Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العفو عن زعماء انفصاليين في كتالونيا يثير السجال في إسبانيا

وصف رئيس الوزراء القرار بأنه خطوة أولى في اتجاه حل صراع سياسي مرير بينما أعلنت أحزاب معارضة أنها ستطعن فيه أمام المحاكم

تراوح الأحكام التي صدرت العام 2019 على المسجونين بين تسعة و13 عاماً (أ ف ب)

شكّلت موافقة الحكومة الإسبانية، الثلاثاء 22 يونيو (حزيران)، على العفو عن تسعة من زعماء إقليم كتالونيا المسجونين بسبب دورهم في محاولة فاشلة لاستقلال الإقليم عام 2017، مادة دسمة للسجال السياسي.

ففي وقت وصف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز قرارات العفو بأنها بادرة على حسن النيات، وخطوة أولى في اتجاه حل صراع سياسي مرير مع الإقليم الشمالي الغني، أعلنت أحزاب المعارضة المحافظة في مدريد أنها ستطعن بالقرارات أمام المحاكم.

والملاحظ أن الحكومة لم تذهب إلى حد إصدار عفو يشمل الأشخاص الذين لم يحاكموا على خلفية محاولة الاستقلال.

وقد سبق مصادقة الحكومة على قرارات العفو احتجاجات في برشلونة، الإثنين، شارك فيها المئات من مؤيدي الانفصال، معتبرين خطوة سانشيز غير كافية. وطالب المحتجّون باستفتاء جديد على استقلال الإقليم.

قرارات تخفف التوتر... ولكن

وقال المتخصص في السياسة في جامعة كارلوس الثالث في مدريد، لويس أوريولز، إن "قرارات الصفح ستساعد في تخفيف التوتر بين الحكومة الكتالونية ومدريد وتسهيل المفاوضات، لكن من الصعب أن يؤدي ذلك إلى اتفاق بين الطرفين".

وتابع، "لا يزال ذلك بعيداً".

وتشير المتخصصة في السياسية في جامعة سرقسطة، كريستينا مونج، إلى أن "قرارات الصفح رمزية في جوهرها".

وتتابع، "إنها وسيلة من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات مع دليل على حسن النية، ولإعادة تموضع النزاع أيضاً في الفضاء السياسي".

ويعتقد المتخصص في العلوم السياسية في جامعة برشلونة ذات الحكم الذاتي، أوريول بارتوميوس، أن قرارات الصفح عن المحكومين تفسح المجال لتحريك الأمور في كتالونيا، حيث ازداد التأييد للاستقلال على مدى العقد الماضي.

ويقول، "في اللحظة التي يتم فيها إخراج السجناء من المعادلة يزول العامل الذي يستخدمه الانفصاليون لحشد أنصارهم من أجل التحرك، وبالتالي تجبر الحركة المطالبة بالاستقلال على إعادة التفكير" في الأمر.

وتابع أنه حتى وإن تمسّكوا بمواقفهم علناً، "فسيفتح فصل جديد خلف الكواليس".

مطالب الحراك ورفض الحكومة

ومنذ وصول ائتلاف سانشيز اليساري إلى السلطة في يناير (كانون الثاني) 2020، اعتمد جزئياً على دعم "حزب اليسار الجمهوري لكتالونيا" الانفصالي، الذي طالب بإجراء محادثات لحل النزاع في شأن الانفصال.

لكن لم يلتق الطرفان إلا مرة واحدة قبل أن تعلق المحادثات بسبب وباء "كوفيد-19".

إلا أنه من المتوقع أن تستأنف سريعاً بعد اجتماع مرتقب في وقت لاحق هذا الشهر بين سانشيز والرئيس الكتالوني الجديد بيري أراغونيس، العضو المعتدل في "حزب اليسار الجمهوري لكتالونيا" الأكثر انفتاحاً على التفاوض من سلفه كيم تورا المنتمي إلى حزب "معاً من أجل كتالونيا" الأكثر تشدداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويستبعد أن يتخلى الحراك المطالب بالاستقلال في الإقليم الواقع في شمال شرق البلاد عن أهدافه الأبرز المتمثلة في الحصول على عفو عن جميع المتورطين في مسعى 2017 للاستقلال، فضلاً عن تنظيم استفتاء لتقرير المصير، بموافقة مدريد هذه المرة.

ورفضت الحكومة الإسبانية بشدة المطلبين.

ودعا أراغونيس الأسبوع الماضي إلى عفو واستفتاء جديد أثناء زيارته رئيس الإقليم حينذاك كارليس بوتشيمون في بلجيكا، حيث فرّ الأخير بعد أزمة الاستقلال، فيما شدد كلاهما على أن الصفح عن مدانين وحده لن يكفي لحل النزاع السياسي القائم.

ولم يحضر أراغونيس خطاب رئيس الوزراء في برشلونة الإثنين.

واتّخذ كل من أراغونيس وزعيم حزب اليسار الجمهوري لكتالونيا أوريول جونكيراس الذي يقضى أطول عقوبة بالسجن من بين زملائه الانفصاليين مدتها 13 عاماً، خطوة في اتجاه سانشيز للنأي بنفسيهما عن مسار القرارات الأحادية.

وبالنسبة إلى بوتشيمون، الذي لم يحاكم قط على دوره في الأزمة، فإن الصفح لا يغير أي شيء، علماً بأنه لن يكون بإمكانه العودة إلى إسبانيا إلا في حال صدور عفو.

محطات

وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن معظم الإسبان يعارضون قرارات العفو.

يذكر أنه في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 أجرت سلطات إقليم كتالونيا استفتاء على الاستقلال على الرغم من حظره من قبل مدريد، وردت الشرطة بعنف على التحرك.

وبعد بضعة أسابيع، أعلن قادة الإقليم آنذاك الاستقلال، مما تسبب بأسوأ أزمة شهدتها إسبانيا منذ عقود.

وعلى اثر ذلك، اضطر بوتشيمون إلى الفرار من البلاد، بينما بقي آخرون في إسبانيا وتمت محاكمتهم.

وتراوح الأحكام التي صدرت العام 2019 على المسجونين بين تسعة و13 عاماً، لاتهامهم بإثارة الفتنة وسوء استغلال المال العام أثناء تنظيم استفتاء على الانفصال عن إسبانيا، وكانت السلطات في مدريد قد حظرته لكنه قاد إلى إعلان استقلال الإقليم لفترة وجيزة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات