Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنافس العملات المشفرة البنوك في الإقراض؟

معدلات الفائدة السنوية التي تقدمها منصات التداول ما بين 7 و12 في المئة وهي أكثر بثلاثة أضعاف من تلك التي تطرحها المصارف

أصبحت الأصول الرقمية هي الأكثر شيوعا خلال العام الماضي (رويترز)

يجني المتداولون عوائد مجزية من خلال إقراض العملات المشفرة، إذ يوفر المجال سريع النمو للتمويل اللامركزي، فرصاً جديدة ولكنها محفوفة بالمخاطر للغاية لكسب المال، في وقت نما عدد المنصات الموجهة للمستهلكين، والتي تقدم عوائد على أرصدة العملات الرقمية، بسرعة، حيث تتراوح معدلات الفائدة السنوية بين 7 و12 في المئة على العملات المختلفة مثل "بيتكوين" و"العملات المستقرة"، بما فيها عملة "تيثر"، بحسب "فايننشال تايمز".

ويمكن للتجار مطاردة معدلات أعلى من خلال ما يعرف بـ"زراعة الغلة"، وهي ممارسة تجوب عالم التمويل اللامركزي (هو شكل من أشكال التمويل القائم على "بلوك تشين"، وهو لا يعتمد على الوسطاء الماليين المركزيين مثل السمسرة أو البورصات أو البنوك لتقديم الأدوات المالية التقليدية، وبدلاً من ذلك يستخدم العقود الذكية على "بلوك تشين"، وأكثرها شيوعاً هو "إيثيريوم"، أو "دي إي أف آي" للحصول على أفضل العوائد المتاحة من مشاريع وعملات أكثر غموضاً، ويمكن لهذه الفرص قصيرة الأجل الإعلان عن أسعار فائدة تصل إلى عدة آلاف في المئة لجذب النقد الرقمي.

ويقول المتخصصون، إن شعبية استراتيجيات توليد العائدات المُعقدة تسلط الضوء على المخاوف بشأن ما إذا كان عملاء العملات المشفرة يفهمون تماماً المخاطر التي يتحملونها، ووجدت الأبحاث الحديثة التي أجرتها هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة، أن الفهم العام للعملات المشفرة قد انخفض، فقد أصبحت الأصول الرقمية هي الأكثر شيوعاً خلال العام الماضي.

وقال فابيان شير، الأستاذ في جامعة "بازل" الذي يدرس التمويل اللامركزي، "يكمن الخطر الذي يواجهه بعض مستثمري التجزئة في أنهم يرون أسعار الفائدة المرتفعة بشكل يبعث على السخرية، لكنهم لا يفهمون حقاً ما يجري وراء الكواليس".

ويمكن أن تبدو منصات العائد، التي غالباً ما تعلن عن منتجاتها على أنها "محافظ توفير" أو "حسابات فائدة"، بديلاً آمناً لمحاولة دخول سوق العملات المشفرة، ولكن يبقى الإقراض النقدي للعملاء هو الدعامة الأساسية لكثير من المنصات، على عكس البنوك التقليدية، كما تتداول بعض المنصات أموالاً لعملائها مباشرةً، أو تقدم قروضاً لعملاء التجزئة.

لكن هذه الخدمات تختلف اختلافاً كبيراً عن أمان الحساب المصرفي القياسي، إذ تعمل مع إشراف تنظيمي قليل نسبياً ولا تشكل حماية للمستثمرين إذا واجهوا خسائر، كما تحمل الأسعار المرتفعة المعروضة في مشاريع "دي إي أف آي" أيضاً مخاطر كبيرة تتمثل في البروتوكولات الخطأ أو القرصنة أو تقلبات السوق.

وحذر فابيان شير من الدخول في "دي إي أف آي"، وهي بروتوكولات تكرر العديد من وظائف الأسواق المالية التقليدية، فقط بحثاً عن العوائد. قائلاً، "هناك مخاطر كبيرة متضمنة وقد يخسر المُتداول كل شيء".

استراتيجية الفائدة

استراتيجيات كسب الفائدة على أرصدة العملات المشفرة موجودة منذ سنوات عدة، لكنها اكتسبت جاذبية جديدة للعملاء في الأشهر الأخيرة مع تراجع سوق العملات الرقمية، إذ انخفضت عملة "بيتكوين"، وهي أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، من أعلى مستوياتها بأكثر من 60 ألف دولار في أبريل (نيسان) الماضي إلى حوالى 34 ألف دولار، الخميس الماضي.

وقال ألين نج، الرئيس التنفيذي لتطبيق التشفير "كيكي تريد" في هونغ كونغ، والذي أطلق، أخيراً، بنسبة ثمانية في المئة، إن الفائدة على أرصدة العملات المشفرة قد اكتسبت شعبية بين العملاء كوسيلة لكسب المال "عندما لا تكون السوق مناسبة للتداول".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال نوح بيرلمان، كبير مسؤولي العمليات في شركة "جيميني" ومقرها الولايات المتحدة، إن تقديم منتجات مثيرة للاهتمام "لا يحتاج إلى التفكير تقريباً من حيث السماح للعملاء الذين يحتفظون بشكل سلبي بعملتهم المشفرة بكسب الفائدة"، ما يؤدي إلى جذب عملاء جدد إلى العملات المشفرة، وفي ما يتعلق بحماية المستهلك، قال بيرلمان، "اللائحة هي أرضية وليست سقفاً".

وقالت المؤسسة، إن شركة "جيميني إيارن"، التي أُطلقت في فبراير (شباط) الماضي، قد نمت إلى ما يقرب من 100 ألف عميل وملياري دولار من حيث الأصول، بمعدل فائدة 7.4 في المئة.

كما رأى المتداولون الأكثر تطوراً جاذبية في كسب الفائدة، بدلاً من محاولة اللعب في السوق، إذ قال تاز، تاجر تشفير في غرب لندن، "لقد تمكنت من بيع قدر كبير جداً من مجموعتي من العملات المشفرة، وبالتالي لدي ما يكفيني للعيش بمستوى جيد"، وأضاف أن إنتاج العملات المعدنية المستقرة التي تولد فائدة بنسبة 25 في المئة كانت جوهر دخله، لكنه اتخذ أيضاً بعض الرهانات الأكثر خطورة، فقد استثمر في الفترة الأخيرة 10 آلاف دولار على مدار أسبوعين مع توليد 150 دولاراً من الفائدة اليومية، إنه واثق من أن السعر سيتعافى في النهاية.

في الطرف الأقصى من الطيف، عرضت إحدى منصات التداول التي أُعلن عنها على موقع "بانكيك سواب" في مايو (أيار) الماضي، للمراهنين الراغبين في شراء عملة "مي مي" الشهيرة و"دوغي" بمعدل فائدة سنوي يبلغ 101.513 في المئة مدفوعاً بعملة الموقع الخاصة، والتي تسمى "كيك"، وبالمقارنة، فإن سندات الشركات الأميركية التي حصلت على تصنيف ثلاثي "سي" أو أقل، والتي تعتبر استثمارات مضاربة للغاية، تحقق 6.4 في المئة، وفقاً لمؤشرات بيانات "آيس ديتا إنديكس"، وبالتالي يمكن رؤية حجم المخاطرة من الاقتراض بأسعار فائدة خيالية.

لكن الإفراج عن أي مكاسب محققة على الورق من هذه العوائد المحيرة للعقل، غالباً ما ينطوي على التحويل من العملات المعدنية المتخصصة مرة أخرى إلى العملات التقليدية، ما قد يستلزم رسوماً باهظة، وتميل المعدلات المتاحة للعملات إلى الانخفاض عندما تصبح أكثر شيوعاً، نظراً لأن البروتوكول لا يحتاج إلى تقديم حوافز لجذب السيولة، فقد انخفضت الأسعار أيضاً على المنصات الكبيرة حيث انخفض الطلب على اقتراض العملات المشفرة.

شفافية الإقراض غائبة

وقال أسين كوستادينوف، رئيس الاستراتيجية في منصة الاستثمار الرقمي "كوبر"، "كان هناك كثير من النشاط في أسواق الائتمان"، وبالنسبة للعديد من المقرضين، استمرت الأرصدة في الانتفاخ مع تراجع الأسواق ونشاط الاقتراض، وعلى سبيل المثال، قال مُقرض العملة المشفرة "سيليوس"، إن الأصول على منصته نمت إلى 16 مليار دولار من عشرة مليارات دولار في مارس (آذار) الماضي.

الإقراض المُبهم

غالباً ما يكون لدى العملاء رؤية قليلة جداً لما تفعله المنصات بأموالهم. وفي هذا الشأن، قال ريان ماكول، الرئيس التنفيذي لشركة "زيروكاب"، وهو مدير استثمار تشفير للعملاء الأثرياء، "إحدى المشكلات في الصناعة في الوقت الحالي هي الافتقار إلى الشفافية حول الإقراض".

وكانت "كوين بيس" قد أطلقت في وقت سابق من هذا الأسبوع منتجاً أميركياً يقدم عائداً بنسبة أربعة في المئة على العملات المستقرة المربوطة بالدولار الأميركي، وقالت البورصة، إن العوائد المرتفعة المعروضة في أماكن أخرى قد تكون بسبب "إقراض الأصول لأطراف ثالثة غير محددة".

ويثير الإقراض المبهم للأصول شديدة التقلب مخاوف جدية بشأن المخاطر التي يتعرض لها القطاع، على الرغم من احتفاظ العديد من المنصات بمستويات عالية من الضمانات.

وقال مسؤول تنفيذي في شركة تداول عملات رقمية، "هم الأشخاص أنفسهم الذين يُقرضون ويقترضون من بعضهم البعض، وهناك كثير من المخاطر من هذا الترابط"، وأضاف، "قد تؤدي حركة سلبية حادة في السوق إلى إحداث تأثير الدومينو"، وأشار إلى أن بعض الإقراض الأكثر خطورة بدا وكأنه "حادث ينتظر حدوثه".

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية