"الحج والعمرة" السعودية تتجه للتقنية تعاملا مع عودة المعتمرين

أعلنت السعودية عن خطتها لاستئناف استقبال المعتمرين والزائرين لمكة والمدينة تدريجياً عبر حلول رقمية، تسهّل للأفراد الوصول، وتمكن الشركات والمنشآت ذات العلاقة من تسويق خدماتها وبرامجها محلياً وعالمياً. جاء ذلك في الملتقى الافتراضي لإثراء تجربة المعتمر الذي أقامته وزارة الحج والعمرة السعودية يوم الإثنين 21 سبتمبر (أيلول).

وكشف وزير الحج والعمرة السعودي محمد بنتن، عن أن الحلول التقنية ستوفرها أكثر من 30 شركة ومنشأة محلية وعالمية، وسيتم تسهيل المسار الإلكتروني لهذه الشركات والمنشآت، لتخدم المعتمرين والزائرين، مشيراً إلى أن وزارة الحج والعمرة تقف وتدعم المستثمرين والعاملين في القطاع، خصوصاً في مرحلة التحول المؤسسي التي تمر بها الوزارة خلال الفترة الحالية.
    
"اعتمرنا"... الحل الرقمي الأول

أتاحت السعودية تطبيقاً رقمياً خصصته لكل من يرغب في أداء العمرة، لجدولة الزيارة وفق الأوقات المتاحة، على أن تتولى الشركات والمنشآت دور تسويق الخدمات، من استقبال المعتمرين وحتى توديعهم.

وكشف نائب وزير الحج والعمرة السعودي عبدالفتاح مشاط، عن أن الأهداف الأربعة التحولية لتقديم الخدمات، هي "الارتقاء بالتجربة المقدمة للمعتمرين والزوار، وفتح المجال لتقديم عروض وخدمات منوعة إضافية، وإتاحة الفرصة لتقديم خدمة تخصصية وفق الضوابط والمعايير، مع الاستفادة من تقديم الخدمة لمختلف فئات المعتمرين والزوار الذين يرغبون بأداء العمرة والزيارة".

وأوضح مشاط "أن الوزارة في وقت سابق كانت تركز على المعتمرين القادمين من خارج السعودية في مرحلتها الأولى"، وأنها تستهدف أربع فئات رئيسة من المعتمرين، يشكل السعوديون منهم 5.3 مليون، والمقيمون 6.4 مليون، ومواطنو دول مجلس التعاون الخليجي 1.2 مليون، فيما يمثل زوار السعودية من الخارج 7.5 مليون معتمر.

من جهته، نبه بنتن إلى أن شركات العمرة ومؤسساتها تخدم 16 مليون معتمر سنوياً، بمجمل الفئات الأربعة في الوقت الراهن، وأكد أن الوزارة تطمح لخدمة 30 مليون معتمر سنوياً بحلول عام 2030.

فرص استثمارية تلوح في الأفق

أكد مدير تطوير الأعمال بالهيئة العامة السعودية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت)، سعد الربيعة، أن الهيئة تهدف إلى تمكين ودعم القطاع الخاص السعودي، ورفع نسبة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي السعودي إلى 35 في المئة بحلول 2030". وأوضح الربيعة أن إجمالي المنشآت الصغيرة والمتوسطة المستفيدة من دعم الهيئة في منطقتي مكة والمدينة أكثر من 3500 منشأة، تخدم الحجاج والمعتمرين من مختلف المناطق.

كما وعدت "منشآت" بتقديم دعم العاملين في مجالات خدمة المعتمرين عبر تأجيل الدفعات المستحقة من التمويل المقدم لها، وأطلقت منتج "ضمان" لتمويل المنشآت العاملة في مجالات الحج والعمرة لدعمها، وتحفيز الجهات التمويلية لتمويل هذا القطاع.

العمرة فرصة اقتصادية

من جهته، أوضح نائب رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية ورئيس غرفة مكة هشام كعكي "أن موسم الحج يمثل فرص اقتصادية كبيرة"، إذ بلغ عدد الزيارات في 2019 أكثر من 22 مليون زيارة، أنفق خلالها أكثر من 87 مليار ريال سعودي.

وفي السياق ذاته، أكد كعكي أن "السعودية محظوظة جداً بالحج والعمرة"، مشيراً إلى وجود فرص تجارية واستثمارية ضخمة في القطاع.        

التحول التقني واقع سعودي

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن أمير منطقة مكة خالد الفيصل "أن التحول التقني ليس مستحيلاً، بل هو علم من العلوم ونستطيع أن نتفوق كذلك في هذا العلم ونكون من المنتجين للأفكار الجديدة محلياً وعالمياً". جاء ذلك خلال افتتاح إحدى حلقات النقاش في ملتقى مكة الثقافي بعنوان "صناعة المبادرات الرقمية".

وفي السياق ذاته، كشف مشرف مجتمع غوغل للمطورين في السعودية عبدالعزيز الحمادي "أن مجتمع غوغل السعودية يعمل بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، ويهدف إلى تكوين بيئة تحب التطوير والتوجه التقني، وتطبيق أفضل ممارسات التقنية".