Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفاؤل بلقاح كورونا يرفع ميل المستثمرين للمخاطر بالأسواق العالمية

المعادن تستقطب بيوت المال العالمية وسط انتعاش الإقبال على الذهب

المؤشرات الاقتصادية أظهرت امتداد الرغبة بالمخاطرة في أسواق الأسهم العالمية وسط التفاؤل بشأن التوصل للقاح كورونا ( غيتي)

أظهرت مؤشرات اقتصادية، امتداد الرغبة بالمخاطرة بأسواق الأسهم العالمية حتى ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وسط التفاؤل الكبير بشأن التوصل للقاح فيروس كورونا، مما عزز أسعار النفط الخام والمعادن الصناعية والثمينة على حد سواء.

وبحسب تقرير بحثي صادر عن "ساكسو بنك"، تواصل أسواق الأسهم الارتفاع خلال الشهر الحالي، في مقدمتها آسيا، بينما تراجع مؤشر "بلومبيرغ" للدولار، والذي يتتبع أداء عشر عملات عالمية رائدة مقابل الدولار الأميركي، نحو أدنى مستوياته في 32 شهراً. 

وأشار بنك "ساكسو بنك" الدنماركي إلى المحفزات الإضافية التي نوقشت في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا و"أوبك بلس" للتوصل إلى حل وسط ومعقول بشأن زيادات الإنتاج بعد الجائحة، مما عزز أسعار النفط الخام والمعادن الصناعية والثمينة على حد سواء. 

أسعار السلع 

وتابع التقرير: "توقف القطاع الزراعي مؤقتاً بعد ارتفاعه بنسبة 25 في المئة منذ يونيو (حزيران) 2020، ليتمثل الخاسر الأكبر في كل من الكاكاو والقمح والبن، فيما عاد الغاز الطبيعي مجدداً لجمع بقايا المكاسب، وهبط بمعدل تجاوز 10 في المئة مع طقس شتوي أكثر اعتدالاً من المعتاد في الولايات المتحدة الأميركية، مما أثار الشكوك حول معدلات الطلب في وقت الإنتاج القوي".

ومع هذه التطورات، وبعد إصدار تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة، بقي مؤشر "بلومبيرغ" للسلع دون تغيير يذكر خلال أسبوع، ما يشير عادة إلى بداية تباطؤ نشاط التداولات قبل فترة الأعياد ورأس السنة الجديدة. وعلى الرغم من انخفاضه في السنة التي انطلق ربعها الأول بانهيار ناجم عن حالات الإغلاق الاحترازية، حقق المؤشر انتعاشاً قوياً منذ ذلك الحين.

انتعاش قوي 

وأفاد التقرير أن هذا التوجه عزز من التفاؤل بشأن التوصل إلى لقاح الشهر الماضي، ويرجح استمراره حتى عام 2021، على فرض أننا سنشهد انتعاشاً قوياً في النمو بعد الجائحة، واحتمال تعرض الدولار لمزيد من الضعف، مع ارتفاع مخاوف التضخم وتطورات الطقس. 

وبحسب التقرير، يمكن لهذه العوامل أن تدفع المؤشر نحو أفضل نتائج سنوية له منذ أكثر من عقد؛ وفي مثل هذا السيناريو، يتوقع أن تُظهر السلع الرئيسة– مثل النحاس والنفط الخام وفول الصويا والذهب– أداءً جيداً.

حالة التضخم 

من جانبه، قال رئيس إستراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، أولي هانسن، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يعزز من حالة التضخم، التي قد تزداد قوة في عام 2021؛ وهو ما أبرزته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في مؤشرها لأسعار الأغذية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقفز مؤشر أسعار الأغذية الذي يتتبع المعدل المتوسط لأسعار 95 سلعة غذائية موزعة على خمس مجموعات سلعية، إلى أعلى مستوياته في ست سنوات ليسجل ارتفاعاً على أساس سنوي بنسبة 6.5 في المئة، فيما حققت جميع المؤشرات الفرعية مكاسب، وارتفع المؤشر الفرعي للزيوت النباتية بنسبة مذهلة بلغت 14.5 في المئة منذ أكتوبر (تشرين أول)، و31 في المئة عن نفس الشهر من العام الماضي.

أداء إيجابي للنفط 

ووصل النفط الخام لأعلى مستوياته في تسعة أشهر بعد أسبوع آخر من النقاشات اتفقت على إثره مجموعة الدول المنتجة في أوبك بلس على حل وسط سيشهد زيادة تدريجية في الإنتاج خلال الشهور المقبلة بداية من 500 ألف برميل يومياً في يناير (كانون ثاني) المقبل. 

وذكر أولي هانسن، أنه مع الانتعاش المتوقع للطلب العالمي على الوقود إثر التوصل إلى لقاح، ستقطع هذه الصفقة شوطاً طويلاً لضمان الدعم المستمر لأسعار النفط حتى يتمكن من الوقوف مجدداً على قدميه.

وتابع "بفضل مرونة الصفقة، انتعشت السوق على الرغم من تسعيرها لتأجيل زيادة الإنتاج المتفق عليها سابقاً، والتي تبلغ 1.9 مليون برميل يومياً. ويشير ذلك إلى إمكانية زيادة الإنتاج وتخفيضه في حال كان الانتعاش أبطأ من المتوقع". 

وبحسب توقعات المحللين، فقد اختُصر الطريق نحو توازن السوق، ما عزز التكهنات بارتفاع أسعار النفط الخام والوقود حتى عام 2021.

فيما يرجح أن تبدأ شركات نفط كبرى هذا العام بتخفيض نفقاتها الرأسمالية على المدى البعيد بأكثر من 80 مليار دولار، ما قد يعزز ارتفاع أسعار النفط في عام 2022 وما بعده. بعد أن شهد العالم تحولات كبيرة في أساليب السفر والعمل لدى المستهلكين حول العالم، والزمن وحده كفيل بإيضاح مدى عودة انتعاش معدلات استهلاك الوقود. 

الطلب الآسيوي 

ورصد التقرير أنه في ضوء قوة الطلب الآسيوي واتساع نطاقه بعد تراجع جائحة كوفيد-19، يرجح أن تصل أسعار برميل خام برنت إلى 50 دولاراً للبرميل في وقت قريب. وسيعتمد مدى هذا الارتفاع على المدى القصير على كيفية تعامل أوروبا، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، مع الموجة الثانية الحالية من الجائحة، والتي لم يُسيطر عليها بعد.

انتعاش الذهب 

وأورد التقرير أن الذهب عاود الانتعاش بقوة بعد الخسارة التي تكبدها في فترة عيد الشكر، والتي خفضت الأسعار إلى مستويات الدعم الرئيسة دون أن تتجاوزها عند 1763 دولاراً للأونصة، بارتداد 50 في المئة عن الأسعار المرتفعة في الفترة بين شهري مارس (آذار) وأغسطس (آب). 

فيما تراجع إجمالي الحيازات في الصناديق المتداولة في البورصة، والمدعومة بالسبائك، بنسبة 3.7 في المئة أو 411 ألف أونصة في أعقاب الإعلان عن التوصل للقاح في 9 نوفمبر، ولكن المعدن الثمين عاد للارتفاع بفضل تجدد الدعم الناتج عن ضعف الدولار، وارتفاع معدلات التضخم، ومحادثات التحفيز في الولايات المتحدة الأميركية. 

وأورد التقرير أنه قبل هذه التطورات كان الذهب يتلقى بعض الدعم من ارتفاع أسعار الفضة المرتبط بالنحاس، وقد سجلت أسعار النحاس أعلى مستوياتها منذ أكثر من سبع سنوات، وسط مخاوف متزايدة من الصعوبة التي ستلاقيها شركات المناجم لمواكبة حجم الطلب من الاقتصادات المتعافية، فضلاً عن الزيادة الفعلية للطلب من الصين؛ يضاف إليه التحول نحو الطاقة الخضراء، ما يعني الزيادة المستمرة في الطلب إلى أن تستجمع موجة التحول نحو الطاقة الكهربائية زخمها.

انتكاسة محتملة 

وتوقع تقرير ساكسو بنك، أن يتعرض الطلب على الاستثمار في الذهب لانتكاسة أخرى على المدى القريب، في المقابل بموازاة النشاط الاقتصادي والاجتماعي، يمكن أن نشهد انتعاشاً قوياً في الطلب على المجوهرات، من الصين والهند على أقل تقدير– وهما أكبر الدول الاستهلاكية في العالم. 

وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، مثل الطلب على المجوهرات نحو 50 في المئة من الطلب العالمي خلال السنوات الخمس الماضية، وقد يكون الطلب المكبوت كامناً بعد الانخفاض بنسبة 40 في المئة على أساس سنوي في الفترة بين الربعين الأول والثالث من عام 2020. 

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد