Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

متحف 11 سبتمبر يروي مآسي الضحايا بالتوثيق والفن

جدران الصالات تقدم مشاهد بانورامية للكارثة بتفاصيلها البصرية

لوحة تشكيلية في المتحف تمثل حادثة 11 سبتمبر (الخدمة الإعلامية للمعرض)

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، وخلال المدة الزمنية القصيرة التي فصلت بين ارتطام الطائرتين ببرجي مركز التجارة العالمي وانهيارهما المُفاجئ، كان أمام الموجودين في المبنيين فرصة للهرب عبر الممرات الضيقة الواقعة أسفل البناء، التي يتم الوصول إليها عبر درج مُخصص للطوارئ. أسهم هذا الدرج بالفعل في الحفاظ على حياة المئات من الأشخاص الذين عبروا من خلاله للنجاة. بعد مرور وقت على هذه الكارثة قررت السلطات الفيدرالية الأميركية الإبقاء على هذا الدرج شاهداً على هذه المحنة.

يتم التعامل مع هذا الدرج اليوم على نحو استثنائي كأثر تاريخي، وهو لا يزال قائماً في مكانه حالياً داخل متحف الحادي عشر من سبتمبر، كأحد أبرز الشواهد المُتبقية من هذه الكارثة. شُيد المتحف في موقع برجي مركز التجارة العالمي أسفل النصب التذكاري الذي بُني تخليداً لذكرى ضحايا هذه الهجمات. ومن أجل الوصول إلى قاعة العرض الرئيسة داخل المتحف يجب المرور أولاً على هذا الدرج الذي قاد الناجين إلى بر الأمان، إذ يستقبل الزائرين هيكله المتضرر جزئياً عند الدخول، من دون أن يكون متاحاً للاستخدام، فقد شُيد إلى جواره درج جديد يمر من خلاله الزائرون للوصول إلى قاعة العرض الكبيرة.

بقايا الكارثة

افتتح المتحف رسمياً عام 2014، ويستقطب اليوم آلاف الزائرين سنوياً من الولايات المتحدة وخارجها، وهو يُعد المؤسسة الرئيسة في الولايات المتحدة المعنية بتوثيق هذه الأحداث وتأثيرها. صُمم المتحف على نحو يحافظ قدر الإمكان على البقايا المعمارية للبرجين التي استطاعت الصمود تحت وطأة الانهيار، ويضم بين معروضاته عديداً من هذه البقايا التي تم العثور عليها أثناء رفع الحطام، ونماذج لعربات الإطفاء المُتضررة. تشمل معروضات المتحف كذلك عشرات الوسائط السمعية والبصرية التي تحتوي على شهادات شخصية لعدد من الناجين، ومئات من الصور الفوتوغرافية، ومتعلقات الضحايا التي عُثر عليها أو تم التبرع بها من قبل ذويهم، إضافة إلى عديد من الأعمال الفنية المستلهمة من هذه الكارثة.

عند الدخول إلى قاعة العرض الرئيسة في المتحف يواجه الزوار مساحتين كبيرتين، الأولى هي القاعة التذكارية، ويتوسطها عملان فنيان نُفذا خصيصاً للعرض داخل المتحف، العمل الأول للنحات توم جويس، وهو فنان أميركي معروف بتوظيفه قطع الحديد والخردة في أعماله الفنية. عملُ جويس عبارة عن عمودين معدنيين استخدم في تشييدهما بقايا الحديد التي تم العثور عليها بين حطام المبنيين. أما العمل الآخر فهو للفنان سبنسر فينش ويحمل عنوان "محاولة لتذكر لون السماء في صباح الحادي عشر من سبتمبر"، وهو يتألف من تركيب مكون من 2983 لوحة ملونة صغيرة الحجم. رصت هذه اللوحات الصغيرة بعضها إلى جوار بعض كفسيفساء بانورامية يغلب عليها اللون الأزرق. يمثل مجموع اللوحات في عمل فينش عدد الضحايا الذين سقطوا في تلك التفجيرات، وتتوسط اللوحة الكبيرة عبارة "لن تُمحى من ذاكرة الزمن" وهي اقتباس شعري لكلمات للشاعر الروماني فيرجيل.

عمود فولاذي

أما القاعة الأخرى فهي قاعة التأسيس وتشغل المساحة الكبرى من فراغ العرض داخل المتحف. في وسط هذه القاعة ينتصب العمود الفولاذي الأخير المتبقي من البرجين بطول يزيد على عشرة أمتار، وهو آخر قطعة من الفولاذ تمت إزالتها من بين أنقاض المبنيين. وتُغطي سطح العمود بالكامل رسوم وتوقيعات وكلمات دوّنها عمال الإنقاذ أثناء العمل، وقد تم الحفاظ على هذا العمود الفولاذي بالنقوش التي تغطيه كعلامة على التعافي.

بين الأعمال الفنية التي يضمها المتحف والمستلهمة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر يبرز عمل الفنانة مانغو شاندلر، الذي يحمل عنوان "إيماءة"، وهو يتكون من ثلاثة آلاف لوحة مرسومة على مساحات صغيرة من الورق، تضم كل لوحة صورة شخصية مرسومة لأحد الضحايا جمعتها الفنانة من الصحف اليومية التي غطت هذه الأحداث. بين الأعمال أيضاً يبرز العمل النحتي للفنان إيريك فيشل الذي يحمل عنوان "المرأة التي تهوي من أعلى" وهو يصور هيئة جسم بشري في وضع السقوط، وهو المشهد الذي رآه الفنان بنفسه من شرفة منزله القريب من موقع البرجين كما يقول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بين العروض اللافتة داخل المتحف يبرز معرض الصور الفوتوغرافية الذي يحمل عنوان "معرض الذاكرة" وهو عبارة عن قاعة تغطي جدرانها الأربعة صور شخصية لأكثر من تسعمئة من ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر. اللافت في هذه الصور التي يضمها المعرض أنها تعكس تمثيلاً مختصراً للتنوع البشري، فهي تضم صوراً لأشخاص تتراوح أعمارهم بين سنتين ونصف السنة إلى 85 سنة، وينتمون إلى جنسيات وأعراق وديانات مختلفة. إلى جانب الصور يقدم العرض ملفات تعريف لكل ضحية من هؤلاء الضحايا.

وخُصص جانب من العرض داخل المتحف لتوثيق العملية الاستخباراتية والأمنية التي أدت في النهاية إلى الإمساك بأسامة بن لادن، العقل المدبر لهذه الهجمات، ويشمل هذا القسم خرائط ومجسمات وصوراً فوتوغرافية التقطت أثناء الغارة على مخبئه في باكستان بعد نحو عشر سنوات من أحداث سبتمبر.

هذا المقال نشر في 24 سبتمبر (أيلول) 2021 وتعيد "اندبندنت عربية" نشره بمناسبة ذكرى هجمات سبتمبر

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة