Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أداء المحافظين البريطانيين في الانتخابات ينذر بسقوط سوناك الوشيك

مثلما قال رئيس الوزراء نفسه بصورة دراماتيكية قبل أيام، سيحتاج المحافظون إلى أكبر ارتداد في التاريخ لتغيير مسار الأمور خلال الأشهر المقبلة

حزب سوناك تعرض لانتكاسة جديدة (غيتي)

ملخص

لا يهم ما يفعله ريشي سوناك فالناخبون حسموا خيارهم بعدم التصويت له ولحزبه

"مزلزلة"، بهذه العبارة وصف كير ستارمر نتيجة الانتخابات الفرعية البريطانية في بلاكبول الجنوبية، ومن باب التغيير فقط، فإن هناك ما يبرر بعض المبالغة السياسية.

في الواقع، لم يكن التحول الكبير التاريخي لمصلحة حزب العمال البريطاني بنسبة 26 في المئة من المحافظين في هذا المقعد، وهو ثالث أكبر تحول في التصويت منذ الحرب [العالمية الثانية]، سوى واحدة من كثير من الهزات والزلازل التي تُنذر بالسوء لناحية حظوظ ريشي سوناك في البقاء في السلطة بمجرد إجراء الانتخابات العامة- وستزعزع قيادته خلال الأيام المقبلة مع مزيد من النتائج التي تهز النظام السياسي.

وكما قال سوناك نفسه بصورة دراماتيكية قبل أيام، سيحتاج المحافظون إلى أكبر ارتداد في التاريخ لقلب الأمور خلال الأشهر المقبلة، ومع كل الاحترام الواجب، لا يبدو أنه هو أو جيريمي هانت أو أي شخص آخر في الحكومة سيحقق معجزة على هذا الصعيد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن الظاهرة الأكثر أهمية التي شهدناها في هذه الانتخابات - وفي الجولات السابقة من الانتخابات الفرعية والمنافسات البلدية - هي التجلي المنتظم لتداعيات "بريكست".

يمكننا أن نرى ما ترتب على ذلك من تفكيك التحالف الشعبوي للناخبين الذي جمعه بوريس جونسون في نجاحه اللافت في الانتخابات العامة لعام 2019 - ونهاية ما بدت أنها إعادة تنظيم للسياسة البريطانية. أو، على أقل تقدير، يبدو أن نوعاً مختلفاً من إعادة الاصطفاف آخذ في الظهور.

وفيما خرج عامل "بريكست" تقريباً من الخطاب السائد هذه الأيام، خصوصاً بعد أن أجهَز ستارمر على القضية بالقتل الرحيم، يحقق حزب العمال بعضاً من أكبر مكاسبه في المناطق التي كان التصويت فيها على الخروج من أوروبا هو الأعلى عام 2016 وحيث تمكن المحافظون بزعامة جونسون من حشدها "لإنجاز بريكست" عام 2019.

ومن الأمثلة الجيدة على ذلك هارتلبول - وكذلك ثوروك في إسيكس، حيث سيطر حزب العمال في الحالتين على المجلس بعد أعوام من الإخفاق. وفي الواقع، تؤكد نتيجة بلاكبول أيضاً هذا الاتجاه.

وعلى النقيض من ذلك، سنرى قريباً ما إذا كان طموح [زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين] إد ديفي في إسقاط "الجدار الأزرق" [معاقل المحافظين] في جنوب إنجلترا الأكثر ليبرالية والمؤيد للبقاء [في أوروبا] يحقق مزيداً من التقدم. هذا هو الذراع الآخر لتحالف جونسون الانتخابي لعام 2019 الذي تخلى اليوم عن الحزب. وربما يكون التشبث في فارهام الآمنة للغاية في هامبشير أفضل ما يمكن أن يحصل عليه المحافظون.

ومع ذلك، لئن بدا أن المحافظين الشعبويين قد خرجوا من المشهد، فإن هذا لا يعني أن الشعبوية فقدت جاذبيتها - وحجم الأصوات التي فاز بها حزب "إصلاح المملكة المتحدة" Reform UK في بلاكبول يجب أن يسجل أيضاً على مقياس ريختر.

لم يفصل بين مرشح حزب "إصلاح المملكة المتحدة" وحصوله على المركز الثاني في المقعد وتجاوز المحافظين سوى 107 أصوات فقط. وبنسبة 16.8 في المئة من الأصوات، يجب أن يكون زعيم الحزب ريتشارد تايس، راضياً تماماً.

بلاكبول القديمة الفقيرة ليست في الحقيقة ما يسمونه مقعد "الجدار الأحمر" [معاقل حزب العمال]، إذ كانت مقعداً هامشياً وآمناً للمحافظين في الماضي، لكنها الآن بالضبط المكان الذي يجب أن يتوقع فيه حزب الإصلاح (مثل جونسون من قبل) أن يحقق نتائج جيدة - فهي مكان متهالك و"متروك" بعض الشيء.

إن فشل المحافظين، لأي سبب من الأسباب، في "رفع مستوى معيشة" هذه الأماكن يكلفهم كثيراً، ويدفع الناس إلى حزب العمال، ولكنه أيضاً يشارك أصوات اليمين مع حزب "إصلاح المملكة المتحدة". وفي الوقت المناسب، يعني ذلك السماح لحزب العمال في المرة المقبلة ببناء غالبية برلمانية كبيرة يمكن القول إنها مصطنعة.

هل سيتردد أيضاً صدى اقتراب حزب الإصلاح من المركز الثاني في بلاكبول الجنوبية في ذهن نايجل فاراج الذي لا يزال رئيساً ومالكاً في الأساس لحزب الإصلاح (الذي هو، على غير العادة، شركة خاصة، شركة "حزب إصلاح المملكة المتحدة المحدودة")؟.

في آخر مرة لمحنا فيها فاراج كان يستمتع فيها بأشعة الشمس في فلوريدا بدلاً من الحصول على أصوات الناخبين في رذاذ بلاكبول، كان فاراج يستفزنا مرة أخرى في شأن العودة للسياسة في الخطوط الأمامية. ربما تغريه أفضل نتيجة "للإصلاح" حتى الآن في الانتخابات الفرعية بعودته مرة أخرى، مما قد يضيف إلى الزلزال الذي يهدم أصوات المحافظين.

ومع ذلك، فإن فاراج من بين كل الناس سيعرف أنه قبل 10 أعوام، عندما كان يدير حزب "استقلال المملكة المتحدة" Ukip، كان هو وحزبه آنذاك يسجلان مكاسب أكبر بكثير في جميع المجالات. وتشير الاتجاهات في استطلاعات الرأي إلى أن حزب "الإصلاح" بامتلاكه بنسبة 15 في المئة تقريباً قد يتجاوز حزب المحافظين في مستويات نوايا التصويت لدى الناخبين، إذ يغوص حزب سوناك في انتكاسة جديدة - منخفضاً إلى 18 في المئة أخيراً.

ولا يزال حزب "الإصلاح" يفتقر إلى تنظيم حزبي وطني - وفشله في الفوز ببعض مقاعد المجلس في هارتلبول، حيث كان قوياً جداً في السابق، يشير إلى أن وصول "نايجل فاراج" إلى مجلس العموم لا يزال سراباً. لقد حققوا أداءً جيداً في أماكن مثل لينكولنشير وسندرلاند، لكنه لا يقترب من مستويات حزب "استقلال المملكة المتحدة" في أوج مجده.

لقد كانت النتائج أخباراً جيدة لا يعكر صفوها شيء تقريباً لـ"ستارمر المزلزل" - ولكن ثمة هزات ضعف صغيرة لحزب العمال أيضاً. فخلف القائمة الطويلة من المكاسب في المجالس والانتصارات في الانتخابات البلدية التي سيحتفل بها ستارمر، وهذا مفهوم، يوجد نزوح متزايد للناخبين اليساريين و/أو المسلمين إلى مرشحي حزب العمال المستقلين السابقين في أماكن مثل أولدهام (حيث فقد حزب العمال قبضته الضعيفة على السلطة).

ونرى هذا الأمر يتكرر في بريستول، حيث يعد عضو مجلس وزراء الظل تانغام ديبونير عضو مجلس النواب العمالي الوحيد الذي يواجه خطر الانتخابات العامة.

من الواضح أن غزة وجُبنَ ستارمر المتصور بصورة عامة يقفان وراء هذه التقلبات الصغيرة التي تسير في الاتجاه "الخاطئ"، لكن ليس هناك أحد ساخط بما يكفي للتصويت على نحو احتجاجي للمحافظين. قد يكون الصعود البطيء ولكن المستمر على ما يبدو على المدى الطويل لحزب "الخُضر" مشكلة بالنسبة إلى حكومة حزب العمال، إذا ما واجهت الحكومة العمالية أوقاتاً صعبة. سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كان "الخضر" سيقاومون ضغط الحزبين ويحافظون على مركزهم الثالث في رئاسة بلدية لندن.

أما بالنسبة إلى زعامة سوناك، فليس من السابق لأوانه القول إن هذه النتائج المخيبة للآمال ستبقيه في اللعبة - لأن "خطته" لا تبدو مجدية، في الأقل من الناحية السياسية - ولا توجد أي علامة على أنها ستجدي.

لنعد بالذاكرة إلى الوراء قرابة 18 شهراً إلى "أولويات الشعب" الخمس التي طرحها سوناك. بمعنى ما، لقد اختيرت بحكمة وعكست استطلاعات الرأي والمنطق السليم.

لقد كان سوناك محقاً في أن الناس قلقة حيال التضخم وحيال قوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية وإزاء المهاجرين في "القوارب الصغيرة" وحول المالية العامة والاقتصاد الراكد بصورة عامة. لقد كانت له نجاحاته وإخفاقاته في هذا المجال، لكن الشيء الوحيد الذي يمكن قوله هو أن الناخبين لم يقتنعوا بسجل سوناك لدرجة أنهم لم يغيروا رأيهم ويؤمنوا بأنه وحزبه يستحقان فترة خامسة في المنصب.

وأمله الأخير هو أن يتشبث أندي ستريت في ويست ميدلاندز وبن هوشن في تيز فالي بمنصبيهما في رئاسة البلدية ويمكنه حينها الاستفادة من نجاحهما "لإثبات" أن خطته ناجحة.

لكنه وحزبه والدولة يعلمون أنه إذا فاز ستريت و/أو هوشن بعد حملاتهما الشخصية للغاية، فسيكون ذلك على رغم سوناك وليس بسببه. حتى إن ستريت منع سوناك من الحضور إلى منطقته، لكن الاثنين معاً رحبا بالدعم العلني من جونسون.

الصدمات السياسية ستستمر لأيام عدة. وستكون الأمور متقلبة للغاية بالنسبة إلى رئيس الوزراء.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء