Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استبعاد رواية عن العنصرية في اسكتلندا بدعوى ترويجها مقولة الأبيض المنقذ

مدرسة في إدنبره أزالتها متذرعة بضرورة استبدال الروايات الكلاسيكية بنصوص أقل إشكالية

تحولت رواية "قتل الطائر المحاكي" فيلماً هوليوودياً كلاسيكياً أدى بطولته غريغوري بيك (إلى اليسار) في 1962 (رويترز)

قررت إحدى المدارس الثانوية في اسكتلندا، وقف اعتماد الرواية الأدبية الكلاسيكية "قتل الطائر المحاكي" To Kill A Mockingbird (حازت جائزة "بوليتزر"، وتُرجمت إلى العربية تحت عنوان "أن تقتل طائراً بريئاً") في مناهجها الدراسية، بعدما اعتبر المعلمون أن الكتاب يروج سردية تروج لـ"الرجل الأبيض المُنقِذْ".

وأورد قسم اللغة الإنجليزية في مدرسة "جيمس غيليسبي الثانوية" في إدنبره، سبباً آخر لحذف رواية المؤلفة الأميركية هاربر لي من قائمة الكتب الواجبة القراءة لديها، يتمثل في تكرار مصطلح يرمز إلى استعباد العرق الأسود هو كلمة "عبد" (Nigger باللغة الإنجليزية)، أكثر من 40 مرة.

ويُدرس الكتاب الذي نُشر في 1960 على نطاق واسع في المدارس، بهدف تسليط الضوء على قضية الظلم العنصري.

وسيجرى في المقابل شطب كتاب "فئران ورجال" Of Mice and Men  للمؤلف جون شتاينبك، الذي نُشر في 1937، وكذلك لن يُدرس في المدرسة نفسها، بسبب اندثار الفرضية السائدة "قديماً" في تصنيف الأفراد المنتمين إلى العرق الأسود.

واعتبر ألان كروسبي المسؤول عن مناهج اللغة الإنجليزية في المدرسة الثانوية في إدنبره، أنه يجب سحب النصوص من مناهج الدراسة في السنة الثانوية الثالثة، أو الـ"أس 3" S3، التي تعادل تقريباً السنة العاشرة في مدارس إنجلترا وويلز، والسنة الحادية عشرة في إيرلندا الشمالية.

ومن المرجح أن تقوم المدرسة بدلاً من ذلك، بالتركيز على أعمال أدبية حديثة ككتاب أنجي توماس "الكراهية التي تسببها أنت" The Hate U Give الحائز جائزةً أدبية، وكتبته المؤلفة رداً على مقتل الشاب أوسكار غرانت ابن الثانية والعشرين سنة، برصاص الشرطة الأميركية في 2009 في أوكلاند، ولاية كاليفورنيا.

وتأتي هذه الخطوة كجزء من الجهود الآيلة إلى "إنهاء الاستعمار" في المناهج التعليمية واستبدال النصوص التي تنطوي على "إشكاليات"، بأخرى تعبر عن الأشخاص الملونين وتمثلهم بصورة أفضل من خلال جعلهم شخصيات رئيسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي معرض حديثه خلال الاجتماع السنوي العام لاتحاد "المعهد التعليمي في اسكتلندا" Educational Institute of Scotland (أكبر اتحاد تعليمي في اسكتلندا، يُعنى بتطوير المدرسين والمهنة) في يونيو (حزيران) الفائت، أشار كروسبي إلى إنه "ربما ما زالت تقبع على رفوف مكتباتنا، وفي كل قسم لغة إنجليزية في البلاد، كتبٌ كـ"فئران ورجال" و"قتل الطائر المحاكي". إنها مؤلفات تُدرس الآن بوتيرة أقل، بفعل تقادم الزمن عليها، ولأنها باتت تمثل إشكالية وعقبة في مسارنا نحو إنهاء الاستعمار في المناهج التعليمية".

وأضاف المسؤول في مدرسة "جيمس غيليسبي الثانوية" في إدنبره، "أن الشخصيات الرئيسية في هذه الكتب لا تعود إلى أفراد ملونين. إضافةً إلى ذلك، أن مفهوم "تمثيل" الأشخاص الملونين، واعتماد لهجة مستوحاة من مصطلح "عبد" Nigger (الذي يُستخدم للإشارة عنصرياً إلى الأشخاص السود)، والكلام على دور "المنقذ الأبيض" على غرار ما يحصل في رواية "قتل الطائر المحاكي"، إنها كلها عوامل دفعتنا إلى أخذ قرار على مستوى القسم، بعدم اعتماد مثل هذه النصوص في المناهج التي نريد تدريسها لطلابنا في السنة الثالثة، بعد اليوم".

في المقابل، رأى ستيفن كيلي مدير مدرسة "ليبرتون هاي" Liberton High في إدنبره، أن هناك حاجة إلى تنويع المناهج الدراسية وتطوير "ثقافة مناهضة للعنصرية، تسلط الضوء على الصور النمطية السائدة والمفاهيم المتمحورة حول تفوق العرق الأبيض، وتنادي بضرورة "تمثيل" الملونين".

من زاوية أخرى، أكد كيلي رفضه منطق حظر تدريس تلك الكتب في المدارس، مقترحاً في المقابل استخدام مؤلفات على غرار "قتل الطائر المحاكي" و"فئران ورجال" كأمثلة نموذجية في التدريس بهدف شرح حقيقة فكرة "المنقذ الأبيض".

© The Independent

المزيد من كتب