Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جيران بيلاروس: أزمة المهاجرين تنذر بمواجهة عسكرية

ألمانيا تتحدث عن عقوبات أوروبية ولوكاشنكو يلوح بقطع إمدادات الغاز

عبرت الدول المجاورة لـبيلاروس عن قلقها، الخميس 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، من تصاعد أزمة المهاجرين الذين يحاولون عبور حدودها إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت إن الأزمة قد تتحول إلى مواجهة عسكرية.

ودانت ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا "التصعيد المتعمد للهجوم الهجين المستمر من جانب نظام بيلاروس، الذي يشكل تهديداً خطيراً لأمن أوروبا"، في إشارة إلى اتهامات بأن روسيا البيضاء تستخدم المهاجرين سلاحاً.

وجاء في بيان مشترك لوزراء دفاع ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا أن هذا الأمر "يزيد من فرص وقوع استفزازات ووقائع خطيرة يمكن أن يتسع نطاقها إلى المجال العسكري".

وقالت السلطات في وارسو، الخميس، إن المهاجرين العالقين داخل حدود بيلاروس رشقوا حرس الحدود البولندي بالحجارة وفروع الأشجار وحاولوا قطع سياج الأسلاك الشائكة أثناء الليل، في مسعى جديد لدخول الاتحاد الأوروبي بالقوة.

وبعد جلسة طارئة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي بطلب من فرنسا وإستونيا وإيرلندا لبحث أزمة المهاجرين المتكدسين في بيلاروس على الحدود مع بولندا، الخميس، أصدرت الدول الست الأعضاء في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والنرويج وإستونيا وإيرلندا) بياناً مشتركاً اتهمت فيه بيلاروس بممارسة "استغلال منظم للبشر" على حدودها مع بولندا بهدف "زعزعة استقرار الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي".

واتهم البيان السداسي بيلاروس بالسعي إلى "زعزعة استقرار الدول المجاورة" و"صرف الانتباه عن انتهاكاتها المتزايدة لحقوق الإنسان".

روسيا تنفي الاتهامات الغربية

وفي هذا الإطار، نفى نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، الخميس، أن تكون موسكو أو حليفتها مينسك تساعدان المهاجرين على الوصول إلى الحدود بين بيلاروس وبولندا لإغراق الاتحاد الأوروبي بالمهاجرين.

وقبيل بدء الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي، قال الدبلوماسي الروسي للصحافيين رداً على سؤال عما إذا كانت موسكو أو حليفتها مينسك تسهمان في تدفقهم "كلا، إطلاقاً".

وعن الطائرات المقاتلة التي شوهدت تحلق في سماء بيلاروس، أوضح بوليانسكي أن تحليقها أتى "رداً على الانتشار المكثف" لحرس الحدود البولنديين على الحدود البولندية - البيلاروسية.

وأضاف "لدينا التزامات في إطار الوحدة بين روسيا وبيلاروس"، مشدداً على أنه "إذا كان هناك تركيز لموارد عسكرية على الحدود مع بيلاروس، فيجب علينا التحرك. هذه مجرد رحلات استطلاعية، لا أكثر، إنه نشاط عادي".

وعن المهاجرين الذين منحتهم بيلاروس تأشيرات لدخول أراضيها ويتكدسون حالياً على حدودها مع بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، قال الدبلوماسي الروسي إن "هؤلاء أشخاص قدموا بشكل قانوني إلى بيلاروس ويسعون لدخول دول أوروبية، وبخاصة ألمانيا. لا يُسمح لهم بعبور الحدود، ويتعرضون للملاحقة والضرب. هذا عار مطلق وانتهاك كامل للاتفاقات الدولية".

وشدد بوليانسكي على أن أي مخرج لهذه الأزمة لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق الحوار.

واتهم الدبلوماسي الروسي وارسو بعدم الشفافية بشأن أزمة المهاجرين، مؤكداً أن بولندا تمنع الصحافيين والمنظمات غير الحكومية من الوصول إلى حدودها مع بيلاروس في حين تسمح مينسك بوصولهم إلى الحدود البيلاروسية - البولندية.

وانتقد بوليانسكي سعي الأوروبيين لإقناع مجلس الأمن بوضع يده على هذه القضية، متهماً إياهم بوجود "نزعة مازوخية" لديهم.

عقوبات جديدة

وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أعلن الخميس، أن "الوقت حان" ليفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على بيلاروس، بسبب أزمة المهاجرين على حدودها مع بولندا.

وقال ماس، "نحن في وضع تأخرت فيه العواقب المناسبة على مينسك. هذا ما نرغب فيه مع شركائنا الأوروبيين"، مؤكداً أن "الاتحاد الأوروبي سيقوم بتوسيع وتعزيز عقوباته ضد نظام لوكاشنكو".

وأوضح الوزير الألماني أنه سيجري اتخاذ قرار بهذا الشأن الاثنين، خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين توقعت "توسيع نطاق العقوبات" مطلع الأسبوع المقبل.

وإثر لقائها الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن قالت فون دير لايين "إنها محاولة من قبل نظام متسلط لزعزعة استقرار الدول الديمقراطية المجاورة، وهذه المحاولة لن تنجح".

ويتهم الأوروبيون منذ أسابيع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بتأجيج التوتر من خلال إصدار تأشيرات للمهاجرين وإحضارهم إلى الحدود، انتقاماً للعقوبات الأوروبية التي فرضت على بلده لقمعه حركة المعارضة بعد الانتخابات الرئاسية في 2020.

لوكاشنكو يرد

وفي مينسك، حذر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، الخميس، أن بلاده سترد على أي عقوبات أوروبية جديدة مرتبطة بأزمة المهاجرين.

ونقلت وكالة الأنباء العامة "بيلتا" عنه قوله، "إذا فرضوا عقوبات جديدة علينا يجب أن نرد".

وأضاف، "نقوم بتدفئة أوروبا ويقومون بتهديدنا"، متسائلاً "ماذا لو أوقفنا إمدادات الغاز الطبيعي؟".

ويشير لوكاشنكو بذلك إلى إمكان تعليق تشغيل خط أنابيب الغاز الذي يعبر بيلاروس، وينقل كميات حيوية من الغاز الروسي للأوروبيين.

وتتزايد المخاوف بشأن مصير أكثر من 2000 مهاجر، غالبيتهم من أكراد الشرق الأوسط، عالقين عند الحدود، في ظروف وصفتها الأمم المتحدة بأنها "لا تحتمل"، مطالبة بتحرك لمعالجة الأمر.

أزمة المهاجرين

وأكد وزير خارجية بيلاروس فلاديمير ماكي أن بلاده ترغب بـ"حل الأزمة بأسرع ما يمكن"، وأعرب عن استعداد مينسك للتحاور مع الاتحاد الأوروبي، لكن الاتحاد يرفض الحوار.

ومدت بولندا أسلاكاً شائكة عند حدودها في المنطقة، ونشرت ما لا يقل عن 15 ألف جندي لمنع المهاجرين من دخول أراضيها.

وفي بيان نشر بمناسبة عيد استقلال بولندا الخميس، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إن بلاده تواجه "نوعاً جديداً من الحرب ذخيرتها من المدنيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت بولندا، الأربعاء، أنها تواجه محاولات متزايدة لخرق حدودها، وأنها تصدت لمئات المهاجرين وأعادتهم إلى بيلاروس، متهمة مينسك بممارسة "إرهاب الدولة" من خلال التسبب بأزمة هجرة جديدة إلى أوروبا.

ومنذ أشهر يسعى مهاجرون إلى عبور الحدود، إلا أن الأزمة تفاقمت أخيراً بعدما حاول المئات، الاثنين، توحيد جهودهم لدخول بولندا، ما دفع حرس الحدود البولنديين إلى التصدي لهم وإرغامهم على التراجع.

واستحدث المهاجرون مخيماً حيث يقيمون في خيم، ويشعلون النار للتدفئة بعدما نصب حرس الحدود البولنديون أسلاكاً شائكة عند حدود بلادهم.

وأغلقت الطرق المؤدية إلى الموقع أمام الصحافيين المستقلين.

ويقوم المهاجرون بمحاولات متفرقة للعبور، إذ أبلغ حرس الحدود عن 468 محاولة ليل الأربعاء الخميس.

وفي بلدة سوكولكا البولندية قرب الحدود، يتخوف السكان من تصاعد التوتر، لكنهم أعربوا عن دعمهم موقف حكومتهم المتشدد.

وقال هينريك لينكوسيز، (67 سنة)، الذي كان يسير بالقرب من لوحة إعلانات وسط البلدة "أخشى عبور المهاجرين وعواقب ذلك".

وذكر نائب رئيس بلدية سوكولكا بيوتر رومانوفيتش في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن "السكان هنا يعانون قلقاً دائماً".

تحميل الغرب المسؤولية

من جهتها، اتهمت بيلاروس بولندا بخرق الأنظمة الدولية بمنعها دخول المهاجرين، وبصدهم بالضرب وأعمال العنف.

ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الأربعاء، بوتين إلى "ممارسة نفوذه" لدى مينسك من أجل وضع حد لما اعتبرته استغلالاً "غير إنساني" للمهاجرين، وذلك بعد دعوة أوروبية مماثلة.

وردت مينسك وموسكو على هذه الاتهامات بتحميل الغرب مسؤولية تدفق المهاجرين، بسبب تدخلاته العسكرية في الشرق الأوسط.

واتهم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف المؤسسات الغربية بشن "حملة مناهضة لبيلاروس"، وقال إن مينسك وموسكو "عززتا تعاونهما بشكل فاعل لمواجهة" هذه الحملة.

وفي الأشهر الأخيرة، سجلت محاولات عدة، نجح قسم منها، لعبور الحدود من بيلاروس إلى لاتفيا وليتوانيا وبولندا، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ولقي عشرة مهاجرين في الأقل مصرعهم في المنطقة منذ بداية الأزمة، بينهم سبعة على الجانب البولندي من الحدود، بحسب صحيفة "غازيتا فيبورتشا" اليومية البولندية.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات