Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القضاء الجزائري يحبس السعيد بوتفليقة ورأسي الاستخبارات السابقين

اعتقال المجموعة جرى على خلفية عقدهم اجتماعات مشبوهة

أمر قاض عسكري جزائري بإيداع السعيد بوتفليقة، الشقيق الأصغر للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، والرئيسين السابقين لجهاز المخابرات عثمان طرطاق ومحمد توفيق مدين في الحبس المؤقت.

وكانت الجزائر اهتزت على وقع اعتقال سعيد شقيق الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، وأيضاً رأسي الاستخبارات الجنرالان محمد مدين، المدعو توفيق، والآخر عثمان طرطاق، المعروف بـ "بشير"، وفي الوقت الذي كان الشارع ينتظر انفراجات سياسية تندرج في إطار الاستجابة لمطالب الحراك، لجأت الجهات التي تحكم الجزائر، إلى اعتقال رؤوس العصابة، في مشهد فسرته جهات عدة بأنه رد فعل قائد الأركان قايد صالح، على ما جاءت به الجمعة الـ 11 من شعارات وهتافات تطالب برحيل قايد صالح.

اعتقال سعيد وتوفيق وبشير

واعتقلت جهات أمنية جزائرية سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، وكذلك الجنرال عثمان طرطاق المدعو "بشير"، رئيس جهاز الاستخبارات التابع للرئاسة، والجنرال محمد مدين المدعو "توفيق"، رئيس جهاز الاستخبارات السابق التابع للمؤسسة العسكرية.

وعلمت "اندبندنت عربية" أن الجنرالين يتواجدان بمقر جهاز الأمن الداخلي التابع للاستخبارات بالعاصمة الجزائر، بينما نقل شقيق الرئيس إلى وجهة مجهولة، وأوضحت أن ما حدث جاء كرد فعل من قائد الأركان قايد صالح، الذي حذر رؤوس العصابة في خطاباته، غير أن المصدر أشار إلى أن ما حدث خلال الجمعة الـ 11، من شعارات ولافتات وهتافات تنادي برحيل قائد الأركان وتطعن في صدقية ما يقوم به، جعل اعتقال المجموعة خطوة منتظرة، مشدداً على أن قائد الأركان فهم الرسالة.

"توجيه الحراك" و"القيام بأنشطة معادية للجيش"... تهم أمنية

وكشفت مصادر مطلعة لـ "اندبندنت عربية" عن أن اعتقال المجموعة جرى على خلفية عقدهم اجتماعات مشبوهة، بالتنسيق مع شخصيات وأحزاب سياسية، من أجل تمرير خريطة طريق تعاكس توجهات المؤسسة العسكرية في حل الأزمة السياسية.

وأضافت أن ما حدث خلال المسيرات، كان بتأطير من أذرع المجموعة، إذ جرى استهداف قائد الأركان قايد صالح بشكل علني ومثير للانتباه، على غير العادة، وكان الشارع يطلق هتافات "الجيش والشعب... خاوة خاوة"، وتابعت أنه ستجري إحالة الإطارات العسكرية ممثلة في الجنرال محمد مدين، ورفيقه الجنرال عثمان طرطاق على المحكمة العسكرية، الاثنين المقبل السادس من مايو (أيار) على أقصى تقدير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خطوة جريئة

ويعتقد الإعلامي المهتم بالشأن السياسي الجزائري حكيم مسعودي، في تصريح إلى "اندبندنت عربية" أن ما حدث من اعتقال كل من سعيد بوتفليقة، والفريق محمد مدين واللواء عثمان طرطاق، هو خطوة جريئة من قيادة الأركان تدخل في سياق الإطاحة بأهم رؤوس مرحلة الرئيس بوتفليقة، سواء في الرئاسة أو الاستخبارات، مشيراً إلى أن البارز في حادثة التوقيف هذه أن التهم لا تتعلق بالفساد أو أفعال منسوبة لمرحلة بوتفيلقة، وإنما مرتبطة أساساً بـ "توجيه الحراك والتآمر عليه"، و"القيام بأنشطة معادية للجيش" في نظر قيادة الأركان.

الجنرال "توفيق" لم يتوقف عن أنشطته

وكان قائد الأركان قايد صالح وجه إنذاراً شديد اللهجة لرئيس الاستخبارات السابق مدين، وحذره من اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضده بسبب تآمره على الجيش والحراك الشعبي، وأشار إلى اجتماعات وحركات لـ "مدين" بالتنسيق مع مقربين من بوتفليقة لاستهداف الجيش، بينما قالت وسائل إعلام إن المؤسسة العسكرية اكتشفت مخططاً لانقلاب وشيك عليها.

وقال الإعلامي مسعودي إن تهم نائب وزير الدفاع، التي لوح بها في خطاباته، ضد الجنرال محمد مدين، كانت على سبيل التهديد من أجل ثنيه عن التدخل في رسم المرحلة المقبلة، وكشف عن أن تنفيذ قايد صالح لتهديده، يعني أن الجنرال "توفيق" لم يتوقف عن أنشطته في محاولة اختراق الحراك الشعبي، وفرض الخيار الذي ترفضه قيادة الجيش، بالتالي فإن اعتقال الثلاثة يكتسي صفة أمنية وربما سياسية وليس "محاربة الفساد".

مستشار في الرئاسة

وعمل سعيد بوتفليقة مستشاراً في الرئاسة لأكثر من 10 سنوات، وكان الحاكم الفعلي للجزائر منذ أن تعرض شقيقه لجلطة دماغية عام 2013، أقعدته على كرسي متحرك، بينما أشرف الجنرال توفيق على جهاز الاستخبارات لمدة 25 سنة، قبل أن تحيله مؤسسة الرئاسة على التقاعد على إثر رفضه العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وجرى تعويضه بالجنرال عثمان طرطاق كمنسق للأجهزة الأمنية تابع للرئاسة، أو بالأحرى لسعيد بوتفليقة، وكانت عائلة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، غادرت مقر الإقامة الرئاسية في "زرالدة"، الضاحية الغربية للعاصمة، الأسبوع الماضي، بناء على أوامر تلقتها من السلطات العسكرية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي