Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 صفقة تبادل أسرى على "نار خفيفة" بين حماس وتل أبيب

طلبت إسرائيل معلومات حول الوضع الصحي والنفسي للمحتجزين في غزة

مفاوضات غير مباشرة بين وفدي إسرائيل و"حماس" في القاهرة برعاية جهاز الاستخبارات المصرية (اندبندنت عربية)

فور وقف القتال العسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية الذي دخل حيّز التنفيذ في 21 مايو (أيار) الماضي، اشترطت تل أبيب إعادة المحتجزين في قطاع غزة من أجل السماح بإعادة الإعمار وتحسن أوضاع السكان الحياتية، إلا أن حركة "حماس" رفضت ربط الملفين، فيما أعلنت جاهزيتها لبدء مفاوضات غير مباشرة بغية إتمام صفقة تبادل الأسرى المرتقبة.

وأتت موافقة "حماس" منسجمة مع المبادرة الإنسانية التي أعلنها رئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار العام الماضي، بموافقة الحركة على تقديم تنازلات بطابع إنساني من أجل الدفع قدماً لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، ما حظي بقبول رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو حينها، وأبدى ارتياحاً لإحراز تقدم في هذا الملف.

في المقابل، تحتجز "حماس" أربعة إسرائيليين في القطاع، بينهم الجنديان أرون شاؤول وهدار غولدين، اللذان أُسرا في العملية العسكرية عام 2014، وتدّعي تل أبيب أنهما قتلا، في حين لم تفصح الحركة عن أي معلومات بشأنهما. والآخران هما هشام السيد وأفيراهم منغستو، وتفيد إسرائيل ومنظمة العفو الدولية بأنهما مدنيان، فيما يوضح ذووهما أنهما جنديان سُرّحا من الجيش، ولم تدل حماس بأي معلومات بشأنهما.

معلومات عن صحة ونفسية الجنود

ومنذ تسلّم نفتالي بينت رئاسة الحكومة في إسرائيل، أبدى اهتماماً كبيراً في ملف المحتجزين لدى "حماس"، إذ زار وفد من تل أبيب العاصمة المصرية ثلاث مرات، للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع الحركة، تناقش شروط الطرفين.

وكانت الزيارة الأخيرة يوم الأربعاء 30 يونيو (حزيران) الماضي، وضم وفد إسرائيل منسق الأسرى والمفقودين يارون بلوم والمسؤول الكبير في مجلس الأمن القومي نمرود غاز، فيما شاركت في وفد "حماس" شخصيات عسكرية، لم يُفصح عن أسمائها.

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن مصر سلّمت وفدي إسرائيل و"حماس" المعايير العامة لصفقة التبادل المحتملة، وعلى أساسها شرع الطرفان في مفاوضات غير مباشرة، تناقش شروط الجانبين لإتمام ذلك.

وهذه المرة الأولى منذ موافقة الطرفين على الدخول في مفاوضات لبحث شروط الصفقة، تشارك فيها شخصيات ذات مستوى عالٍ من إسرائيل والحركة، وتفيد المعلومات بأن التفاوض الأخير وُصف بالمرحلة الاستكشافية، وشابهت هذه الجولة تلك التي عقدت في القاهرة عام 2011، وجرى خلالها التوصل إلى صفقة أفرجت فيها "حماس" عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول ما جرى في المفاوضات غير المباشرة، طلب وفد إسرائيل من الحركة معلومات (عن الوضعين الصحي والنفسي) للمحتجزين في غزة، لإقناع الحكومة المصغرة في تل أبيب (الكابينت) بإحراز تقدم في الملف، إلا أن وفد "حماس" اشترط الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الكبار في السن والمرضى، مقابل أي معلومات.

اجتماع للكابينت لحسم الصفقة

وبحسب مصادر مطلعة على مفاوضات التحضير لصفقة التبادل، فإن بلوم، حاول ابتزاز "حماس" بربط الملف بالمساعدات الإنسانية وتنفيذ مشاريع اقتصادية وإعادة إعمار غزة، إلا أنه تنازل عن ذلك لدفع الملف قدماً. فيما تشير المعلومات إلى أن إسرائيل لم تتنازل عن شروطها بشكلٍ كلّي، إذ وعدت بتقديم تسهيلات خفيفة لسكان القطاع الفترة الحالية، على أن يجري الانفراج الكبير بعد إتمام الصفقة.

وفي الحقيقة، لم يتوصّل الوفدان برعاية مصرية إلى أي نتائج ملموسة، إذ إن الوفد الإسرائيلي لا يمتلك قراراً بالموافقة على أي شروط، ومهمته فقط الاستماع إلى ما تريده "حماس" وتقديم مطالبه لوفدها، على أن تجري مناقشة ذلك في المجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر (الكابينت) لبتّ الموافقة على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

انتهت جولة المفاوضات، ونقلت القناة العبرية الرسمية عن مسؤولين إسرائيليين أن على "حماس" الإدراك بأن التقدم في الصفقة لا يعني الموافقة على إطلاق سراح سجناء أيديهم ملطخة بالدماء.

ويتوقع أن يُعقد الكابينت قبل يوم الأربعاء المقبل (7-7-2021)، لمناقشة ما إذا كان سيُحرز تقدم في صفقة التبادل المرتقبة على أساس الإفراج عن سجناء فلسطينيين، أو عدم التنازل عن شروط الحكومة الإسرائيلية بأن ملف إعمار غزة وتحسين الحياة للسكان مقابل المحتجزين، بالتالي إبلاغ الوسطاء المصريين بالموقف النهائي.

من دون تقدم رسمي

في سياق متصل، يقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية أشرف العجرمي إن المفاوضات بدأت بالفعل بين ممثلين عن "حماس" وآخرين عن مكتب رئيس الحكومة نفتالي بينيت، وثمة جهود مصرية لحلحلة الموقف بين الجانبين، متوقعاً أن تُنجز الصفقة في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد.

وتحاول "حماس" على المستويين الرسمي والإعلامي إدارة ملف صفقة التبادل بسرّية كاملة وبعيدة من الإعلام حتى لا يجري تسريب أي معلومات من الممكن أن تعرقل مسار المفاوضات غير المباشرة.

ويقول الناطق باسمها حازم قاسم إن الجناح العسكري "كتائب القسام" تدير الملف بطريقة معقدة على المستويات الاستخبارية والأمنية والسياسية، وسط جهد كبير من إسرائيل لإبطال مفعول المفاوضات غير المباشرة.

إلا أن عبد اللطيف القانوع، الناطق أيضاً باسم "حماس"، فيوضح أن لا توجد تطورات رسمية في ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، وحركته مصرّة على الفصل بين المسارات المختلفة وعدم ربط قضية المحتجزين في غزة بملف إعادة الإعمار والحصار.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط