Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصراع السياسي الداخلي يستحوذ على الإعلام الأميركي

قصصه المثيرة باتت هاجس الصحافة وفق الصحافي جون ستيوارت الذي جادل بضرورة الاهتمام أكثر بالتقارير الإخبارية المستندة إلى الحقائق

يستمر أنصار ترمب في التظاهر ضد بايدن، في أحد مظاهر الانقسام الداخلي الأميركي (رويترز)

يوم الأحد الماضي، أطلَّ المعلق التلفزيوني المعروف جون ستيوارت، على شاشة "سي أن أن" كي يناقش وسائل الإعلام الأميركية السياسية، وأدان ما سماه بالتركيز على الصراع [إشارة إلى الصراع السياسي الداخلي في أميركا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي] بدلاً من تقديم الحقائق والتقارير الواقعية. وتذكيراً، فقد عمل ستيوارت في ما مضى مقدماً ضمن برنامج "ذا دايلي شو" [العرض الليلي].

وفي سياق حديث تبادله مع جاك ترابر [المذيع التلفزيوني في قناة سي أن أن] ضمن برنامج "حالة الاتحاد"، جادل جون بأن الشطر الأكبر من التغطيات الإخبارية الرئيسة عن مسائل كارتداء الكمامة واللقاحات تركز على الصراعات والمشاهد الناجمة عن الانقسامات حول تلك القضايا بدلاً من الحقائق التي يمكن أن تمد القراء أو المشاهدين بالمعرفة المفيدة.

وتساءل ستيوارت، "كم مرة رأيت قصصاً [إخبارية] حول المعركة بشأن الكمامة"، وأن "كارين [اسم تجريدي عن نموذج المرأة العادية المتذمرة] تصرخ في المتجر فيما يلقي الناس بالكمامات بعيداً. وفي المقابل، كم رأيت قصصاً تتناول فاعلية الكمامة؟".

وأضاف ستيوارت، "هنالك بعض من تلك القصص [عن فاعلية الكمامة]، غير أن الغالبية الساحقة من القصص تسعى إلى تسليط الضوء على خطوط الصراع [السياسي الداخلي]".

واستطراداً، خص ستيوارت بالذكر موقع "بوليتيكو" الإعلامي بسبب عنوان رئيس مفترض فيه اعتبره ستيوارت نموذجاً عن كيفية تركيز وسائل الإعلام بقوة على التداعيات السياسية بدلاً من قضايا العالم الحقيقي، مشيراً إلى مقال رآه وقد نشره "بوليتيكو" وسط الفوضى التي سادت إبان سقوط كابول في أيدي "طالبان" في أغسطس (آب) الماضي.

ووفق ستيوارت، "رأيت عنواناً رئيساً رائعاً في بوليتيكو"، فيما كانت أفغانستان تنزلق إلى الفوضى في ذلك الأسبوع الأخير [من وجود القوات الأميركية فيها]. وجاء في ذلك العنوان الرئيس في "بوليتيكو" "لماذا قد لا تكون أفغانستان مهمة في الانتخابات النصفية للكونغرس؟ [وتوصف بأنها نصفية، لأنها تحصل في منتصف الولاية الرئاسية]، وكان العنوان الفرعي (ولماذا قد تكون مهمة) كذلك؟".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم يكن من الممكن التحقق على الفور من نشر ذلك العنوان الرئيس على موقع "بوليتيكو" بالطريقة التي اقتبست فيها، وتعذر العثور عليه على الفور عبر البحث على "غوغل". وتواصلت صحيفة "اندبندنت" مع محرري "بوليتيكو" بغرض التأكد من نشر ذلك العنوان بالفعل على الموقع، أو في أي من النشرات الإخبارية التي يصدرها.

وفي المقابل، يحمل العنوان الرئيس بالشكل الذي نقله ستيوارت، بعضاً من الشبه مع عنوان نشر في مدونة إخبارية للكونغرس اسمها "رول كول" Roll Call خلال الأسبوع نفسه، وجاء فيه "كيف ستكون أفغانستان (ولن تكون) مهمة في الانتخابات النصفية 2022".

وتذكيراً، فإن ستيوارت ناقد قديم لتركيز وسائل الإعلام الرئيسة على المظهر والانقسامات في المجتمع، بدلاً من الاهتمام بالجوهر. وقد اصطدم في مواجهة شهيرة سنة 2004 مع اثنين من النقاد، هما تاكر كارلسون وبول بيغالا اللذان كانا حينذاك يقدمان برنامج "كروس فاير" [حرفياً، نيران متقاطعة] الذي بثته شبكة "سي أن أن". وفي تلك المواجهة، جرد ستيوارت عمل المذيعَين من قيمته بسبب نوعية ما يقدمانه من مناقشات سياسية وتغطيات للحوادث الراهنة. ثم أُلغي ذلك البرنامج [كروس فاير] بعد مرور أقل من سنة على تلك المواجهة التلفزيونية.

وفي سياق متصل، فبعد تنحيه في 2015 عن وظيفة مذيع نشرة الأخبار الساخرة الرائدة "ذا ديلي شو" في قناة "كوميدي سنترال" التلفزيونية، عمل ستيوارت مع شركة "أتش بي أو" HBO التلفزيونية على مشروع رسوم متحركة لم ير النور على الإطلاق. وانضم لاحقاً إلى موقع "آبل تي في" [جزء من شركة "آبل" الشهيرة]، إذ يقدم حالياً برنامجاً حوارياً عن القضايا الراهنة بعنوان "المشكلة مع جون ستيوارت".

© The Independent

المزيد من دوليات