Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماريا ريسا... رمز النضال الصحافي في الفيليبين

واجهت الرئيس دوتيرتي في حربه الدامية على المخدرات وفي أقل من عامين أصدرت الحكومة عشر مذكرات توقيف بحقها

تخوض ريسا بتحد معركتها من أجل حرية التعبير والصحافة المستقلة (أ ف ب)

أصبحت الصحافية الفيليبينية المتمرسة ماريا ريسا التي مُنحت جائزة نوبل للسلام، رمزاً للنضال في سبيل حرية الصحافة في فترة حكم رجال أقوياء.

وشاركت المديرة السابقة لمكتب شبكة "سي أن أن" عام 2012 في تأسيس موقع إخباري هو رابلر (Rappler)، جمع التقارير المتعددة الوسائط ومنصات التواصل الاجتماعي ليقدم عرضاً جريئاً للأحداث الراهنة في الفيليبين.

معركة مع الرئيس

وكثيراً ما كانت ريسا البالغة 58 سنة، صوتاً منتقداً للرئيس رودريغو دوتيرتي وحربه الدامية على المخدرات، ما أدى وفق نشطاء مدافعين عن الإعلام، إلى سيل من الاتهامات الجنائية بحقها وفتح تحقيقات، إضافة إلى هجمات على الإنترنت استهدفتها وموقع رابلر.

واختارتها مجلة تايم مع صحافيين آخرين شخصية عام 2018، تكريماً لعملها المدافع عن حرية الصحافة. لكن اعتقالها أكثر من مرة وإدانتها مرة بالتشهير، سلطا مزيداً من الضوء الدولي عليها، وجذبا الانتباه إلى معركتها بشكل أكبر.

واضطر موقع رابلر للمحاربة من أجل الصمود فيما اتهمته حكومة دوتيرتي بانتهاك حظر دستوري يمنع الملكية الأجنبية في تأمين التمويل، إضافة إلى اتهامات بالتشهير والتهرب الضريبي.

وهاجم دوتيرتي الموقع الإلكتروني بالاسم، واعتبره "موقعاً إخبارياً كاذباً" على خلفية تقرير يتناول أحد أقرب مساعديه.

وقالت ريسا، في مقابلة بُثت على الإنترنت بعد الإعلان عن فوزها بالجائزة، "من أجل مواصلة ما نقوم به، يعيش (رابلر) مع احتمال تعرضه للإغلاق بشكل يومي، نحن نقف على رمال متحركة". وأضافت "ما يتعين علينا القيام به كصحافيين هو عدم الرضوخ للضغط".

وعلى الرغم من أن الحكومة قالت إن ليس لها علاقة بأي من الدعاوى القضائية تلك، فإن النشطاء المدافعين عن حرية الصحافة يخالفون هذا الرأي.

لكن خلال الحملة التي تعرضت لها، بقيت ريسا التي تحمل أيضاً الجنسية الأميركية، في الفيليبين، واستمرت في انتقاد حكومة دوتيرتي على الرغم مما يحمل ذلك من مخاطر.

10 مذكرات توقيف

وقالت ريسا، مؤلفة كتاب "كيف تقف في وجه ديكتاتور"، في مقابلة أجرتها معها وكالة الصحافة الفرنسية العام الماضي، "لا أعمل بمفردي". وأضافت "وظيفتي منع السقف من الانهيار، هذه هي الحال منذ مدة، كي تتمكن جماعاتنا من مواصلة العمل".

وأُفرج عن ريسا أخيراً بكفالة بانتظار البت في استئناف ضد إدانتها العام الماضي في قضية تشهير تواجه فيها عقوبة بالسجن تصل إلى ست سنوات. وأسقطت دعويين أخريين ضدها بالتشهير في وقت سابق هذا العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأقرت ريسا الجمعة بأنه "في أقل من عامين أصدرت الحكومة الفيليبينية عشر مذكرات توقيف بحقي، وكان الوضع صعباً أحياناً كثيرة".

ومنصبها على رأس موقع رابلر الإخباري يعني أن ريسا تلقت، كما تُقدّر، ما يصل إلى 90 رسالة مسيئة في الساعة على الإنترنت في مرحلة ما أواخر 2016.

وجاءت التهديدات في الأشهر التي تلت تولي دوتيرتي السلطة وإطلاقه التدابير القمعية في إطار حربه على المخدرات، التي تقدر مجموعات حقوقية بأنها أودت بعشرات آلاف الأشخاص.

كان "رابلر" من بين المواقع المحلية والأجنبية التي نشرت صوراً صادمة لعمليات القتل، وشككت بالأسس القانونية لها.

وأجاز قضاة المحكمة الجنائية الدولية القيام بتحقيق شامل في احتمال حصول جريمة ضد الإنسانية في الحملة الدامية.

سلسلة من التهديدات

وأدى ذلك إلى سلسلة جديدة من التهديدات لريسا التي كانت متمرسة في تغطية نزاعات قبل المشاركة في تأسيس "رابلر".

وقالت العام الماضي، "بدأت العمل مراسلة عام 1986، وعملت في عديد من الدول في أنحاء العالم، تعرضت لإطلاق نار، وتلقيت تهديدات، لكن ليس هذا النوع من الموت البطيء".

وكونها المديرة السابقة لمكتب "سي أن أن" في مانيلا وجاكرتا، تخصصت ريسا في تغطية الإرهاب وتتبعت الروابط بين شبكات دولية، مثل "القاعدة" ومتشددين في جنوب شرقي آسيا.

وعادت خريجة جامعة برينستون في وقت لاحق إلى الفيليبين، حيث تولت منصب مديرة الأخبار في المجموعة الإعلامية الفيليبينة الكبيرة "إيه بي أس - سي بي أن" التي دخلت أيضاً في صدام مع إدارة دوتيرتي.

ودافعت ريسا بتحد، الجمعة، عن معركتها من أجل حرية التعبير والصحافة المستقلة. وقالت "علينا أن نواصل إضاءة النور، علينا الاستمرار بصحافة المساءلة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات