Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسالة صوتية لأسير إسرائيلي لدى حماس تثير التكهنات حول شخصيته

الرقب "نملك أوراقاً قوية جداً لتحريك ملف التبادل وهناك حراك يجري لإبرام صفقة"

تدعي إسرائيل امتلاك كل المعلومات عن المحتجزين في قبضة "حماس" داخل قطاع غزة (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة)

في الوقت الذي يبذل فيه الوسطاء، بمن فيهم المصريون، جهوداً لإتمام صفقة تبادل أسرى جديدة بين إسرائيل و"حماس"، نشرت "كتائب القسام"، الجناح العسكري للحركة، مقطعاً صوتياً مسجلاً لأحد الجنود المحتجزين لديها في قطاع غزة، يطلب فيه من الحكومة الإسرائيلية الإسراع في إعادته إلى عائلته.
وجاء في المقطع الصوتي "أنا الجندي الإسرائيلي الموجود في الأسر لدى كتائب القسام، أتمنى أن تعمل إسرائيل على استعادتنا، وأتساءل هل زعماء الدولة يفرقون بين الأسرى الجنود؟ وهل يتطرقون لهم ويعملون على إطلاق سراحهم؟ إنني أموت كل يوم من جديد، وأشعر بالأمل في أن أكون مع عائلتي عما قريب".

أربعة جنود

ولم تفصح "حماس" في المقطع الصوتي عن اسم الجندي المتحدث، الأمر الذي رأى فيه محللون أمنيون تناقضاً مع الرواية الرسمية الإسرائيلية المتداوَلة حول المحتجزين في غزة. وقال الباحث السياسي أحمد أبو زهري، إن "حماس تحاول دفع مسار مفاوضات صفقة التبادل إلى الأمام بتقديم إشارات إيجابية حول الوضع الصحي للمحتجزين، وفي ذات الوقت تعمل على إدخال القيادة الأمنية والسياسية وأهالي الجنود في حيرة حول شخصية المتحدث".
وتحتجز "حماس" أربعة إسرائيليين في قطاع غزة، من بينهم الجنديان أرون شاؤول وهدار غولدين، اللذين أُسرا في وقتَين مختلفَين أثناء العملية العسكرية على القطاع في عام 2014، بينما تدعي إسرائيل أنهما قُتلا، وتؤكد "منظمة العفو الدولية" هذه الرواية، في حين لم تفصح "كتائب القسام" عن أي معلومات بشأنهما، لكنها أرسلت إشارات تدل أنهما على قيد الحياة.
أما الأسيران الآخران فهما، هشام السيد من أصول عربية ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وأفيراهم منغستو، يهودي من أصول إثيوبية، دخلا غزة سيراً على الأقدام في وقتَين مختلفَين وفي ظروف غير واضحة. وتقول إسرائيل و"منظمة العفو الدولية" إنهما مدنيان، فيما يفيد ذووهما بأنهما جنديان سُرحا من الجيش. في المقابل، لم تدل "حماس" بأي معلومات بشأنهما سوى قولها، إن إسرائيل لم تدرج منغستو ضمن قائمة المطلوب الإفراج عنهم.

مناورة رخيصة!

وفي تعليق على صوت الجندي الذي تحدث في المقطع الصوتي الذي نشرته "حماس"، قال منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، يارون بلوم، إنه "لا يوجد جنود على قيد الحياة محتجزون لدى حماس في قطاع غزة، وما قامت به الحركة مناورة رخيصة وواضحة". وأضاف بلوم "إسرائيل تعلم تماماً حالة الجنديين هدار غولدين، وأورون شاؤول رحمهما الله، وحالة المدنيَين أفيراهم منغستو وهشام السيد اللذين اجتازا الحدود وهما على قيد الحياة. سنواصل العمل بحزم وبمسؤولية من أجل استعادة الجنديَين والمدنيَين".
في السياق، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو أن "التسجيل الصوتي الذي نشرته كتائب القسام يُعد تلاعباً رخيصاً"، مؤكداً أنه "مطلع على محنة غولدين وشاؤول ومنغستو والسيد".

تكهنات حول شخصية المتحدث

وبحسب خبراء في فك رموز الشيفرات الصوتية، فإن نبرة الصوت في المقطع الذي نشرته "كتائب القسام" تدل على أن صاحبه من أصول إثيوبية أو عربية، أي قد يكون، إما أفيراهم منغستو أو هشام السيد، فيما يُستبعد أن يكون صوت أورون شاؤول أو هدار غولدين. وتعزز ذلك الرواية الإسرائيلية بأنهما رفات أو جثتَين، أو أن "حماس" ما زالت تلتزم الصمت بشأن مصيرهما.
وحول ما إذا كان الصوت للمحتجز هشام السيد، يقول والده شعبان إنه استمع برفقة العائلة إلى نبرة الصوت بشكل جيد، وجميعهم متأكدون بشكل قطعي أنه ليس لابنه. من جهة أخرى، رجحت "هيئة البث الإسرائيلية" أن الصوت عائد إلى شخص من أصل إثيوبي، قد يكون المدني أفيراهم منغستو، لكن والدته قالت "بشكل لا لبس فيه، إن هذا ليس ابني، ليس صوته، أنا أنتظر ابني وآمل أن ألتقي به في أقرب وقت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وقال نتنياهو إن "المتحدث في مقطع الفيديو ليس جندياً، وعلى الأغلب ليس إسرائيلياً"، مضيفاً أن "المقطع مزور، إذ تبرز أخطاء في اللغة العبرية ومن المستحيل أن يخطئ الإسرائيليون في لغتهم".
وعلى عكس ما قالت والدة منغستو، صرح والده أيالان منغستو، أنه يعتقد بأن التسجيل الصوتي لابنه ويشعر بذلك بقوة، "فنبرة الصوت مشابهة تماماً لصوت أفيراهم، وعلى الحكومة في إسرائيل العمل بشكل سريع لإطلاق سراحه".

تسريع صفقة التبادل

على أي حال، يعتقد مراقبون إسرائيليون أن نشر "القسام" للمقطع الصوتي، يأتي من زاوية الحرب النفسية والضغط على أهالي المحتجزين في قطاع غزة، وكذلك على القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل، لإحراز تقدم في مفاوضات صفقة التبادل التي يجري العمل على الإعداد لإتمامها.
في المقابل، يعتبر متابعون فلسطينيون أن التسجيل جاء تماشياً مع الضغط الإسرائيلي الذي يرغب في معرفة مصير المحتجزين في غزة، وهل هم على قيد الحياة، لذلك نشرت "حماس" صوت أحدهم يطالب القادة في تل أبيب بالإسراع لاستعادهم.
أما "حماس" فرفضت الإفصاح عن أي معلومات، لكن القيادي في الحركة حماد الرقب قال، إنهم يملكون أوراقاً قوية جداً لتحريك ملف التبادل، "وهناك حراك يجري لإبرام صفقة أسرى مع إسرائيل، وهذا الملف يُدار بسرية بالغة التعقيد، ولا يطلع عليه سوى عدد قليل جداً من المعنيين".
وبحسب الرقب، فإن "الصفقة المقبلة غير مرتبطة بالحالة المعيشية في قطاع غزة، وهي مستقلة عن أي ملفات أخرى"، لافتاً إلى أنه "لو كانت حماس تبحث عن ذات العروض الإسرائيلية التي تقضي بتحسن أوضاع السكان لفعلت ذلك منذ زمن بعيد".
وتفيد المعلومات الواردة بأن مصر قدمت مقترحاً لـ"حماس" وإسرائيل حول ملف صفقة تبادل الأسرى، على أن يجري تفاوض غير مباشر بينهما في القاهرة، وأن وفداً من الحركة بقيادة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، سيزور العاصمة المصرية الثلاثاء 9 يونيو (حزيران) لمناقشة ملفات عدة.
وتشير المعلومات إلى أن وفداً من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وصل القاهرة مع بداية الأسبوع الحالي، من أجل دراسة ملفات عدة، من بينها صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، وقد يدخل الطرفان مرحلة التفاوض غير المباشر.
لكن القيادي الرقب قال، إن "الوفد الذي يرأسه هنية سيذهب ليناقش الملفات التي جاء من أجلها رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى غزة، وفي العادة تشمل تثبيت وقف إطلاق النار وترتيب البيت الفلسطيني والدفع لتحقيق الوحدة الوطنية".

وفي إشارة إلى اقتراب حدوث صفقة التبادل، تدخلت جهات عربية ودولية عدة للقيام بدور الوسيط، كان آخرها، مدير عام "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" روبير مارديني الذي أبلغ حركة "حماس" وإسرائيل استعداد اللجنة للعب دور وسيط محايد بينهما خلال مرحلتَي التفاوض والتنفيذ، لإتمام تبادل المعتقلين أو الرفات البشرية.

المزيد من الشرق الأوسط