عائلاتهم. هكذا تدرك ابنة أوليفيا أن هناك أشخاصاً في الغابة يحتاجون للمساعدة، بيد أن الفتاة التي تبلغ سبع سنوات من العمر تجد صعوبة في قبول حقيقة أن بينهم أطفالاً كثيرين مثلها. وقالت والدتها "إنها تكافح حقيقة من أجل فهم كيف يمكن لأي شخص أن يسمح للأطفال بأن يعانوا بهذا الشكل في الغابة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا يقتصر الأمر على التفكير بأشخاص جاؤوا من بلدان أجنبية إلى الغابة التي تثير الرعب في قلوب الأطفال المحليين. فقد تفاقمت مخاوفهم بسبب الوجود العسكري الكثيف، إذ إن هناك ما يزيد على 12000 جندي بولندي يتمركزون على الحدود.

وأوضحت أوليفيا أن "الأشخاص المدججين ببنادق آلية طويلة موجودون في كل مكان. نتوقف عند الحواجز حيث يأتي رجال ملثمون إلينا في سيارتنا ليطرحوا أسئلة وهم يحملون البنادق".

 وتابعت "كل هذا قد ترك أثره على أطفالنا. عندما يرسمون الصور الآن، فهم يرسمون نقاط التفتيش والدبابات وشاحنات الجيش. هذه كلها تغييرات دقيقة للغاية [عصية على الفهم]، لكن الأطفال يدركون غريزياً أن ما يحدث ليس جيداً".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات