Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد عام من قطع التمويلات الأميركية... هل تتمكن واشنطن من حل "أونروا"؟

مستشار ترمب: تعتمد على المساعدات وخذلت الفلسطينيين... ومدير الوكالة: لا أحد يستطيع نزع شرعيتنا

مركز صحي تديره وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة. أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)

قبل أسابيع من الكشف عن الجانب الاقتصادي لخطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط، دعت الولايات المتحدة، إلى حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وذلك بعد عام من قطع إدارة الرئيس دونالد ترمب تمويلها للوكالة.

وفي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي قال المستشار الأميركي جيسون غرينبلات، أحد مهندسي خطة السلام الأميركية المعروفة بـ"صفقة القرن"، إن "أونروا عبارة عن ضمادة، وإن الوقت حان لكي تتسلم الدول المستضيفة اللاجئين والمنظمات غير الحكومية الخدمات، التي تقدمها الوكالة الدولية".

وقال غرينبلات، الذي يشترك مع صهر ترمب جاريد كوشنر في صياغة خطة سلام، من المرجح الإعلان عنها بعد شهر رمضان، إن الوقت حان "لبدء نقاش حول تخطيط نقل الخدمات التي تقدمها أونروا إلى الحكومات المضيفة أو غيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية أو المحلية"، مضيفاً أنه "لا يجب أن ننتظر حتى يتحقق الحل الشامل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي".

وحسب غرينبلات، فإن "أونروا"، "لن تحل الصراع مع إسرائيل، وخذلت الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أنه "منذ إنشائها، موّلت الولايات المتحدة أونروا بمبلغ 6 مليارات دولار، أكثر من أي بلد آخر، لكن عاماً بعد عام، لم تستطع أونروا الالتزام بمهامها ما تسبب بالعجز. لم تمنح الفرصة للفلسطينيين لبناء مستقبل، لقد استخدموا الفلسطينيين كدمى سياسية وليس بشراً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار غرينبلات إلى أن "أونروا تعتمد في ميزانيتها على المساعدات التي حصلت عليها عام 2018. ماذا لو لم تستطع تجنيد نفس المبلغ للعام المقبل؟ ماذا لو نفد الحساب البنكي للوكالة؟ عليك أن تكون صادقاً، الفلسطينيون يستحقون أكثر من كل ذلك".

تأسست أونروا في 1949 لتقديم خدمات التعليم والصحة لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إغلاق الوكالة، بحجة أنها معادية لإسرائيل، وتطيل مشكلة اللاجئين.

لا لنزع الشرعية عن الوكالة
بدوره، أكد مدير أونروا بيير كرينبول للمجلس، عبر الفيديو من غزة، أن "لا أحد يستطيع نزع الشرعية عن أونروا"، مشدداً على أنها "ستواصل تطبيق تفويضها الممنوح من الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وذكر كرينبول، أن "الوكالة تمكّنت من سد عجز بقيمة 446 مليون دولار العام الماضي من خلال خفض الميزانية، ومساهمات المانحين الجدد". موضحاً، "في الوقت الذي يواجه فيه اللاجئون الفلسطينيون غياباً شبه تام لأي أفق سياسي، أنا مقتنع تماماً بأن استمرار خدمات أونروا مهم جداً لحفظ الكرامة الإنسانية والاستقرار الإقليمي". رافضاً أي محاولة لاتهام أونروا بأنها السبب في إدامة قضية اللاجئين.

ووفق كرينبول فإن "أونروا تبذل أقصى جهودها لضمان بقاء المدارس مفتوحة في العام الدراسي المقبل"، موضحاً أن "العجز المالي يبلغ حالياً 200 مليون دولار، وأن الوكالة لن يكون لديها تمويل منتصف يونيو (حزيران) المقبل".

من جانبها أكدت فرنسا الموقف ذاته، وحذَّرت من أن "عدم دعم اللاجئين الفلسطينيين سيحول المخيمات إلى ساحات تجنيد رئيسية للإرهابيين في المنطقة".

السلطة على وشك الانهيار
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "الجيش الإسرائيلي خلص في تقدير موقف قدمه لحكومته إلى أن السلطة الفلسطينية ستنهار اقتصادياً خلال شهرين أو ثلاثة على أبعد تقدير، وذلك جراء استمرارها في رفض استلام أموال المقاصة، بسبب خصم مخصصات عائلات "الأسرى والشهداء".

وأوضحت الصحيفة، أنه وفقاً لتقديرات جميع الأذرع الأمنية والعسكرية الإسرائيلية؛ فالسلطة الفلسطينية أمام تحدٍ حقيقي، قد تبدأ معه الانهيار اقتصادياً خلال الأشهر الثلاثة المقبلة مع استمرار رفضها الحصول على بقية أموال المقاصة احتجاجاً على اقتطاع إسرائيل قيمة مخصصات عائلات الأسرى والشهداء منها.

وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يعتبر أن "إسرائيل تمس به اقتصادياً بسبب أزمة الأسرى، ومواصلة البناء في المستوطنات"، كما يعتقد أن "حركة حماس تقيم دولة في قطاع غزة بـ(موافقة أميركية إسرائيلية صامتة)".

وأشارت التقديرات إلى أن "السلطة الفلسطينية لن تتراجع عن رفضها ورشة المنامة الاقتصادية، نهاية يونيو (حزيران) المقبل".

وتنظم الولايات المتحدة مؤتمراً في البحرين يومي 25 و26 يونيو (حزيران) بهدف مناقشة الجانب الاقتصادي لخطتها للسلام في المنطقة التي قال غرينبلات إنها يمكن أن تحقق "مستقبلا مزدهراً للفلسطينيين".

ورفض الفلسطينيون خطة السلام الأميركية، وقطعوا علاقاتهم مع إدارة ترمب بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، متجاهلة تطلعات الفلسطينيين بأن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمتهم المستقبلية.

وأضاف غرينبلات "سيكون من الخطأ عدم انضمام الفلسطينيين إلينا. ليس لديهم ما يخسرونه بل سيكسبون كثيراً إذا انضموا إلينا. لكن ذلك بالتأكيد خيارهم".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات