قُتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة عناصر في ميليشيا "حزب الله" في منطقة خلدة جنوب بيروت، الأحد الأول من أغسطس (آب) الحالي، وفق ما أفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية، في "كمين" استهدف مشاركين في تشييع عنصر حزبي قُتل السبت في عملية ثأر.
واندلعت إثر ذلك اشتباكات مسلحة بين مؤيدي "حزب الله" وسكان المنطقة من العشائر العربية، تسببت بسقوط عدد من الجرحى، وفق المصدر ذاته، في وقت أعلن الجيش اللبناني أن وحداته المنتشرة في خلدة ستقوم "بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يكون على الطرقات".
وغرّد الجيش اللبناني عبر "تويتر" قائلاً، "وحدات الجيش المنتشرة في خلدة سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يكون على الطرقات في خلدة وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر".
وأوضح الجيش في بيان، أنه حوالى الساعة 16:30 بالتوقيت المحلي، "أثناء تشييع المواطن علي شبلي في منطقة خلدة، أقدم مسلحون على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، مما أدى إلى حصول اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا وجرح عدد من المواطنين وأحد العسكريين، وقد سارعت وحدات الجيش إلى الانتشار في المنطقة وتسيير دوريات راجلة ومؤللة".
ووصلت قوة من مغاوير الجيش اللبناني وعدد كبير من الملالات والدبابات إلى خلدة، حيث خلت الطرقات من المارة وسط إطلاق نار متقطع، فيما نقلت سيارات الإسعاف عدداً من المصابين إلى المستشفيات.
دعوات للتهدئة
وأكد "حزب الله" في بيان أن قيادته "تتابع الموضوع باهتمام كبير ودقّة عالية، وتطالب الجيش والقوى الأمنية بالتدخل الحاسم لفرض الأمن والعمل السريع لإيقاف القتلة المجرمين واعتقالهم، تمهيداً لتقديمهم إلى المحاكمة".
رئيس مجلس الشورى للعشائر العربية في لبنان الشيخ كرم الضاهر دعا من جهته في بيان، القوى الأمنية إلى "التدخل والسعي للتهدئة"، متمنياً على "القيادات السياسية المعنية العمل على إحتواء الأزمة"، وطلب من "جميع أبناء العشائر العربية في لبنان ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتن".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك طلب رئيس الجمهورية ميشال عون من قيادة الجيش اتخاذ "الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء إلى المنطقة، وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين وتأمين تنقّل المواطنين بأمان على الطريق الدولية".
واعتبر أن "الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولا بد من تعاون جميع الأطراف تحقيقاً لهذا الهدف".
الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، دعا بدوره أبناء المنطقة إلى "الوعي وضبط النفس حقناً للدماء وعدم الانجرار إلى الفتنة والاقتتال الذي لا طائل منه".
وأعلن تيار المستقبل أنه يتابع "تطورات الوضع الأمني الخطير في خلدة"، ويجري اتصالاته "للعمل على التهدئة وعدم الانجرار وراء أي فتنة". ودعا التيار باسم رئيسه النائب سعد الحريري، "جميع اللبنانيين إلى الوعي والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة النعرات".
وأكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط استعداده "لإقامة الصلح إلى جانب رئيس (مجلس النواب) نبيه بري والشيخ سعد الحريري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتي عبد الأمير قبلان، ولكن بداية لا بد للجيش أن يوقف مطلقي النار وثم إحالتهم على المحاكمة، فعلى الدولة أن تتحرك أولاً".
الثأر
ونقلت قناة "أل بي سي" المحلية عن مصادر عسكرية قولها إن "ملالات الجيش تمكنت من إخراج 15 شخصاً من المشيّعين الذين رافقوا جنازة علي شبلي وكانوا حوصروا داخل منزله في خلدة، كما أُخرج جثمان شبلي مع الإسعاف إلى خارج المنطقة".
وجاءت الاشتباكات الأحد غداة قتل عضو "حزب الله" علي شبلي السبت خلال حفل زفاف، وذلك "انتقاماً" لقتل أحد أتباع العشائر العربية المقيمة في خلدة في اشتباكات سابقة في المنطقة، وفق ما قالت العشائر في بيان.
وأبدى الساسة قلقهم من الواقعة التي ما زالت أبعادها تتكشف عاكسة التوتر في لبنان وسط مخاوف من تصاعد الأحداث وتحوّلها إلى كوارث في وقت تشهد البلاد فراغاً سياسياً.