بعد تعليق دام أكثر من 18 شهراً، بدأت السعودية تشريع أبوابها للوافدين الزائرين والمعتمرين من خارج البلاد وسط إجراءات تبدو أكثر حذراً، لكنها تنبئ بأن ثمة انفراجة لملياري مسلم حول العالم.
وبدأت طلائع معتمري الخارج بالوصول في ساعات مبكرة (15-8-2021)، إلى مطار الملك عبد العزيز بمحافظة جدة غرب البلاد وسط تدابير وقائية وإجراءات احترازية تطبقها السلطات التي علّقت العمرة لغير السعوديين في مارس (آذار) 2020.
وكانت السلطات بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) قالت إنها ستبدأ باستقبال طلبات العمرة من مختلف دول العالم تدريجاً اعتباراً من 9 أغسطس (آب) الحالي للراغبين بأداء مناسك العمرة والصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي بطاقة استيعابية تصل إلى 60 ألف معتمر، موزعة على 8 فترات تشغيلية.
وتهدف السعودية البلد الحاضن لأهم مقدسات المسلمين بحسب خططها إلى وصول الطاقة الاستعيابية إلى 2 مليون معتمر شهرياً.
وتلزم السلطات الراغبين بأداء العمرة من الخارج إرفاق شهادة التحصين المصادق عليها من الجهات الرسمية في بلد المعتمر، مع اشتراط أن تكون اللقاحات معتمدة في البلاد. واللقاحات المعتمدة في السعودية هي "فايزر" أو "أسترازينيكا" أو "موديرنا" أو جرعة واحدة من لقاح "جونسون أند جونسون".
ويمكن للمعتمرين إصدار التصاريح من تطبيقَي "اعتمرنا" و"توكلنا" وهما التطبيقان اللذان أطلقتهما السعودية عقب اجتياح فيروس كورونا العالم ويهدفان إلى السهولة في الوصول إلى البيت الحرام والتأكد من حالة الشخص الصحية وعدد الجرعات التي تلقاها.
من جهته، أوضح نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبد الفتاح سليمان مشاط أن "وزارة الحج والعمرة عملت بالتنسيق مع الجهات الأخرى المعنية لوضع آلية تنفيذية وتهيئة بيئة آمنة وميسرة لضيوف الرحمن على مدار رحلتهم لتحقيق الأمن والأمان وصحة الإنسان".
وعلى ما يبدو، فإن الانفراجة لا تشمل دول العالم أجمع، إذ هناك دول يُمنع السفر إليها أو استقبال أحد منها بسبب انتشار فيروس كورونا ومتحوراته فيها، كما تشير إلى ذلك الجهات المختصة في السعودية التي أعلنت في وقت سابق أن بلدان " لبنان، الإمارات، جنوب أفريقيا، الأرجنتين، البرازيل، إندونيسيا، فيتنام، تركيا، الهند، باكستان، أفغانستان وإثيوبيا"، يمنع السفر إليها أو المجيء منها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهو الأمر الذي أكد مشاط أن وزارته وبالتنسيق مع الجهات المختصة تحدّث قائمة الدول المسموح بالوفود المباشر منها إلى السعودية، والتي تتم من جهة الاختصاص في المملكة، بحسب المنحى الصحي في بلد المعتمر وتطبيق الإجراءات الوقائية.
وهيّأت السلطات معايير لنقل آمن للمعتمرين كما يقول مشاط، موضحاً في تصريحات أن "عدد الركاب في الحافلة لن يتجاوز 50 في المئة من الطاقة الاستيعابية للحافلة، مع المحافظة على ترك مسافة آمنة داخل الحافلة وتوفير المعقمات والتأكد من تصاريح المعتمرين الصادرة من تطبيقَي ’اعتمرنا‘ و’توكلنا‘ قبل الصعود إلى الحافلة".
ويمرّ الوافد المسلم في طريقه نحو الكعبة المشرفة بعد وصوله إلى مطار الملك عبد العزيز الذي يبعد حوالى ساعة إلى مكة المكرمة بمحطات ونقاط تجمع كانت وضعتها البلاد لتطبيق معايير صحية والتأكد من خلو الزوار من فيروس كورونا.
وتوضح السلطات أن المعتمرين الحاصلين على تصاريح الدخول للمسجد الحرام من خلال تطبيقَي "اعتمرنا" و"توكلنا" يمكنهم دفع قيمة تلك الخدمة الاختيارية من خلال التطبيقين للحفاظ على الوقت وتلافي الانتظار في مراكز النقل.
يأتي القرار السعودي بعد نحو شهر من تنظيم موسم "الحج المصغر" الذي شارك فيه نحو 60 ألف حاج من سكان البلاد المطعّمين بالكامل ضد فيروس كورونا، كما أنه يأتي بعد أسبوعين من فتح السعودية أراضيها أمام السياح المحصّنين بالكامل.
وعلى ما يبدو فإن القرار الذي يُعدّ بارقة أمل للملايين من المسلمين المحرومين من أداء العمرة سيكون له أثر اقتصادي في البلاد التي بدأت التعافي بعد أزمة طاحنة لاقتصادات العالم بسبب تعطل شريان الحياة في كثير من دول العالم.
