Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شركات الإنتاج السينمائي تتحرر من "قيود" هوليوود بالهجرة لأوروبا

أستراليا تأتي على رأس الدول المفضلة للتصوير وتستحوذ على أكبر المشاريع بعد أزمة كورونا

زاك إيفرون في صحراء أستراليا أثناء تصوير فيلمه الجديد  (الحساب الرسمي للفنان على إنستغرام)

موسم الهرب من هوليوود بدأ منذ أشهر ولن ينتهي قريباً على ما يبدو، ففي ظل قواعد الإغلاق الصارمة التي سيطرت على مدن الولايات المتحدة الأميركية وكذلك كبريات المدن الأوروبية، حاول صناع المسلسلات والأفلام العالمية البحث عن حلول بديلة سريعاً، ولجأوا إلى مناطق أكثر أمناً، وقواعدها لمواجهة فيروس كورونا أقل صرامة، ومن هنا برزت أسماء دول مثل أستراليا والنرويج ونيوزيلندا، حيث ارتفع عدد الأعمال التي تصور بها كثيراً مقارنة بسنوات ماضية، خصوصاً أنها توفر تسهيلات تجعلها اختياراً مفضلاً لجهات الإنتاج، وعلى الرغم من تخفيف القيود بعض الشيء في أوروبا وأميركا، ولكن لا تزال تلك المناطق تجتذب صناع السينما.

رأس المال يبحث عن مخرج آمن

عقب أشهر من الارتباك بدأ منذ مطلع عام 2020 بسبب انتشار وباء كورونا، وجد صناع الدراما التلفزيونية والسينما أخيراً حلاً، إذ تدفقت الرحلات إلى تلك المناطق بدءاً من الصيف الماضي، ولا يزال كثيرون يشدون الرحال إلى تلك الدول في محاولة لإنقاذ مشاريعهم التي توقفت بسبب "كوفيد-19"، وعلى الرغم من أن تلك الدول مرت مثل باقي العالم بفترات إغلاق عصيبة، ولكنها تكيفت سريعاً سواء بسبب اتساع المساحات في بعضها، أو بسبب قلة عدد السكان، ومن ثمّ ندرة التزاحم وانخفاض أعداد الإصابات، ووجد المسؤولون بها أن هذه فرصة لزيادة تدفق تصوير الأعمال للاستفادة من الأمر اقتصادياً وسياحياً أيضاً، فمن جهتها سهلت مثلاً الحكومة الاسترالية كثيراً من العقبات، وأصدرت حزمة قرارات لتسهيل عملية الإنتاج في أقاليمها وولايات المختلفة، وهنا وجدت العائد سريعاً.

وبحسب تقرير لموقع "ديدلاين"، فقد زاد الطلب من قبل شركات الإنتاج بنسبة تتجاوز الـ200 في المئة خلال الفترة فقط من مايو (أيار) 2020 وحتى سبتمبر(أيلول) من العام نفسه، مقارنة بنظيرتها في 2019، فمن المعروف أن دولاً مثل أستراليا ونيوزيلندا والنرويج من الأساس أماكن مفضلة لكثير من شركات الإنتاج، نظراً لطبيعتها الجغرافية وأيضاً لسهولة التنقل ولتميز مواقع التصوير بها، وكذلك نظراً لأن عدد السكان القليل يتيح حرية أكثر في الحركة، ولكن بعد أزمة كورونا زاد الطلب بمقدار كبير، واستحوذت تلك الدول على أكبر المشاريع الإنتاجية الفنية العالمية، وعلى ما يبدو أن الأمر لن يتوقف قريباً، خصوصا ًأن دولاً مثل إنجلترا والولايات المتحدة الأميركية اللتين كانتا تستحوذان على قدر كبير من الإنتاج الفني المهم كانت تمدد أسبوعاً بعد أسبوع فترات الإغلاق، وعاشت شتاء أقسى في ما يتعلق بالوفيات والإصابات بعدوى كورونا، وهو الوضع الذي من المفترض أن يتغير بعد بدء عملية التلقيح على مدى واسع، إذ إن القيود المفروضة لم تكن مشجعة حتى الآن لرأس المال السينمائي، وبالتالي فإن صناعة الأفلام الأميركية مثلاً باتت تبتعد في تصويرها من هوليوود، باعتبارها من أكثر الأماكن تضرراً حيث تقع في ولايات كاليفورنيا التي عانت من انتشار واسع للوباء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أستراليا تنعش اقتصادها بصناعة الدراما

وعلى الرغم من أن دور العرض لم تعد بنفس قوتها أو حتى نصفها في أسواق السينمات الكبرى بالعالم، كما أن صناعة المهرجانات تعاني التأجيلات وتغييرات جذرية في أجنداتها، وأيضا كبرى حفلات توزيع الجوائز أعادت توفيق أوضاعها، وفقدت كثيراً من بهجتها بسبب إقامة كثير من أنشطتها عن بعد. لكن تصوير المسلسلات والأفلام لم يعد ينتظر، وتحاول الشركات عدم التوقف، خصوصاً أن منصات العرض الإلكترونية تعوض كثيراً من خسائر السينما، كما أن الأعمال التلفزيونية باتت مطلوبة للجمهور الذي يقضي معظم وقته أمام الشاشات في المنزل، وسط نداءات منظمات الرعاية الصحية بعدم الوجود في التجمعات والمحافظة على التباعد الاجتماعي حتى بعد تلقي جرعتي اللقاح، وبالتالي فهجرة النجوم والصناع إلى الدول الأكثر انفتاحاً لا تزال مستمرة، وبينهم جوليا روبرتس وشون بن وأرمي هامر، حيث تم تصوير أحداث مسلسل "Gaslit" الذي يتناول وقائع على هامش فضيحة ووتر غيت الشهيرة التي أطاحت الرئيس الأميركي حينها ريتشارد نيكسون، كما اختار المخرج سكوت ستود أستراليا لتكون موقعاً لتصوير مجموعة أفلام مستقلة جديدة بدأ التحضير لها منذ فترة، كما أن النجم زاك إيفرن قام بتصوير فيلمه "Gold" بجنوب الدولة القارة، كما ذكرت تقارير عدة أن جينفير لورانس تصور هناك دورها في فيلم جديد من سلسلة "Fantastic Four"، في حين بدأت ناتالي بورتمان منذ أشهر بصحبة كريس هيمسورث تصوير فيلم "Thor: Love and Thunder" بأستراليا كذلك، وتضم القائمة كذلك أعمالاً كبرى كثيرة مثل "Three Thousand Years Of Longing" و"Escape From Spiderhead" و"Thirteen Lives" و"Pieces of Her"، حيث تتوزع معسكرات تصويرها بين مختلف المدن الأسترالية.

النرويج ونيوزيلندا وجهات مثالية بديلة

تعد النرويج هي الأخرى من الوجهات المنافسة لأستراليا في ما يتعلق بالبلدان المفضلة لأستوديوهات الإنتاج، ومن أبرز الأعمال التي صورت فيها "لا وقت للموت" الفيلم رقم 25 في السلسلة الإنجليزية الشهيرة جيمس بوند، الذي تأجل عرضه مراراً بسبب فيروس كورونا، وهو من بطولة دانيال كريغ ورامي مالك، وسيعرض أخيرا في سبتمبر (أيلول) من هذا العام، كما أن هناك فيلماً متعثراً آخر لعميل سري أميركي هذه المرة هو "مهمة مستحيلة 7" لتوم كروز الذي توقف أكثر من مرة بسبب أزمات الإغلاق وإصابات في صفوف العاملين فيه. ونجح صناعه في التحايل على القيود لبعض الوقت بالسفر لاستكمال تصوير عدد من مشاهده في النرويج، حيث حصل الطاقم على إعفاءات من قواعد الحجر الصحي، وتلقى بطله دعماً من وزير ثقافة النرويج لاستكمال العمل على الفيلم المنتظر، كذلك تم تصوير جانب كبير من مشاهد فيلم "Dune" لجايسون موموا وأوسكار إسحاق وزندايا هناك.

نيوزلندا أيضاً لها نصيب، إذ انطلق بها تصوير عدد من أبرز المشاريع بينها "Avatar 2"، للمخرج جيمس كاميرون، وبدأ منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي في تصوير الفيلم هناك، كما تستكمل أمازون تصوير مسلسلها "The Lord of the Rings" المأخوذ عن السلسلة الشهيرة والتي تحولت في ما قبل لمجموعة أفلام، وكذلك فيلم "Power of the Dog" وغيرها من الأعمال.

وضخ هذا النشاط مئات الملايين من الدولارات الأميركية إلى خزائن تلك الدول، إضافة إلى آلاف فرص العمل الجديدة للمواطنين والعالمين بالصناعة، خصوصاً أن الأمر لم يعد مقتصراً على عملية التصوير فقط، بل أيضاً يجري القيام بجوانب من مرحلة ما بعد الإنتاج هناك من عمليات فنية. وفي مقابل ذلك هناك ركود كبير تشهده أستوديوهات هوليوود التي تضرر العاملون فيها كثيراً جراء تلك الأوضاع، على الرغم من وجود بعض المشاريع الدائرة هناك، ولكن العدد تقلص بشكل أربك الجميع.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة