Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع إصابات كورونا لم يحسن أوضاع مستشفيات بريطانيا

مستشفيات بريطانيا تتعثر أمام لوائح انتظار طويلة ونقص طواقم العمل واختلاط مرضى الجائحة مع غيرهم

مستشفيات بريطانيا لم تتنفس الصعداء مع تراجع جائحة كورونا فيها (أ ف ب)

لا تزال وحدات العناية المركزة في المستشفيات البريطانية ترزح تحت ضغط كبير على الرغم من تراجع أعداد المصابين بـكوفيد- 19. أطلق ذلك التحذير رئيس "جمعية العناية المركزة" مع لجوء أعداد متزايدة من المستشفيات التابعة لـ"خدمة الصحة الوطنية" إلى إلغاء عملياتها في أنحاء إنجلترا.

وفي هذا السياق، صرح ستيفن ويب، وهو مستشار في العناية المركزة ونائب المدير الطبي في إدارة مستشفى رويال بابورث، إلى صحيفة "اندبندنت" بأن عدداً من وحدات العناية المركزة تعاني وضعاً صعباً وضبابياً على الرغم من التراجع الملحوظ في أعداد المصابين بفيروس كورونا في الأسابيع القليلة الماضية.

ومع وجود ما يناهز 900 حالة من مرضى "كوفيد" في أقسام العناية المركزة في أنحاء إنجلترا، أشار ويب إلى أن هذا يشكل أكثر من 20 في المئة من إجمالي قدرات وحدات العناية المركزة في وقت تعاني فيه "خدمة الصحة الوطنية" أزمة خلال الصيف تتمثل في الطلب على خدمات الطوارئ من قبل غير مرضى "كوفيد"، فضلاً عن الضغط الناتج عن إجراء مزيد من العمليات بهدف تقليص لوائح الانتظار المتزايدة.

وتأتي تعليقات ويب في وقت أعلن فيه عن إلغاء مزيد من العمليات في مستشفيات "نيوكاسل أبون تاين" و"تجمع مستشفيات نوتينغهام الجامعية" التابعة لـ"خدمة الصحة الوطنية".

تراجع العدد الإجمالي لمرضى فيروس كورونا في المستشفيات في أرجاء إنجلترا إلى أقل من 5000 مريض جراء الانخفاض الملحوظ في عدد الحالات الإيجابية [المصابة بكورونا] المسجلة في البلاد منذ نهاية يوليو (تموز) الماضي.

وكذلك نقل الدكتور ويب إلى "اندبندنت" ملاحظة مفادها أن "الإصابات بفيروس "كوفيد" تتراجع، لكن ذلك لا يؤثر كثيراً على المستشفيات وأقسام العناية المركزة فيها. وفي الوقت الحالي، يبدو الوضع في أقسام العناية المركزة صعباً وضبابياً للغاية لأسباب مختلفة تماماً عن الموجتين الأولى والثانية من الوباء".

واستطراداً، شرح ويب أنه خلال الموجات السابقة للفيروس، أوقفت "خدمة الصحة الوطنية" كثيراً من عملياتها الجراحية المقررة آنذاك جراء العدد الهائل من مرضى "كوفيد" مع عمل عدد كبير من أقسام العناية المركزة على مضاعفة قدرتها الاستيعابية مرتين أو حتى ثلاث مرات، في ظل بلوغ عدد المرضى في العناية المشددة رقماً غير مسبوق ناهز الـ4100 مريض في يناير (كانون الثاني) 2021.

وأشار الدكتور ويب إلى أنه عوضاً عن ذلك، تواجه "خدمة الصحة الوطنية" حالياً "ثلاث عثرات" تتمثل في مرضى الطوارئ سواء من المصابين بكورونا أو غيرهم، مبيناً أن "أقسام الحوادث والطوارئ في المستشفيات مكتظة بالكامل ويكون أولئك المرضى في حالة حرجة فعلاً. سيحتاج البعض منهم أسرة في أقسام العناية المركزة". وأضاف أن الحاجة اليوم تتمثل في إجراء مزيد من العمليات الجراحية المقررة بهدف الحد من لوائح الانتظار.

واستطراداً، يعني تزايد أعداد الإصابات بـ"كوفيد" في أوساط الشباب بأن المرضى في أقسام العناية المركزة سيبقون لفترة أطول من المعتاد، وقد يستغرق الأمر بضعة أسابيع أحياناً. في وقت يتحتم فيه على عديد من أفراد طواقم العمل في "خدمة الصحة الوطنية" الخضوع للعزل الذاتي ويتغيب بعضهم عن العمل بداعي المرض، في حين حجز آخرون للذهاب في إجازات سنوية تأجلت في ذروة تفشي الوباء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف ويب، "لهذه العوامل لا يزال الضغط في أقسام العناية المركزة يشكل مشكلة أساسية. يكمن السبيل الوحيد في التأقلم مع فيروس "كوفيد" والتعامل مع الطلب المتصاعد، في زيادة قدرات العناية المركز في "خدمة الصحة الوطنية" ومستشفياتها".

في ذلك الصدد، يشار إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، اضطرت المستشفيات في أنحاء إنجلترا إلى تأجيل العمليات غير الطارئة، بما في ذلك تلك التي تتعلق بمرضى السرطان. وتشمل المستشفيات التي تأثرت بذلك الوضع مستشفيات ليدز وبرمنغهام ومانشستر ولندن ونيوكاسل وبارنسلي.

وتعاني إدارة "مستوصف رويال فيكتوريا" في "نيوكاسل أبون تاين" من ضغط هائل في قسم الحوادث والطوارئ مع وجود أكثر من 60 مريضاً بكورونا في الأسرة العادية و17 في العناية المركزة. ويضاف إلى ذلك أن الإدارة ألغت عدداً من العمليات الجراحية غير الطارئة.

وفي سياق متصل، أعلنت دام جاكي دانيالز المديرة التنفيذية للمستشفى أن "قسمي الطوارئ والتقييم لدينا شهدا 24 ساعة من الضغط الكبير بعد أسابيع من استقبالنا أعداداً غير مسبوقة من المرضى. ويشهد طاقم عملنا طلباً لا هوادة فيه، لكننا نستمر في الاستجابة لكل الحالات برعاية ولطف وتعاطف لا مثيل لها".

وفي نوتنغهام، افتتح جناحان للعمليات الجراحية الروتينية تماشياً من تزايد عدد المرضى. وإجمالاً، خصصت ثلاثة أجنحة للمساعدة في التعامل مع الضغوطات. ويضم تجمع مستشفيات "خدمة الصحة الوطنية" في تلك المنطقة، 85 مصاباً بكوفيد في الأسرة العادية و18 في قسم العناية المركزة مع إلغاء عدد صغير من العمليات.

وأبلغت "اندبندنت" أن عديداً من المرضى الموجودين في العناية المركزة هم من الشبان الذين لا يعانون أمراضاً سابقة، ولم تتلق غالبيتهم اللقاح.

في ذلك الإطار، أكدت دوان ماكلين، نائبة مدير العمليات في "مستشفيات نوتنغهام الجامعية"، أن تلك المؤسسات "اتخذت قراراً مؤقتاً بتغيير وجهة استخدام بعض من أجنحتنا، بهدف المساعدة في رعاية الأعداد المتزايدة لمرضى كورونا".

ووفق كلماتها، "نستمر في رؤية مزيد من المرضى ممن يدخلون إلى مستشفياتنا، إضافة إلى زيادة الطلب في قسم الطوارئ. لكننا ما زلنا نجري الغالبية العظمى من العمليات الجراحية، ونحث الجميع على أخذ اللقاح والحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها من خلال اللجوء إلى خدمة المساعدة المباشرة 111 التي وضعتها "خدمة الصحة الوطنية" تحت تصرف الجمهور".

© The Independent

المزيد من صحة