Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الرقص الشرقي" يشعل السجال في الكويت

السلطات التجارية أغلقت نادياً نسائياً لتعلم الفن العربي الشهير "من دون سابق إنذار"

أشعلت الدورة التدريبية لفنون الرقص الشرقي جدلاً واسعاً في البلاد (أ ف ب)

لم يستمر إعلان دورة لـ"الرقص الشرقي" في الكويت طويلاً قبل أن تسارع السلطات إلى إغلاق النادي لأسباب لم يكشف عنها رسمياً، إلا أن الخطوة جاءت بعد حالة من الجدل أحدثها الإعلان بين نواب مجلس الأمة وبعض رجال الدين، وسط آراء متباينة في صفوف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان النادي أعلن أنه يعتزم إقامة دورة لتعلم الرقص الشرقي لـ16 يوماً مقابل 78 ديناراً كويتياً (أي ما يعادل 259 دولاراً أميركياً)، داعياً الفتيات للمسارعة إلى استغلال العرض الخاص، قبل أن تبادر وزارة التجارة والصناعة الكويتية بإغلاقه، تاركةً رسالة مضمونها "يرجى مراجعة السيد الوكيل المساعد لشؤون الرقابة التجارية وحماية المستهلك يوم الثلاثاء 10 أغسطس (آب) 2021"، من دون أن توضح الأسباب، إلا أن برلمانياً كويتياً قال إنه اتصل بوزير التجارة وأكد له تحرك وزارته تجاه ما قال إنه "مخالفة".

وخاطب عضو مجلس الأمة، فايز بن غنام، الجمهور عبر حسابه في "تويتر"، قائلاً "أجريت مكالمة مع وزير التجارة الدكتور عبد الله السلمان وأبلغته بهذه المخالفة للترخيص والقيم، وأكد لي أنه سوف يتخذ الإجراءات القانونية في حق صاحب الترخيص ومنع إقامة العروض"، مؤكداً أنه ماضٍ في الوقوف ضد كل مَن يحاول "حرف المجتمع الكويتي عن دينه وعاداته وتقاليده"، على حد تعبيره.

وعلى الرغم من أن "التجارة" الكويتية التي أغلقت النشاط لم توضح الأسباب بعد، فإن صحفاً كويتية ونواباً قالوا "إن تعلّم الرقص الشرقي" هو السبب، في حين لم تجب الوزارة المعنية عن تساؤلات "اندبندنت عربية" لها حول هذا الموضوع.

وأكد مالك النادي، علي بو حمد، أنه علم للمرة الأولى بقرار الإغلاق من وسائل التواصل، مؤكداً أن الإغلاق جاء "من دون سابق إنذار"، ويعزو بو حمد السبب إلى إثارة موضوع الدورة "عبر وسائل الإعلام بخاصة، وأن ثمة نوادي أخرى تقيم دورات مماثلة ومستمرة بشكل طبيعي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم نخالف لكننا استجبنا

أما المسؤولة في النادي، اعتدال المعراج، فوقفت أمام عدسات الكاميرا وهي تلوح بيدها نحو الشرائط الحمراء التي غطت الأبواب الزجاجية ومنعتها من دخول الأكاديمية التي تديرها، معتبرةً الإجراء ضدها "غير قانوني، وأن الدورة ستعود".

وقالت اعتدال في تصريحات لقنوات رقمية محلية، "لنا سنوات نتعلم الرقص الشرقي، لكن على ما يبدو ما أثار حفيظة الناس هو أن النادي معروف والمكان مشهور أيضاً وفي منطقة الجهراء، وإلا فإن النادي نسائي بالكامل، نحن لن نمثل البلاد في أولمبياد خارجي حتى نأخذ الموافقة"، وذلك في ردها على أسئلة تقول إن دورة الفن الشرقي غير مرخصة، لكنها استدركت بأنها لا يسعها إلا الاستجابة "وننتظر ما ستسفر عنه الإجراءات، فالرقص الشرقي هو أداء بدني لياقي، والمرأة تمارس الرقص للياقة والتخسيس وللتميز بالرقص في الاحتفالات".

جدل يتصاعد بـ"التحريم"

ولم تكن ملصقات الإغلاق الحمراء نهاية القضية التي أصبحت جدلية، لكنها زادت على ما يبدو من حدة ردود الفعل، كان من أبرزها مقطع فيديو للداعية الكويتي الشهير عثمان الخميس، نشره عبر حسابه على "تويتر" وكان يجيب فيه عن سؤال بشأن الحكم الشرعي لتعلم الرقص الشرقي، قائلاً "لا يجوز ذهاب المرأة لتعلم الرقص الشرقي في المعاهد".

كما وصف النائب الكويتي، محمد طنا العنزي، الأمر بـ"الدخيل على المجتمع الكويتي المحافظ"، وكتب عبر حسابه في "تويتر"، "هذه الإعلانات لدورات الرقص الشرقي التي لا تمت للشعب الكويتي لا من قريب ولا من بعيد، يجب أن تلغى فورا" .

تضييق على الحريات

في السياق، رأى محمد الظفيري، وهو يشغل منصب الأمين العام بالإنابة للحركة التقدمية الكويتية، أن "قبول الحكومة كمسؤولة أولى بهذا النهج وتعزيزه ودعمه وسرعة الاستجابة له يزيد من تردي الحريات العامة والخاصة"، وهو قرار يأتي استجابة من وزير التجارة لنائب كويتي، وهذا بحسب الظفيري "مخالف للقانون"، وهو تأكيد لاستمرار"نهج التضييق على الحريات الخاصة وممارسة الوصاية على الناس، على الرغم من أن النشاط خاص بالنساء ولا يمكن للرجال رؤيته".

وتساءل الظفيري "كيف للحكومة المسارعة في الاستجابة لرجعية القوى الدينية التي ترغب في السيطرة على ممارسات الناس الخاصة؟"، مطالباً بالتركيز على قضايا تهم الكويتيين بشكل عام، منها كما يقول، "هموم المعيشة المتعلقة بالمواطن الكويتي بشكل عام". 

كما تباينت آراء المغردين في "تويتر" حول الدورة وقرارات الحكومة التي اعتبرها البعض لا تستحق مزيداً من التصعيد، إذ علق أحد المغردين ساخراً، "هل انتهت جميع المشاكل في البلاد، التعليم والتركيبة السكانية، والبدون، وجرائم القتل؟ هل توقفت المشاكل عند الرقص الشرقي؟".

 ما الرقص الشرقي؟ 

والرقص الشرقي الذي لا يعد حديثاً على العالم العربي موجود منذ آلاف السنين كما يعتقد ذلك المؤرخون، وهو يعرف بأنه عبارة عن حركات متناسقة بين كل عضو من أعضاء الجسد تؤديها الراقصة وينحصر غالباً في استخدام منطقة الجذع في الجسد. ويقتصر غالباً على النساء.

وازدهر بشكل أكبر عربياً في مصر إبان ثلاثينيات القرن الماضي، تزامناً مع ذروة حركة الأفلام والمسرحيات، ولذا اشتهرت بالرقص نساء مصريات، مثل سامية جمال وسهير زكي ونجوى فؤاد ونعمت مختار وتحية كاريوكا، وآخرهن فيفي عبده، التي لا تزال تمارس الرقص رغم تقدمها في العمر. 

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار