مكاسب الأسواق في خطر مع تمدد سلالة "دلتا"

فيما تستعد الأسواق للشتاء المقبل، فإن مخاوف انتشار سلالة كورونا وتداعياتها باتت تشكل خطراً يهدد المكاسب التي حققتها البورصات العالمية. وعلى الرغم من انتشار توزيع اللقاحات في الدول المتقدمة إلا أن الترقب الحذر طاغ .

وفي أوروبا ارتفعت الأسهم لتتجه صوب سابع شهر على التوالي من المكاسب، إذ طغت آمال تبني مزيد من الساسيات لدعم الاقتصاد على المخاطر الاقتصادية المرتبطة بزيادة الإصابات بمرض "كوفيد-19" جراء انتشار سلالة "دلتا" في أنحاء العالم.

وصعد مؤشر "ستوكس 600" للأسهم الأوروبية الأوسع نطاقاً 0.1 في المئة، وعوضت الأسهم الآسيوية خسائر سابقة في ظل مؤشرات جديدة على تباطؤ اقتصاد الصين، مما عزز الآمال في شأن مزيد من إجراءات التحفيز.

وكان قطاع التعدين المنكشف على الصين أكبر رابح، إذ صعد مؤشره 1.2 في المئة، أعقبه قطاعا التكنولوجيا وصناعة السيارات، وحقق مؤشر "داكس" الألماني للأسهم القيادية آداء أفضل من سائر المنطقة، وصعد 0.4 في المئة، بينما زاد مؤشر "فايننشال تايمز 100" البريطاني 0.1 في المئة بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة في بريطانيا.

وعلى صعيد الأسهم، زاد سهم شركة استثمارات التكنولوجيا الهولندية "بروسوس إن في" اثنين في المئة بعدما قالت إنها اشترت منصة المدفوعات الهندية "بيل ديسك" مقابل 4.7 مليار دولار.

الدولار عند أدنى مستوى خلال 3 أسابيع

وفي العملات، اقترب الدولار من أدنى مستوياته خلال ثلاثة أسابيع مقابل سلة عملات، مع تطلع المستثمرين إلى بيانات الوظائف الأميركية هذا الأسبوع بحثاً عن مؤشرات حول توقيت تقليص التحفيز.

وظل الدولار متراجعاً منذ تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، جيروم باول في مؤتمر جاكسون هول يوم الجمعة، والتي ذكر فيها أن البنك المركزي قد يقلص برنامج شراء السندات هذا العام، وإن لم يذكر إطاراً زمنياً محدداً.

وقال متعاملون إن التداول سيتأثر أيضاً على الأرجح بتدفقات نهاية الشهر من الشركات لمعاملات الاستيراد والتصدير.

وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.25 في المئة إلى 92.456 وهو أدنى مستوياته منذ السادس من أغسطس (آب).

وارتفع اليورو 0.3 في المئة مقابل الدولار المنخفض على نطاق واسع، وسجل أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 1.18315 دولار.

كما صعد "الاسترليني" إلى أعلى مستوى في أسبوعين عند 1.38010 دولار قبل أن يتراجع وينخفض أدنى من 1.38 دولار، ولم يطرأ تغير يذكر على "الين" وجرى تداوله عند 109.85 مقابل الدولار.

وصعد الدولار النيوزيلندي 0.9 في المئة إلى 0.70560 دولار بعد يوم من تخفيف رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن قيود مكافحة جائحة "كوفيد-19" جزئياً خارج أوكلاند.

وانخفض "اليوان الصيني" في المعاملات الخارجية مقابل الدولار، لكنه استقر على نطاق واسع بعد بيانات ضعيفة من مسوح للمصانع وقطاع الخدمات، وبالنسبة للعملات المشفرة زادت "بيتكوين" 1.6 في المئة إلى 47.752 دولاراً لتعوض بعض خسائر اليوم السابق.

تراجع جديد لمعدل البطالة في ألمانيا

وعلى صعيد آخر، كشفت بيانات رسمية أن معدل البطالة في ألمانيا نزل أكثر مما هو متوقع في أغسطس، مع استمرار التعافي في أكبر اقتصاد في أوروبا على الرغم من تزايد إصابات "كوفيد-19".

وذكرت وزارة العمل أن عدد العاطلين من العمل انخفض بواقع 53 ألفاً بعد التعديل، وفقاً لعوامل موسمية إلى 2.538 مليون، وتوقع استطلاع لوكالة "رويترز" هبوطاً بواقع 40 ألفاً.

وانخفض معدل البطالة المعدل موسمياً إلى 5.5 في المئة وهو الأقل منذ مارس (آذار) 2020، حين بدأت ألمانيا أول إغلاق بسبب فيروس كورونا.

وتسجل إصابات فيروس كورونا ارتفاعاً في ألمانيا منذ يوليو (تموز)، لكن حالات الوفاة تتراجع مع الانتهاء من تطعيم أكثر من نصف السكان بالكامل، مما حمل الحكومة على التوقف عن استخدام معدل إصابات كورونا كمقياس عند تقرير فرض قيود جديدة للحد من الجائحة.

أسهم اليابان في أداء قوي

وعوضت أسهم اليابان خسائرها لتضع حداً لوضع غير مألوف استمر 11 شهراً بإغلاقها منخفضة في آخر أيام التداول من كل شهر، وذلك بفضل آداء قوي لنظراء في آسيا.

وصعد مؤشر "نيكي" 1.08 في المئة إلى 28089.54 ليغلق فوق مستوى 28 ألف نقطة للمرة الأولى منذ 12 أغسطس، فيما كسب مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.54 في المئة ليصعد إلى 1960.70 نقطة.

وقال كينتارو هاياشي من "دايوا سيكيورتيز"، "كان الانتعاش مفاجأة إيجابية. اشترى المستثمرون من المؤشرات بعدما تأكدوا من قوة أرباح الشركات".

وواجهت السوق صعوبات هذا الشهر، إذ قوضت مخاوف حول تزايد إصابات فيروس كورونا عالمياً أرباح الشركات القوية، وقال هاياشي "كما تحسنت المعنويات بفضل السوق الصينية ومكاسب الأسهم الأميركية في التعاملات الآجلة".

وتعافت الأسهم الصينية بعد خسائر مبكرة، بينما ارتفعت الأسهم الأميركية في التعاملات الآجلة خلال الجلسة الأسيوية، بعدما واصل مؤشرا "ستاندرد أند بورز 500" و"ناسداك" بلوغ ذروات قياسية الليلة الماضية.

وأغلق سهم "سوفت بنك" مرتفعاً 0.47 في المئة ليعوض خسائر 0.75 في المئة في وقت سابق من الجلسة، بينما عكس سهما "يونيكلو" للملابس وتدير متاجر "فاست ريتيلينغ"، وشركة الرقائق "طوكيو إلكترون" اتجاههما ليغلقا على مكاسب 2.1 و1.44 في المئة على الترتيب.