Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

5 عوامل تحكم أسواق النفط فما هو السيناريو المقبل ؟

محللون: الوصول إلى 100 دولار للبرميل قائم في ظل زيادة الطلب وأزمة الطاقة

توقعات تشير إلى أن أسعار النفط تتجه لقفزة جديدة مع إنتعاش الطلب وأزمة الطاقة (رويترز)

أكد محللون في شؤون النفط والطاقة "أن ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة تحكمه خمسة عوامل رئيسة تدفع إلى بقاء الأسعار مرتفعة وقد تتجه صوب 100 دولار للبرميل". ومع قدوم فصل الشتاء فإنه من المتوقع أن تظل الأسعار في مستوى تاريخي غير مستعبد، وذلك وفقاً لسيناريو السوق القادم ، في وقت تتصاعد فيه كلف الطاقة التي تسهم في تأجيج التضخم، بالتزامن مع ضبابية تعافي الاقتصاد العالمي من آثار جائحة كورونا، لذلك فانه من المتوقع أن تقود أسعار "برنت" مسيرة الصعود.

إلى ذلك  يذكر المحللون في إفادات متفرقة إلى "اندبندنت عربية"، أن العوامل المؤثرة في الأسعار حالياً تشمل ارتفاع الطلب بقوة وسط شح الإمدادات في فترة التعافي من جائحة كورونا، إضافة إلى الزيادة الجنونية في أسعار الغاز والاتجاه إلى النفط كبديل لتوفير الوقود استعداداً لشتاء قارس جداً في أوروبا وأميركا، أما العامل الثالث فتمثل في ارتفاع أسعار الفحم أيضاً وشح إمداداته في الأسواق العالمية، خصوصاً في الصين، بينما جاء العامل الرابع في سياسات "أوبك+" المحافظة على ارتفاعات ضئيلة لا تواكب السوق، وتمثّل العامل الخامس في استمرار تقلص الإمدادات في الأسواق، لا سيما الخام الأميركي الذي لا يزال منخفضاً بمقدار مليوني برميل يومياً.

وسجلت أسواق النفط أعلى مستوياتها خلال سنوات عدة هذا الأسبوع، على خلفية أزمة الفحم والغاز العالمية التي أدت إلى التحول للديزل وزيت الوقود لتوليد الكهرباء.وارتفعت أسعار النفط الخميس لتواصل مكاسبها التي حققتها خلال الجلسة السابقة مع استمرار انخفاض مخزونات النفط والوقود في الولايات المتحدة، وارتفع سعر مزيج "برنت" في العقود الآجلة 17 سنتاً أو 0.2 في المئة إلى 85.99 دولار للبرميل، بعدما زاد 0.9 في المئة في اليوم السابق. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، والتي انتهى أجلها أمس الأربعاء، 91 سنتاً أو 1.1 في المئة عند التسوية، بعدما لامست أعلى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018.كما صعدت عقود ديسمبر (كانون الأول) 37 سنتاً أو 0.4 في المئة إلى 83.79 دولار للبرميل.

ارتفاع جنوني لأسعار الغاز

في هذا الصدد، قال الأكاديمي في كلية هندسة البترول في جامعة الكويت ومحلل أسواق النفط العالمية طلال البذالي "إن الأسعار المرتفعة خلال الآونة الأخيرة هي بفضل الارتفاع الجنوني لأسعار الغاز الطبيعي والفحم الحجري، والدول المستهلكة تحاول توفير بدائل أخرى للطاقة بديلاً عن هذه المصادر وبأرقام قياسية".وكشف البذالي عن "أن ارتفاع أسعار الغاز والفحم يرجع إلى سببين مختلفين"، موضحاً أن الغاز الطبيعي ارتفع نتيجة أن روسيا تمنع إمداد الغاز عن أوروبا إلا بعد موافقتهم على خط أنابيب "نورد ستريم 2"، وبالطبع فهذه لعبة سياسية كبيرة، مما أوجد شحاً في إمدادات الغاز وعزز ارتفاع الأسعار، ودفع إلى الاعتماد على النفط وأوجد طلباً إضافياً قاد أسعار البرميل إلى مستويات تقترب من الـ 90 دولاراً. وحول ارتفاع أسعار الفحم الحجري، ذكر البذالي أن إمدادات الفحم تواجه شحاً في الإمدادات هي الأخرى، "وإن كانت الكميات وفيرة في العالم لكن الإمدادات المتوافرة هي فقط خلال يوم أو يومين إلى أسبوع، فهي غير موجودة خصوصاً في الصين، وبالتالي دفع هذا إلى ارتفاع الطلب على النفط كبديل متوافر في الأسواق".ويرجع الطلب الكبير على مصادر الطاقة إلى استعدادات لمواجهة موجة البرد المحتملة والتي ستكون قاسية على أوروبا وأميركا هذا العام، وبالتالي يريدون أن يوفروا مصدر للطاقة للتدفئة وخلافه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحدث البذالي، "الدول مطالبة بتوفير مصدر بديل للطاقة وبالتالي المتوافر هو النفط"، وتوقع أن يكون هناك جني أرباح بسيط على أسعار النفط، ولكن مازالت أسعار النفط غير مرتفعة بشكل جنوني على النحو الذي يدفع إلى التوقع بوجود عملية جني أرباح قوية، مرجحاً أن ترتفع الأسعار وتتجاوز 100 دولار للبرميل قبل نهاية العام الحالي، إذا استمرت موجة البرد القارسة والشح في إمدادات الغاز والفحم الحجري.  كما رجح البذالي أن تبقي "أوبك+ " على سياستها من دون تغيير، ولن يقروا زيادة أو خفض الإنتاج، وسيبقى الأمر كما هو مخطط له.

العامل الأساس

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمركز "كوروم للدراسات الاستراتيجية" طارق الرفاعي، إن أسواق النفط العالمية ما زالت تشهد خللاً في التوازن بين العرض الذي عاد إلى مستويات ما قبل الجائحة، والطلب الذي يشهد زيادات ملحوظة، لافتاً إلى أن حجم العرض والطلب في السوق هو العامل الأساس الذي يحرك أسعار الخام صعوداً وهبوطاً.وأرجع الرفاعي الجانب الأكبر من هذا الخلل إلى الإنتاج الأميركي، لا سيما الصخري الذي لا يزال منخفضاً بواقع مليوني برميل يومياً، حيث كان عن معدل الإنتاج له 13 مليون برميل يومياً خلال العامين الماضيين، ومن الصعوبة حالياً عودته للارتفاع فوق 11 مليون برميل يومياً، نتيجة توقف النشاط بسبب جائحة كورونا، وحاجة القطاع إلى استثمارات ضخمة علاوة على سياسة "أوبك+" بارتفاع الإنتاج تدريجاً.وأوضح أن من بين أهم العوامل المؤثرة في أسعار الخام في الوقت الراهن هو عودة النمو في كثير من الدول الصناعية، وهناك الحديث عن أزمة الطاقة في أوروبا وآسيا وأزمة سلاسل التوريد، معتبراً أن كل هذه العوامل السالف ذكرها تعتبر داعمة لارتفاع الأسعار وقد تدفعها إلى الاتجاه نحو 100 دولار للبرميل مع نهاية العام.وأشار الرئيس التنفيذي لمركز "كوروم للدراسات الاستراتيجية" إلى أن هذا المستوي يعتبر سلبياً لنمو الاقتصاد العالمي، لا سيما في الدول الصناعية الكبرى مثل الصين والدول الأوروبية واليابان والولايات المتحدة، مضيفاً أن أسعار النفط العالمية ستكون جيدة للمنتجين والمستهلكين عند حوالى 70 و75 دولاراً للبرميل، إذ ستسمح باستثمارات النفط والغاز من دون الإضرار بالطلب.

جني الثمار

من جانبه، قال محلل أسواق النفط العالمية أحمد حسن كرم، إن ارتفاع أسعار النفط الذي تعيشه الدول المنتجة والمتعطشه لهذا الارتفاع بات من الواضح بأنها ستجني ثماره بعد فترة انتظار طالت، وتحملت معها مستويات أسعار منخفضة مقارنة بوقتنا الحالي.وأوضح كرم أنه على أي حال أصبحت أسعار النفط الحالية تتأثر بعوامل كثيرة، ولكن أهمها في وقتنا الراهن العرض والطلب بعد جائحة كورونا، وتأثير معدلات النمو الاقتصادية العالمية عليها، وكذلك كمية توافر المخزونات العالمية وبخاصة الأميركية، وأخير العوامل السياسية التي تؤثر بشكل كبير في أسعار النفط.وذكر أن الارتفاع الحاصل حاليا هو نتيجة تأثير ثبات قرارات "أوبك" الأخيرة بالإنتاج، وعدم رفعه مقارنة مع كميات الطلب مع دخول موسم الشتاء وعودة الحياة والسفر لمستويات ما قبل كورونا.وتابع محلل الأسواق العالمية، "الجميع يترقب تواصل ارتفاع أسعار النفط أكثر مما هي عليه الآن، حتى ربما نرى أسعاره تصل لحاجز الـ 100 دولار، وهذا ربما سيكون قريباً إذا ما حصلت عوامل أخرى تؤدي إلى انخفاضه، أو قرارات من أوبك تثبت أسعاره الحالية". ويرى كرم أن أقرب القرارات التي ربما نراها من قبل "أوبك" في اجتماعها القادم، هي إما تثبيت الإنتاج والاستمرار بارتفاع أسعار النفط، أو ربما رفع الإنتاج قليلا لتثبيته على المستويات الحالية التي من شأنها أن تدر الأموال للدول المنتجة المتعطشة لسد العجوزات التي عاشتها خلال الفترة الماضية، وتمويل خطط التعافي من جائحة كورونا.

زيادة الطلب

أما المحلل النفطي الكويتي خالد بودي، فقال إن من بين أهم العوامل المتحكمة في أسعار النفط عالمياً في الوقت الراهن توقعات زيادة الطلب على الوقود حول العالم، بعد إنهاء الدول حالات الإغلاق العام فيها عقب بداية انحسار جائحة كورونا، إلى جانب نمو أعداد متلقي اللقاح المضاد للفيروس.وتوقع أن تتراوح أسعار برميل النفط بين 70 و80 دولاراً مع عودة الاستقرار في الطلب على الخام الذي شهد ارتفاعاً بعد تراجع بسبب الجائحة، مضيفاً أن عمليات البيع لجني الأرباح تتعلق بعمليات المضاربة من جانب بعض المستثمرين، والتي تنشط حالياً مع زيادة الأسعار، ولكن يقابلها أيضاً عمليات شراء على أمل استمرار الصعود.واستبعد أن تستمر الأسعار في الارتفاع إلى مستويات تتجاوز 100 دولار للبرميل لسبب رئيس، وهو أن منظمة "أوبك" وشركاءها في ما يُعرف باسم "أوبك+" لا يرغبون في وصول الأسعار إلى مستويات تتجاوز المستويات الحالية، لأن ذلك يعرضهم لضغوط دولية وتوجيه النقد إليهم بأنهم يتسببون بأزمات اقتصادية، بخاصة للدول الفقيرة، مما يضطر التحالف إلى زيادة الإنتاج لكبح جماح ارتفاع الأسعار.وأضاف أن ارتفاع الأسعار وتجاوزها مستوى 90 دولاراً للبرميل يشجع على مزيد من إنتاج النفط الصخري، والإنتاج من مناطق ذات الكلفة الإنتاجية العالية، مما يزيد المنافسة على نفط "أوبك" و"أوبك +".

المزيد من البترول والغاز