Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكاظمي غادر طهران دون اتفاقيات والمعابر البرية تبقى مغلقة في وجه الإيرانيين

لم تحقق نجاحات بشأن ملفات المياه والطاقة وجرى بحث موضوع تفعيل الربط السككي لنقل المسافرين

جانب من اجتماع الوفدين العراقي والإيراني في طهران في 12 سبتمبر الحالي (أ ف ب)

لم تحقق زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأخيرة إلى إيران أي اتفاق بين الطرفين لإيجاد حلول للمواضيع المشتركة بين البلدين في ما يتعلق بالحدود المائية على شط العرب وملفي الطاقة والمياه.
وعلى الرغم من أن الزيارة هي الأولى لمسؤول إقليمي ودولي بارز منذ تسلم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي منصبه، فإنه لم يتمخض عنها أي نتائج مهمة، بل تضمنت تصريحات مكررة حول الربط السككي بين الجانبين وتفكير بغداد في إلغاء تأشيرات الدخول للإيرانيين الراغبين بزيارة المراقد الدينية في العراق.

المعابر مغلقة

وربما كان الحدث الأبرز خلال تلك الزيارة، هو رفض العراق استئناف دخول الزائرين الإيرانيين عبر المنافذ البرية وإصراره على حصرهم عبر مطارَي بغداد والنجف وفق آلية أُقرت قبل أشهر لتفويج مَن يروم زيارة المراقد والعتبات الدينية في المدن العراقية.
وأعلن وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي حسن ناظم استئناف السياحة الدينية بين العراق ودول العالم في  16 يوليو (تموز) الماضي، وفق آليات جديدة تم وضعها من قبل وزارات الصحة والداخلية والثقافة لزيارة مدن النجف وكربلاء وبغداد وسامراء.

لم تحقق نجاحات

وقال الباحث الاقتصادي صفوان قصي إن "زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لم تحقق نجاحات بشأن ملفات المياه والطاقة"، داعياً إلى ضرورة تفعيل الربط السككي مع إيران في مجال نقل المسافرين". وأضاف قصي أنه "من الواضح أن زيارة رئيس الوزراء إلى إيران لم تحقق نجاحاً في ملف إطلاق المياه نحو الأراضي العراقية"، لافتاً إلى أن "من المواضيع التي بُحثت، دخول الزائرين الإيرانيين إلى العراق في مواسم الزيارة عن طريق المنافذ الجوية التي بدورها ستساهم في ضبط حركة السياحة بالعراق والسيطرة على الزائرين وآلية تنقلهم وتنشيط الحركة الفندقية باعتبار أن القادمين عبر المنافذ الجوية سيكون لديهم حجز فندقي، ما ينعكس إيجاباً على تنشيط قطاع الفنادق في تلك المدن وبالتالي تنشيط حركة السياحة بالعراق".
وتنص شروط التراخيص الجديدة الخاصة بتفويج الزائرين على قيام هيئة السياحة العراقية بإعلام مطارَي بغداد والنجف بأعداد المجموعات السياحية الوافدة إلى العراق، وتوقيتات وصولهم. وتتكفل شركة عراقية بتهيئة كل متطلبات تفويجهم داخل العراق منذ وصولهم إلى أحد المطارين وضمان وجود فحص كورونا قبل 48 ساعة من المغادرة، فضلاً عن ضمان اختيار الفنادق التي توفر كل الشروط الوقائية بما يضمن منع انتقال عدوى الفيروس، وتقديم الفنادق ما يثبت تلقيح كل العاملين لديها واعتبار ذلك شرطاً للحصول على تراخيص الاعتماد للوافدين.
ولفت قصي إلى أن "من الملفات التي طُرحت في الزيارة، الربط السككي بين العراق وإيران، إذ تسعى بغداد إلى إنشاء هذه الشبكة مع كل دول المنطقة، وتعمل على إنشاء ميناء الفاو"، مشيرةً الى أن "الربط السككي مع إيران سيقلل من إيرادات ميناء الفاو، كون أن العراق يتجه الى أن يكون لديه ميناء عالمي وبنى تحتية، تؤهله لنقل السلع بين قارتي آسيا وأوروبا".
وتابع قصي أن "العراق يستورد الغاز والطاقة الكهربائية من إيران وبالتالي يسعى الجانبان إلى تنظيم مالي  لتسديد المستحقات وعدم التفريط بحصة العراق من الغاز"، لافتاً أن "بغداد تسعى إلى استحداث منافذ أخرى لاستثمار الطاقة من خلال استثمار الغاز المصاحب وكذلك الربط الكهربائي مع دول الجوار".
ومنذ مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي، انخفض تجهيز الغاز الإيراني للعراق بشكل كبير ما أدى إلى تراجع تجهيز الكهرباء ساعات طويلة، على الرغم من الانخفاض المحدود لدرجات الحرارة.
وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية عن فقدان 6000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية نتيجة قطع إيران الغاز ما أدى إلى توقف محطات القدس الحرارية والصدر الغازية وبسماية في بغداد والمنصورية في محافظة ديالى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


غياب لغة الأرقام

بدوره أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكوفة إياد العنبر إلى أن "المسؤولين العراقيين يتحدثون عن العلاقات الوثيقة مع إيران بعكس الأخيرة التي تتحدث بلغة الأرقام". وأضاف العنبر أن "الرئيس الإيراني تحدث عن حصوله على وعود بإلغاء التأشيرة بين العراق وإيران وهذا دائماً ما يتكرر على لسان المسؤولين الإيرانيين في حديثهم عن الفوائد المتحققة من الزيارة ويستخدمون لغة الأرقام"، لافتاً إلى أن "المسؤولين العراقيين يتحدثون عن علاقاتهم الوثيقة بإيران ودورها في مساعدة العراق ولا يتحدثون بالأرقام".

وعود مكررة

وبشأن الوعود التي أطلقها الكاظمي، قال العنبر، إن "التأشيرة بين البلدين ممكن أن تُلغى ففي عام 2013 لم تكن هناك تأشيرة بين العراق وإيران، وكان يمكن الحصول عليها في المطار"، مبيناً أن "الربط السككي يحتاج لسنوات، وكل رئيس وزراء يتحدث عن هذا الأمر، ويأخذ الموضوع شداً وجذباً ما لم يُنفذ على أرض الواقع، ومثل هذه المشاريع تأخذ سنوات حتى يتم الاتفاق عليها".

زيارة بروتوكولية

بدوره وصف رئيس "مركز كلوذا للدراسات وقياس الرأي" باسل حسين أن "الزيارة بروتوكولية أكثر من كونها زيارة عمل". وأضاف أن "زيارة رئيس وزراء العراق إلى طهران جاءت لتقديم التهنئة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لتسنمه منصب الرئاسة، وأيضاً لبحث الخطوط العامة للعلاقات العراقية - الإيرانية وبحث القضايا المتعلقة بالغاز والتجارة".
وتابع حسين أن "إيران طالبت على لسان أمين المجلس الأعلى القومي علي شمخاني بضرورة نزع سلاح المعارضة الكردية في إقليم كردستان وطردها. كما أن بيان مكتب رئيس الوزراء الكاظمي تحدث عن نية الحكومة برفع سمات الدخول عن المسافرين الإيرانيين القادمين عن طريق المطارات حصراً، وبالتالي ما زلنا في إطار النوايا".
وتم تفويج الزوار الإيرانيين في السنوات السابقة عبر شركة "شمسة" الإيرانية للنقل والسياحية المملوكة من الحكومة الإيرانية التي تخضع لعقوبات أميركية كونها إحدى شركات "الحرس الثوري"، وكانت تفرض شروطاً وأسعاراً منخفضة على الفنادق العراقية، أدت إلى مقاطعتها من قبل عدد كبير من الفنادق في مدينتي كربلاء ونجف.
ولفت حسين إلى أن "الزيارة لم تسفر عن توقيع أي من الاتفاقات في أي من المجالات، ما يعزز الرأي بأنها لم تكن زيارة عمل وإنما جاءت في سياقها البروتوكولي".

المزيد من الشرق الأوسط