Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعتقال مسؤول كبير في الحشد الشعبي بالعراق

أعلن الجيش توقيف قاسم مصلح بموجب قانون مكافحة الإرهاب ومصادر تتحدث عن ضلوعه في اغتيال ناشطين وفي هجوم على قاعدة تضم قوات أميركية

احتجاجات مناهضة للحكومة في بغداد (رويترز)

قال الجيش العراقي إن قوات الأمن ألقت القبض، الأربعاء 26 مايو (أيار)، على قاسم مصلح القيادي في فصائل الحشد الشعبي، بموجب قانون مكافحة الإرهاب، في خطوة ذكرت مصادر أمنية لوكالة "رويترز" أنها مرتبطة بهجمات على قاعدة تستضيف قوات أميركية، فيما أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الموقوف متهم باغتيال ناشطين في الاحتجاجات المعارضة،

وجاءت الخطوة غير المسبوقة غداة تظاهرة في بغداد انتهت بمقتل متظاهرَين بالرصاص، وتثير مخاوف من توتر.

وأضاف الجيش في بيان، "وفق المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب، نفذت قوة أمنية فجر اليوم (الأربعاء) عملية إلقاء القبض على المتهم قاسم محمود كريم مصلح، وجاري التحقيق معه من قبل لجنة تحقيقية مشتركة في التهم الجنائية المنسوبة إليه وفق السياقات القانونية".

وقال مصدران أمنيان مطلعان لـ"رويترز"، إن مصلح، وهو قائد عمليات الحشد في الأنبار، اعتقل في بغداد لضلوعه في عدة هجمات، منها هجمات في الآونة الأخيرة على قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أميركية وقوات دولية أخرى. وتعرضت قاعدة عين الأسد لهجمات أربع مرات على الأقل هذا الشهر باستخدام صواريخ ومنظومة مراقبة جوية.

في غضون ذلك، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن مصلح اعتقل بتهمة اغتيال الناشط إيهاب الوزني رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، والذي كان لسنوات عدة يحذر من هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وأردي برصاص مسلّحين أمام منزله، وناشط آخر هو فاهم الطائي من كربلاء أيضاً.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي نسخة من أمر القبض على مصلح وأكدت صحته المصادر الأمنية، التي ذكرت أنه اعتقل بموجب قانون مكافحة الإرهاب، من دون أن تذكر المزيد من المعلومات.

إغلاق المنطقة الخضراء

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى إثر الإعلان عن توقيف مصلح، أغلقت المنطقة الخضراء في العاصمة بالكامل بسبب تهديدات من فصائل موالية لإيران احتجاجاً على ذلك، وقال مصدر أمني كبير آخر، "كانت لدينا خيوط أولية عن الجهة المنفذة لعمليتَي الاغتيال، وبعدما جمعت هذه الخيوط تأكدنا أن هذا الشخص يقف وراء العمليات الجنائية تلك التي استهدفت ناشطين".

وقال مصدر أمني لـ"رويترز" إن اعتقال مصلح أعقبه توجه سيارات يستقلها مسلحون مجهولون إلى المنطقة الخضراء في استعراض للقوة. وذكر المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، أن استعراض القوة هذا استمر لنصف ساعة فحسب قبل انسحاب المسلحين.

وذكر مراسل آخر لـ"رويترز" أن عشرات من أفراد قوات الحشد الشعبي تسيطر على أحد مداخل المنطقة الخضراء ولا تسمح لأحد بالدخول.

وهذه المرة الأولى التي يجري فيها توقيف مسؤول من هذا المستوى في الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة موالية لإيران وباتت منضوية في الدولة، وغالباً ما تُنسب الاغتيالات التي استهدفت ناشطين منذ انطلاقة "ثورة تشرين" في العام 2019، إلى فصائل مسلحة موالية لإيران.

لجنة مكافحة الفساد

وقال المصدر إن الجهة المنفذة لعملية التوقيف هي لجنة مكافحة الفساد في وكالة الاستخبارات، ومهمتها توقيف مسؤولين كبار متورطين في قضايا فساد، وتحدث المصدر الأمني عن وجود توتر تحسباً لتصعيد أو رد فعل من تلك الفصائل التي تحاول الضغط للإفراج عن مصلح.

وأصدر الحشد الشعبي على إثر التوقيف بياناً توعد فيه بأنه سيتم "الإفراج عنه خلال الساعات المقبلة، وستقوم الهيئة بردع الجهات التي تحاول خلط الأوراق".

اغتيال ومحاولة اغتيال

ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق قبل نحو عامين، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً للاغتيال أو محاولة الاغتيال، في وقت خطف عشرات آخرون لفترات قصيرة، وممن تم اغتيالهم على سبيل المثال المحلل المتخصص على مستوى عالمي بشؤون الجماعات الجهادية هشام الهاشمي الذي قتل في يوليو (تموز) 2020 أمام أولاده في بغداد.

ورداً على هذه الاغتيالات، شهدت بغداد، الثلاثاء، تظاهرة شارك فيها الآلاف بدأت بشكل سلمي قبل أن تتحول إلى صدامات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين، وهدفت التظاهرة إلى الضغط على الحكومة لاستكمال التحقيق في عمليات الاغتيال التي وعدت السلطة بمحاكمة مرتكبيها، لكن الوعود لم تترجم أفعالاً، وانتهت بإصابة أكثر من 150 شخصاً بجروح، بينهم 130 من القوات الأمنية، في وقت قُتل متظاهران برصاص قوات الأمن، كما أفاد العضو في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق علي البياتي في تغريدة.

فتح تحقيق

وعلى إثر تظاهرات، الثلاثاء، تعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بفتح تحقيق "حول حقيقة ما حدث في اللحظات الأخيرة خلال تظاهرة التحرير لكشف الملابسات"، وتولت حكومة الكاظمي السلطة عقب استقالة الحكومة السابقة في مواجهة "ثورة تشرين" التي خلفت نحو 600 قتيل، ولم تتوقف إلا بعد حملة ترهيب وخطف واغتيالات، لكن الغضب يزداد بين الناشطين وسط شعور بالإحباط والفشل إزاء الحكومة الحالية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي