Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العودة إلى الموت"... تعذيب واغتصاب واعتقال مصير عائدين إلى سوريا

وثقت منظمة العفو الدولية 66 "انتهاكاً مروعاً" بحق 66 لاجئاً بينهم 13 طفلاً توجهوا إلى وطنهم

لاجئون سوريون يغادرون لبنان للعودة إلى وطنهم في يونيو 2018 (أ ب)

نددت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء السابع من سبتمبر (أيلول)، بتعرض العشرات من اللاجئين الذين عادوا أدراجهم إلى سوريا لأشكال عدة من الانتهاكات على أيدي قوات النظام، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب وحتى الاغتصاب.

وناشدت المنظمة في تقرير جديد بعنوان "أنت ذاهب إلى موتك"، الدول الغربية التي تستضيف لاجئين سوريين ألا تفرض عليهم العودة "القسرية" إلى بلدهم، منبهة إلى أن سوريا ليست مكاناً آمناً لترحيل اللاجئين إليها.

خمس وفيات

ووثقت المنظمة "انتهاكات مروعة" ارتكبتها قوات النظام السوري بحق 66 لاجئاً بينهم 13 طفلاً عادوا إلى سوريا منذ عام 2017 حتى ربيع العام الحالي من دول عدة أبرزها لبنان وفرنسا وألمانيا وتركيا ومخيم الركبان عند الحدود السورية – الأردنية.

وقالت إن أجهزة الأمن "أخضعت نساء وأطفالاً ورجالاً لاعتقال غير قانوني وتعسفي، وللتعذيب وسواه من ضروب سوء المعاملة، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي والإخفاء القسري".

ومن بين الحالات التي وثقتها أحصت المنظمة وفاة خمسة أشخاص خلال احتجازهم، فيما لا يزال مصير 17 شخصاً من المخفيين قسراً مجهولاً.

الاغتصاب والعنف الجنسي

كما وثقت "14 حالة من العنف الجنسي ارتكبتها قوات الأمن، ضمنها سبع حالات اغتصاب لخمس نساء ومراهق وطفلة في الخامسة من عمرها".

ونقل التقرير عن نور، والدة الطفلة المذكورة، أنها تعرضت وابنتها لاغتصاب من قبل ضابط في غرفة صغيرة مخصصة للاستجواب عند الجانب السوري من الحدود اللبنانية السورية، ونقلت عن الضابط قوله لها إن "سوريا ليست فندقاً يمكنك أن تغادريه وتعودي إليه متى أردتي".

كما وثق التقرير تجربة آلاء التي احتجزت في فرع للاستخبارات لخمسة أيام مع ابنتها (25 عاماً) بعد توقيفهما عند الحدود لدى عودتهما من لبنان.

وقالت آلاء، "خلعوا ثياب ابنتي، ووضعوا أصفاداً في يديها وعلقوها على الحائط، وضربوها فيما كانت عارية تماماً". وذكرت الأم ممارسات غير أخلاقية قام بها جنود الاستخبارات.

واتهم رجال الأمن آلاء وابنتها بـ "الحديث ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد في الخارج".

حقيقة "مروعة"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن بين الاتهامات التي توجه إلى العائدين، بحسب التقرير، "الخيانة أو دعم الإرهاب"، وفي بعض الحالات تم استهداف العائدين لمجرد وجودهم سابقاً في مناطق تحت سيطرة فصائل معارضة.

وفيما تمارس دول عدة ضغوطاً متصاعدة لترحيل لاجئين سوريين إلى بلدهم، أبرزها الدنمارك والسويد وتركيا، نبهت "العفو الدولية" إلى أن "أي حكومة تدعي أن سوريا باتت الآن آمنة تقوم بتجاهل متعمد للحقيقة المروعة على الأرض".

وقالت ماري فوريستيه، الباحثة حول حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة، "قد تكون الأعمال العدائية العسكرية قد انحسرت لكن ميل الحكومة السورية لارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان لم يتوقف".

تهم الإرهاب

وروى كريم الذي تم اعتقاله لستة أشهر ونصف الشهر بعد أربعة أيام على عودته من لبنان إلى قريته في وسط سوريا، أن رجال الأمن قالوا له إنه "إرهابي" كونه يتحدر من قرية معروفة بقربها من المعارضة.

وجراء التعذيب الذي تعرض له، تضررت أعصاب يده اليمنى ولم يعد قادراً على استخدامها.

وقال كريم، "بعد إطلاقي لم أتمكن من رؤية أي زائر لخمسة أشهر، كنت خائفاً للغاية من التحدث لأي كان". وأضاف، "راودتني كوابيس وهلوسات".

نفي النظام

وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في مارس (آذار) 2011 بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من 6.6 مليون لاجئ، فروا بشكل أساسي إلى الدول المجاورة.

وتنفي سوريا تعرض اللاجئين للتعذيب والانتقام، وقال الأسد إن ملايين اللاجئين يجبرون على البقاء في البلدان المضيفة "بالضغط أو الترهيب"، مضيفاً أن هذه البلدان تقدم لهم إغراءات مالية وتستفيد في الوقت نفسه من المساعدات الدولية المقدمة لهم.

ونجح الأسد في القضاء تقريباً على المعارضة المسلحة له واستعاد السيطرة على 70 في المئة من البلاد. وفاز بفترة ولاية رابعة في انتخابات أجريت في مايو (أيار) قال الغرب إنها شهدت تلاعباً، في حين تقول الحكومة إنها أظهرت أن الأمور تمضي على نحو طبيعي في البلاد على الرغم من الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 أعوام.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي