Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة الجنوب الجزائري... تهدد سلمية الحراك الشعبي

يعيش سكان أغنى منطقة أتعس حياة ومطالبات بالإسراع لإيجاد حلول جذرية

ثمة من يسعى الى مواجهة بين الشعب والجيش الجزائري (رويترز)

إستقبل الشارع الجزائري بحذر، المواجهات التي شهدتها منطقة "تينركوك" في ولاية أدرار جنوب البلاد، بين محتجين وقوات مكافحة الشغب، وما نتج منها من إصابات بين الجانبين، وأعمال تخريب طالت مقرات حكومية ومركبات، ويتخوف الحراك الشعبي من جهات على علاقة بـ"العصابة"، تسعى للدفع إلى مواجهة بين الشعب والجيش، وتحويل سلميته فوضى وعنف.

مواجهات عنيفة

واندلعت مواجهات عنيفة جنوب البلاد، بعدما فضت قوات الأمن احتجاجاً لعاطلين من العمل، أغلقوا مقر الدائرة الحكومية بتشييد جدار إسمنتي أمام مدخله، إثر تجاهل مطالبهم بالتوظيف في الشركات البترولية الموجودة في المنطقة، وأسفرت الأحداث عن 14 جريحاً في صفوف الشرطة، و4 في صفوف المحتجين، إضافة الى عدد من الاعتقالات، إثر تبادل قنابل مسيلة للدموع، ما أدى إلى تصعيد الأوضاع حين حرق المتظاهرون مبنى دائرة "تينركوك" وعدداً من المركبات، وقُطعت الطرق الرئيسة بالعجلات المطاطية الملتهبة. وعلى الرغم من أن مناطق جنوب الجزائر، خصوصاً البترولية منها ، سبق أن شهدت احتجاجات للمواطنين بسبب الظروف المعيشية الصعبة مع غياب التنمية وتوسع دائرة البطالة بشكل رهيب، غير ان احتجاجات "تينركوك" لفتت الانتباه إلى وقوعها في عز الحراك الشعبي الذي يطالب بتغيير النظام والتأسيس لجمهورية جديدة، كما أنها جاءت في ظرف يعرف حملة اعتقالات ضد مؤيدي فرنسا بتهم التآمر على الجيش والدولة، ما جعل الشكوك تحوم حول الواقعة.

سلميّة سلميّة

قال سمير مرواني، ـستاذ علم الاجتماع في جامعة ورقلة في تصريح لـ"اندبندنت عربية" إن التوظيف أهم سبب دفع سكان الجنوب إلى العنف، ويعود احتجاج شباب دائرة "تينركوك" إلى عدم تلبية مطالبهم في التوظيف بالشركات النفطية العاملة في المنطقة، مشدداً على أنه من غير المعقول أن يعيش سكان أغنى مناطق الجزائر أتعس حياة. وأضاف أن الإسراع في إيجاد حلول لسكان الجنوب، خصوصاً الشباب منهم، بات أمراً ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن الوضع الذي تعيشه الجزائر لا يسمح بانزلاق الأمور، كما لا يسمح بترك الفراغ لجهات تتربص بالبلاد. وتلقى والي ولاية أدرار بكوش حمو، توبيخاً وتعليمات من رئيس الحكومة نور الدين بدوي، بعدما طلب توضيحات حول غياب السلطات عن دائرة "تينركوك"، والإجراءات المتخذة لحل المشاكل المعيشية في المنطقة، بينما أشارت جهات إلى إقالة مرتقبة للوالي خلال الساعات المقبلة، بعد خروج السكان في مسيرة حملت شعار "سلمية سلمية" للمطالبة بإطلاق المعتقلين، و رحيل بكوش.

لا علاقة للأحداث بالحراك

مرواني أوضح  أن ما حدث في دائرة "تينركوك"، لا علاقة له بالحراك الشعبي، ولن يؤثر في احتجاجات الجمعة، على اعتبار أن تلك المشاهد تتكرر وفي أكثر من مدينة، ما يجعلها بعيدة عن ربطها بما يشهده الشارع من تحرك ضد رموز نظام بوتفليقة. وتابع أن الجزائر باتت على مقربة من بناء دولة قوية تحارب الفساد. في السياق ذاته، أوضح الخبير الأمني علي زاوي أن ما حدث في أدرار متعلق بمشاكل التنمية، وقد "حذرنا منه منذ 3سنوات"، مشيراً إلى أن إيجاد الحلول، بات أمراً عاجلاً لتجنب أي انتفاضة تكون شرارة تحريك الجنوب، ومحذراً من توسع بقعة التوتر إلى ولايات ودوائر أخرى. ودعا السلطات العليا في البلاد إلى فتح آفاق التنمية بالجنوب كأولوية ملحة لقطع الطريق على الجماعات التي تستهدف الجزائر. ويستبعد مراقبون أن تكون الأحداث التي عرفتها ولاية أدرار مقصودة ضمن سياق الدفع نحو الفوضى، غير أن توسعها واستمرارها قد يؤزم الوضع ويحقق أهداف جهات داخلية وخارجية، لا تريد الخير للشعب الجزائري، بحسب قائد الأركان أحمد قايد صالح، ما يستدعي الالتفات الى مشاكل الجنوب الذي يُعتبر منطقة حساسة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي