Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يضر بفرص الشباب المحرومين والشركات مدعوة إلى مساعدتهم

بحث متخصص يحض الحكومة على الوفاء بتعهداتها في شأن "المساواة" عبر برامج معدة بدقة وليس بالشعارات السياسية

فاقم كورونا صعوبة العثور على عمل بالنسبة إلى الشباب في الشرائح الاجتماعية المحرومة (رويترز)

ضرب "كوفيد- 19" صحة كبار السن في الغالب، فضلاً عن الفرص المتاحة أمام الشباب.
في المقابل، لم يتوزع ذلك الضرر بالتساوي. وعلى غرار الحال دوماً، تُرِك الفقراء والمحرومون فعلاً كي يتصدوا لأسوأ ما في الجائحة. وقد كُشِف ذلك في بحث حديث أجرته شركة الخدمات المهنية "برايس ووترهاوس كوبرز". ففي خضم الأحاديث كلها عن "التسوية"، وجدت أحدث دراسة عن التنقل الاجتماعي وشملت أربعة آلاف بريطاني، أن الناس الآتين من خلفيات محرومة "فشلوا في تلبية تطلعاتهم المهنية" التي انتكست أكثر بفعل الجائحة.
ولعل الأمر الأكثر إدانة يتمثل في أن رُبع الأشخاص الذين تلقوا وجبات مدرسية مجانية (كما فعلتُ ذات مرة في الأيام التي كان فيها التمييز في المدرسة من نصيب من يفعل ذلك) لم يعتقدوا بأن التعليم ساعدهم.
وعلى رغم أن كثيرين تطلّعوا إلى العمل في وظائف مهنية أثناء نشأتهم، فإن تلك التطلعات لم تتحقق.
ولطالما تكررت تلك الرسالة التي فحواها "أن العمل والدراسة يكفلان النجاح"، في شكل أو آخر. لكن في مواقع العمل البريطانية، هناك من يتغافلون عن حقيقة أكثر صدقاً، وهي أن الأمر لا يتعلق بما تعرفونه بل بمن تعرفونه.
وما عليكم إلا أن تنظروا إلى بوريس جونسون وحكومته.
والواقع أن لورا هينتون، المسؤولة الأولى عن الموظفين لدى "برايس ووترهاوس كوبرز"، وقد بدأتُ أهتم بذلك اللقب بالمقارنة مع نظيره البارد "رئيسة الموارد"، لا تزال سيدة أعمال بارزة نادرة تعيش في مساكن اجتماعية وتناولت كثيراً من وجبات الغداء المدرسية المجانية.
وكذلك فإنها تؤكد أنه مما يثير القلق كون تلك الشركة (في البحث المشار إليه آنفاً)، قد وجدت أن صعود العمل المستند إلى التكنولوجيا، وقد فرضته القيود المطبقة بسبب "كوفيد"، يشكل عائقاً إضافياً أمام المتحدرين من شرائح اجتماعية محرومة.
ولا يقتصر الأمر على افتقارهم إلى الاتصال، ولو أن هذا الافتقار يمثل مشكلة في حد ذاته. إذ ترى هينتون إن "برايس ووترهاوس كوبرز" سعت إلى معالجة تلك المشكلة عبر تخصيص كمبيوترات محمولة وما إلى ذلك، لعامليها في التدريب الداخلي (المدفوع الأجر). في المقابل، تمثّلت المشكلة في أن مؤتمرات الفيديو تمنع الأشخاص في هذه الفئة من التحدث. وكذلك فإنهم أقل ميلاً إلى دفع أنفسهم إلى الأمام، ومن الواضح أن ذلك عبارة عن مشكلة في البيئات التنافسية للأعمال، ويفاقمها العمل عن بُعد.
وفي اعتقادي، أن ارتفاع معدلات العمل من المنازل نتيجة للجائحة يشكل تطوراً إيجابياً من نواح عدّة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالذين يعانون من إعاقات. ويضاف إلى ذلك إنه أكثر مرونة، وقد يكون ذلك مفيداً للغاية بالنسبة إلى من لديهم التزامات عائلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


في المقابل، ثمة عيباً كامناً في ذلك الأمر. بالتالي، يتعين على أصحاب العمل الملتزمين بتحسين سجلهم في مجال التنقّل الاجتماعي (كما ينبغي لعدد أكبر منهم أن يفعلوا) أن يفكروا فيه.
في ذلك المنحى، تدفع الشركة التي تعمل فيها هينتون ("برايس ووترهاوس كوبرز") قُدُماً بنموذج هجين، يتضمن أداء بعض العمل من المنازل، وبعضه الآخر من المكاتب. لكن الذين يرغبون في قضاء مزيد من الوقت في المكتب، سيتمكنون من ذلك إذا اعتقدوا أن هذا من شأنه أن يساعدهم.
ومن بين العلاجات الأخرى ذلك النوع من الأشياء التي ترون الناس على نحو مستمر يتحدثون عنه، بمعنى أن تحتاج الشركات إلى مزيد من الاستثمار في المهارات والتدريب المستمر، وتقديم خبرة عمل أفضل (وتجربة عمل مدفوعة الأجر مثل برنامج "برايس ووترهاوس كوبرز")، واستخدام ممارسات توظيف أكثر تطوراً، بما في ذلك قياس نتائج خدمة القبول في الجامعات والكليات بحثاً عن الخلفية الاجتماعية (أو ترتيب الأوضاع بمجرد التخلص منها).
واستطراداً، تُعَد الطلبات المغفلة ومقابلات التوظيف الأكثر ذكاءً التي قد تميز أيضاً ضد ذوي الخلفيات المحرومة نظراً إلى مسائل الثقة، سبلاً أخرى محتملة يمكن استكشافها.
ولا بد من استكشافها.
في ذلك الإطار، يشير آلان ميلبورن، وزير العمل السابق الذي يعمل مستشاراً لـ"برايس ووترهاوس كوبرز"، إلى أن المسألة أكبر وأعقد من أن تتمكن الحكومة البريطانية من معالجتها بمفردها، وقد يكون محقاً في ذلك.
إذ يشير البحث المذكور أعلاه إلى أن الغالبية العظمى من عامة الناس يعتقدون أيضاً بأن الشركات لا بد من أن تفعل المزيد، لا سيما في أعقاب "كوفيد"، وتتحمل المسؤولية عن المساهمة في الجهود التي يجب بذلها في الحدّ من الندوب، الاقتصادية وغيرها، التي تسببها الجائحة.
ووفق ما تبدو عليه الأمور الآن، أخشى أن يكون هناك أكثر مما ينبغي من الكلام والقلق حول هذا الموضوع من جانب أولئك الذين لديهم القدرة على معالجة الموقف.
وفي الوقت نفسه، لا بد من أن تكون الحكومة المستمدة من صفوف النخبة، ثابتة في التزامها حين يتعلق الأمر بتحقيق "المساواة"، وقد جاء ذلك الالتزام حتى الآن على هيئة مجرد شعارات سياسية أكثر من كونه برنامجاً جرى إعداده على نحو لائق، عن سياسات حيال تلك المسألة.

© The Independent

المزيد من آراء