Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قرداحي يرفض التجاوب مع "خريطة طريق" ميقاتي

رئيس الحكومة اللبنانية انتقد "من يعتقد أنه يمكنه أخذ اللبنانيين إلى خيارات بعيدة عن تاريخهم وعمقهم العربي مع الدول العربية ودول الخليج خاصة ومع السعودية تحديداً"

ما زالت السلطات اللبنانية الرسمية تتخبط سعياً للخروج من الأزمة الدبلوماسية التي وضعها فيها وزير الإعلام جورج قرداحي مع الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية. وجدد رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، دعوته قرداحي إلى الاستقالة بطريقة غير مباشرة حين طالبه "تغليب المصلحة الوطنية"، بعدما أعلن من قصر بعبدا، الخميس، الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، اتفاقه مع رئيس الجمهورية ميشال عون على "خريطة طريق" للخروج من الأزمة. ولكن سرعان ما نقلت مصادر إعلامية عن قرداحي قوله "لن أستقيل وموقفي لم يتغير"، وإنه يتنظر اتصالاً من رئيس الحكومة للتشاور.

كما جددت ميليشيا "حزب الله" دعمها لقرداحي، ونقلت وسائل إعلام محلية عن حسن عز الدين، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب، قوله إن تصريحات وزير الإعلام "لا تبرر على الإطلاق ردة الفعل السعودية التي ترقى إلى ما يشبه إعلان الحرب، كما أنه لا يبرر أيضاً الإجراءات... المتسرعة التي اعتمدتها ضد لبنان وشعبه".

ويواجه لبنان أسوأ خلاف له حتى الآن مع دول الخليج، الذي نشب بسبب تصريحات قرداحي عن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، في وقت يعاني بلد الأرز أزمة مالية واقتصادية، وصفها البنك الدولي بأنها من أشد حالات الكساد في التاريخ الحديث.

وقال وزير الإعلام، خلال مقابلة جرى تسجيلها قبل توليه الوزارة، إن اليمن تعرض للعدوان، وإن الحوثيين المتحالفين مع إيران يدافعون عن أنفسهم، ما أثار غضب السعودية وبعض دول الخليج، فطردت الرياض سفير لبنان وحظرت جميع الواردات من بيروت واستدعت سفيرها للتشاور. كما طردت الكويت والبحرين سفيري لبنان لدى كل منهما، وسحبتا سفيريهما من بيروت، كما سحبت أيضاً الإمارات واليمن سفيريهما.

العلاقات الوطيدة مع العرب

وخلال كلمة من السراي الحكومي خلال مؤتمر لإطلاق خطة السياحة الشتوية، قال ميقاتي، "أكرر دعوة وزير الإعلام إلى تحكيم ضميره وتقدير الظروف واتخاذ الموقف الذي ينبغي اتخاذه وتغليب المصلحة الوطنية"، مضيفاً "رهاني على حسه الوطني بتقدير الظرف ومصلحة اللبنانيين مقيمين ومنتشرين وعدم التسبب بضرب الحكومة وتشتيتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفيما رفض ميقاتي استخدام "القوة والتعطيل والتصعيد" في إدارة البلاد، أكد أنه "مخطئ من يعتقد أنه يمكنه أخذ اللبنانيين إلى خيارات بعيدة عن تاريخهم وعمقهم العربي وعلاقاتهم الوطيدة على كل الصعد مع الدول العربية ودول الخليج خاصة ومع السعودية تحديداً".

وأضاف، "مخطئ أيضاً من يعتقد أنه وفي لحظة تحولات معينة لم تتضح معالمها النهائية بعد يمكنه الانقلاب على الدستور وإعادة الوطن إلى دوامة الاقتتال الداخلي والانقسامات".

وأكد ميقاتي عزم حكومته على معالجة الخلاف مع السعودية ودول الخليج، لإعادة "صفو العلاقات اللبنانية مع امتداده العربي الطبيعي"، داعياً قرداحي إلى "تغليب المصلحة الوطنية" ومؤكداً أن هذه "هي أولويات الحل وخريطة الطريق الطبيعية للخروج من الأزمة".

وتعليقاً على كلمة ميقاتي، غرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، عبر "تويتر" قائلاً إن موقف رئيس الوزراء "لافت، مسؤول وشجاع. عل الآخرين أن يتجاوبوا معه بالحد الأدنى من روح المسؤولية والوطنية لتجنيب اللبنانيين مآس إضافية".

عودة الحكومة إلى العمل

كما دعا رئيس الوزراء جميع الأطراف إلى "القيام بالخطوات المطلوبة للمساهمة في الحل، مع التشديد على عودة الحكومة إلى العمل بنشاط وإيجابية"، منتقداً "نهج التفرّد والتعطيل الذي تعرضت له الحكومة من الداخل".

وكانت الحكومة علقت اجتماعاتها في منتصف أكتوبر (تشرين الثاني) إثر إصرار ميليشيا "حزب الله" وحركة أمل وحلفائهما على اتخاذها قراراً بإقالة المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، على خلفية استدعائه نواباً ووزراء سابقين للتحقيق معهم.

وفي هذا السياق، علّق بيطار الخميس للمرة الثالثة تحقيقاته في القضية بعد تبلّغه دعوى جديدة ضده تقدم بها الوزير السابق يوسف فنيانوس المدعى عليه، وفق ما أفاد مصدر قضائي وكالة الصحافة الفرنسية، قائلاً إن بيطار "تبلغ من محكمة الاستئناف مضمون دعوى مقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس... ما استدعى رفع يده عن كامل الملف إلى حين البت بالدعوى".

وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتوراً منذ سنوات، على خلفية تزايد نفوذ "حزب الله" الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران.

والأحد أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في مقابلة تلفزيونية، أن "ليس هناك جدوى" في التعامل مع لبنان في ظل استمرار "هيمنة وكلاء إيران" على هذا البلد العربي، في إشارة إلى "حزب الله".

فرنسا: لا بد من إبعاد لبنان عن الأزمات الإقليمية الأوسع

دولياً، نادت فرنسا الخميس بضرورة إبعاد لبنان عن الأزمات الإقليمية الأوسع وبأن تضطلع الأطراف الرئيسة في المنطقة بدورها في حمل بيروت على تنفيذ الإصلاحات وإخراجها من المأزق الذي تراوح فيه.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر، إنها على اتصال بجميع الأطراف وحثت المسؤولين اللبنانيين والقوى الإقليمية على تهدئة الوضع.

وأضافت المتحدثة للصحافيين في إفادة يومية، "النأي بلبنان عن الأزمات الإقليمية أمر غاية في الأهمية... وفي هذا الإطار، لا بد أن يتمكن لبنان من التعويل على كل شركائه في المنطقة لمساعدته على الخروج من الأزمة".

ال متحدث باسم صندوق النقد الدولي جيري رايس قال بدوره الخميس إن المؤسسة تلقت رسالة من رئيس الوزراء اللبناني يطلب فيها المساعدة، وأعلن أن النقاشات "التمهيدية" للمفاوضات حول برنامج دعم قد بدأت.

وأعلن لبنان المثقل بالديون في مارس (آذار) 2020 أول تعثر عن السداد في تاريخه قبل الموافقة على خطة إصلاح وبدء محادثات مع صندوق النقد الدولي، لكنها ظلت حبراً على ورق.

وتابع رايس، "من الواضح أن هناك حاجة لسياسات وإصلاحات قوية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة التي تواجه لبنان والشعب اللبناني". وأشار إلى أن مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا التقت ميقاتي الأسبوع الماضي، وشددت إثر ذلك على أن الصندوق مستعد "لمضاعفة جهوده لمساعدة لبنان والشعب اللبناني".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي