Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ناقلات نفط إيرانية تتجاوز رقابة "العيون الأميركية" وتفرغ حمولتها في ميناء بانياس السوري

طهران تحاول بشتى الوسائل كسر الطوق الأميركي الخانق المفروض عليها

برميل فارغ من المازوت قبالة شواطئ اللاذقية (اندبندنت عربية)

روت مصفاة بانياس في غرب سوريا أخيراً ظمأها من النفط الخام الذي زودتها به إيران، فسرّعت عجلة العمل بعد إنتاج بطيء وخجول إبان إقلاعها، وذلك بعدما كسرت شحنات النفط الإيراني الحصار على شواطئ المتوسط قبالة سوريا، لتفرّغ حمولة قُدرت بمليون برميل من الخام بعد توقف الخط الائتماني، وتحدي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وسوريا.

كسر الحصار

وشكلت شحنة النفط الإيرانية بحراً وشحنة أخرى استقدمها رجل أعمال، بعد إفراغهما في ميناء بانياس في الأسبوع الأول من شهر مايو (أيار) الحالي، مفاجأةً غير متوقعة في وقت يعيش الساحل السوري حال حصار أميركي مضنٍ يطبَّق على كل الواردات النفطية التي تصل من دول وشركات أو رجال الأعمال.
وكشفت شركة متخصصة في الملاحة البحرية وتعقب الحاملات النفطية أنها رصدت نقل حاملة نفط إيرانية شحنتين من تلك المادة الحيوية وصلت سعتهما إلى مليون برميل. واعتبرت الشركة ((Tanker Trackers أن "طهران استأنفت التجارة غير الشرعية في وقت انكمشت صادراتها من النفط حتى وصلت إلى صفر".
في المقابل، تصرّ إيران على أن معروضها النفطي لن يصل إلى الصفر ولن تسمح بذلك، في حين باستطاعتها تصدير 500 ألف برميل بدءًا من الشهر الحالي، وفق ما أعلنه مسؤول إيراني أثناء تفسير وصول تلك الشحنات إلى ميناء بانياس.


​​​​​​​زيادة الطاقة

من جهة أخرى، وصف مصدر حكومي سوري لم يصرح عن هوية الشحنات النفطية، الخطوة بأن "فيها الكثير من التحدي لأميركا"، من دون أن يكشف أيضاً عن هوية مالك تلك الشحنات. وأضاف المصدر ذاته أن وصول الشحنات يشكّل تحدياً لعقوبات واشنطن على النظامين السوري والإيراني معاً وأن الشحنة شكلت دعماً لمخزون مصفاة بانياس. وتابع "وصل قرابة مليوني ليتر، ومع وصول شحنة النفط الخام ستمنح هذه الكمية لمصفاة التكرير طاقة تشغيلية لعشرات الأيام وبالتالي ستؤمن جرعة قوية للواردات من البنزين والمازوت لمحطات الوقود في المحافظات السورية التي تتقلص فيها أزمة الوقود تدريجياً".

التلويح بالاصطدام

ويُعدّ تدخل إيران من خلال هذا التحدي، اصطداماً مباشراً مع واشنطن التي تلوّح بسلاح البحرية مع وصول حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى الشرق الأوسط وعبورها قناة السويس في 9 مايو الحالي، في طريقها إلى الخليج العربي، مع قاذفة الصواريخ بي 52، رداً على التهديدات الإيرانية، منذرةً باصطدام عسكري محتمل.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن عن نية بلاده كسر الحصار المفروض عليها بعد بداية تدهور الاقتصاد الإيراني، إذ تكسب طهران من النفط ما يدخل إلى خزينتها حوالى 50 مليار دولار سنوياً.

أوراق ضغط

في غضون ذلك، ذكرت مصادر مأذونة أن إيران لن تكتفي بموقع المتفرج إزاء ما يحدث قبالة سواحلها من إقفال الباب على إنتاجها النفطي، وأنها ستتحرك بلا شك في اتجاهات عدة، وهي تملك أوراق ضغط كثيرة، بعيداً عن مضيق هرمز. وتفيد معلومات بأنه منذ أول شهر مايو الحالي، اتخذت إيران قراراً بتصدير النفط لزيادة دخلها من العملة الصعبة وخفض الإنفاق. وسيتجه أسلوب الرد الإيراني وفق مراقبين نحو التصعيد، بالانتقال من الحرب الباردة اقتصادياً إلى الاصطدام المباشر في حال استمر تصدير النفط. ويرجَح أن الأمر لن يطول قبل حدوث مناوشات بحرية. وسيكون الرد باتجاه محورين، الأول كسر القيد المفروض عليها عبر تحريك حاملات النفط للتصدير إلى البلدان الحليفة، بينما يبرز الرد الثاني عبر استخدام أسلوب الضغط على المجتمع الدولي بورقة اللاجئين الأفغان الذين يُقدَّر عددهم بـ 3 ملايين شخص.

خارج الأسواق

وتشددت واشنطن في تعاملها مع طهران بعد أسبوع من انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، فارضةً عقوبات جديدة طاولت بعد الطاقة، قطاعاً هو المعادن. وسبّب الحظر التجاري بتراجع الاقتصاد الإيراني تحت وطأة الحصار، خصوصاً أن مبيعات النفط الخام تشكل الداعم الأول لاقتصاد إيران، وقد يدفعها ذلك نحو التجارة النفطية خارج الأسواق الرسمية أي تهريب الطاقة من نفط ومشتقاته بعيداً عن العيون الأميركية.
في المقابل، يُرجّح عدم نجاح إيران في ذلك وإن تمكنت من تصدير عددٍ من الشحنات، لأن "العيون" في السماء تراقب وفق ما قال سمير مدني وهو صاحب شركة تتبع ناقلات النفط، يواكب الناقلات الإيرانية منذ ثلاث سنوات من خلال بيانات يجمعها من حرس السواحل الأميركي والأقمار التي ترصد البحر.

طريقة الوصول

وكشف مدير شركة التتبع عن طريقة وصول الناقلة الإيرانية إلى السواحل السورية وكيف أفلتت من المراقبة، فقال في حديث لشبكة CNBC الأميركية، إنه استناداً إلى نظام التعرف التلقائي لدى حرس السواحل الأميركي، غادرت شحنات نفط إيرانية على متن الناقلة في مارس (آذار) الماضي متجهة إلى موانئ شرق تركيا. ولاحظ أنه عادةً ما تتجه إلى موانئ غرب تركيا، حيث المصافي التركية، لكنها رست لمدة 3 أسابيع قبل أن تغادر ميناء إسكندرون لتطفئ بعدها في 7 مايو أجهزة الإرسال قرب الساحل السوري، حيث أفرغت حمولتها قرب ميناء بانياس.
وتدفع إيران بعد تهاوي كل التحصينات وأوراق الضغط، في اتجاه الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها، وهي اليوم تطرق الباب الأوروبي. ويقول مسؤولون إيرانيون إنهم على وشك إنجاز اتفاق لبيع النفط لدول أوروبية مع إنشاء شركات مالية قادرة على حلحلة العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة التي تعد العدة لتشديد الحصار عليها.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط