Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا: ثلاثة أرباع الأطفال المعتقلين بشبهة جرائم إرهابية متطرفون

أجهزة الشرطة تحض أولياء الأمور على التنبه لإشارات التطرف الراديكالي عبر الإنترنت، وسط تصاعد "غير مسبوق" لهذه الموجة

إحدى المظاهرات المتطرفات في بريطانيا تحمل لافتة تطالب فيها بايقاف ما أسمته بـ "الغزو الصامت" (أ ف ب/غيتي)

أفادت أجهزة الشرطة بأن ثلاثة أرباع عدد الأطفال الذين تم اعتقالهم للاشتباه في ارتكابهم جرائم إرهابية في بريطانيا، هم متطرفون من أقصى اليمين، داعيةً الأهالي إلى توخي الحذر من موجة تشجيع على التطرف تحدث عبر الإنترنت.

وتظهر أرقامٌ صدرت أخيراً في المملكة المتحدة، أن من بين 21 شخصاً ما دون سن الثامنة عشرة، جرى اعتقالهم في العام المنتهي في أبريل (نيسان) الفائت، كان 15 منهم على صلة بإرهابيي اليمين المتطرف في البلاد.

وتشير الإحصاءات إلى أن 13 في المئة من مجمل المشتبه بارتكابهم جرائم إرهاب من المحتجزين، هم الآن من فئة الأطفال، ما يشكل ارتفاعاً عن معدل 5 في المئة، في غضون عام واحد.

متحدث باسم "شرطة مكافحة الإرهاب" Counter Terrorism Policing  علق على الموضوع بالقول: "إن هذا التزايد المثير للقلق يشهد نمواً مطرداً منذ عام 2015، عندما كان الشباب الذين تقل أعمارهم عن 24 سنة، يشكلون أقل من 20 في المئة من عمليات الاعتقال بتهم الإرهاب التي نفذها اليمين المتطرف، بينما في عام 2020 باتوا يشكلون نحو 60 في المئة من تلك الاعتقالات".

أما في ما يتعلق بالمراهقين الستة الباقين، فيُعتقد أنه يوجد من بينهم "جهاديون"، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى في هذا الصدد. وسبق أن أخضع عددٌ من الأطفال للمحاكمة بعد الكشف عن مؤامراتٍ بتنفيذهم هجمات، منهم فتى يبلغ من العمر 17 سنة، سُجن بتهمة التحضير لأعمال إرهابية أعد لها "نازيون جدد" في نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان بول دانليفي (لاعب ركبي مراهق دين بجرائم إرهابية) قد أجرى أبحاثاً عن طريقة تحويل مسدسٍ صوتي إلى سلاح حقيقي، وقدم "النصح والتشجيع" لزملائه المتطرفين عبر الإنترنت.

وفي يناير (كانون الثاني) عام 2020، سُجن المراهق جاك ريد، الذي كان آنذاك في السابعة عشرة من العمر، بتهمة الإعداد لأعمال إرهابية، بعدما شرح تفاصيل مخططاته الهادفة إلى تفجير معابد يهودية ومبانٍ أخرى في منطقة دورام، كجزءٍ مما كان يعتقد بأنها "حربٌ عرقية" آتية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان قد صدر حكمٌ على أصغر مجرمٍ إرهابي معروف في المملكة المتحدة في فبراير (شباط)، بعد تجنيد أعضاء لمجموعة من النازيين الجدد. الفتى الذي لا يمكن الكشف عن اسمه لأسبابٍ قانونية، كان يبلغ من العمر 13 سنة عندما ارتكب أول جريمة له، وأصبح جزءاً من شبكةٍ دولية على الإنترنت تضم متطرفين من أقصى اليمين.

وأوضحت الشرطة أن عدد الأطفال الذين يتم القبض عليهم لارتكابهم جرائم إرهابية هو في تزايدٍ مستمر "بمعدل غير مسبوق"، ودعت الأهالي إلى التنبه لما يجري من تطرف عبر الإنترنت. وحذرت من أن تنامي التطرف ينجم عن استهداف الأطفال من جانب المتطرفين الأكبر سناً، وذلك من خلال وسائل عدة بما في ذلك الألعاب الإلكترونية متعددة اللاعبين، ومنصة "يوتيوب"، ومنتديات الدردشة. 

وفي هذا السياق، رأى نيك آدامز كبير مفتشي الشرطة البريطانية، وهو المنسق الوطني لبرنامج مكافحة التطرف "بريفنت"Prevent  (يُعد جزءاً من استراتيجية مكافحة التطرف في المملكة المتحدة)، أن الاتجاهات الراهنة في البلاد تبدو "مثيرةً للقلق على نحوٍ لا يُصدق".

وأضاف: "يتعين علينا كمجتمع أن نبذل المزيد من الجهود لحماية الأطفال من هذا التهديد. إن شرطة مكافحة الإرهاب تسعى إلى المساعدة في زيادة الوعي لدى الأهالي والأصدقاء والعائلات، بغية التعرف إلى المؤشرات التي يمكن من خلالها أن يقع الأطفال ضحايا التطرف".

وأشار إلى واقع أن "ليس جميع الأطفال هم فريسة سهلة، لكن بعضهم معرض للخطر. من هنا يتعين أن يكون أولياء الأمور على دراية بالمخاطر، كي يتمكنوا من حماية أطفالهم عندما تدعو الحاجة".

واعتبر أن ذلك "يتطلب من الأهالي والأصدقاء والأسر مساعدتنا من خلال التحدث مع أطفالهم في ما يشاهدونه عبر الإنترنت، والتصرف بشكل مبكر من خلال مشاركة مخاوفهم وطلب الدعم اللازم إذا كان لديهم أي خشية من أن أحد أحبائهم يمكن أن يكون عرضةً لخطر الجنوح نحو التطرف".

ولفت آدامز إلى أن "طلب المساعدة هو خطوة صعبة تتطلب الجرأة، لكن يجب أن نتمكن من مواجهة الأمور على حقيقتها، والنظر إليها على أنها خطوة لن تفسد حياتهم بل على العكس قد تنقذهم"، مشدداً على "ضرورة التصرف والتحرك في وقت مبكر".

تجدر الإشارة إلى أن الشرطة البريطانية توفر طيفاً من المعلومات والموارد المهمة ذات الصلة من خلال الموقع الإلكتروني netmums.com الخاص بالأهالي، بما في ذلك بعض المؤشرات التي يتوجب التنبه إليها، ومجموعة من النصائح المتعلقة بحماية الأطفال.

وسيستضيف الموقع ما يشبه "عيادة استقبال من دون مواعيد" برعاية الشرطة، حيث يمكن للأهالي الدخول إليها وطرح أسئلتهم على أحد عناصر الشرطة المسؤولين عن برنامج "بريفنت"، وطلب المشورة.

وتدعو الشرطة أي شخص تساوره مخاوف، أو لديه أي اشتباه في احتمال تعرض أحد الأفراد للتطرف، إلى زيارة الموقع الإلكتروني: www.actearly.uk أو الاتصال بخط المساعدة المحلي الخاص ببرنامج "بريفنت" على الرقم: 08000113764

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات