Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحانات والمطاعم في بريطانيا تتخوف من المتحور الهندي للفيروس

النقابات تنبه إلى أن ارتفاع معدلات التطعيم لا يبرر التقاعس في تدابير السلامة حيال كورونا

تفاءل البريطانيون بفتح المطاعم والحانات لكنهم قلقون من كورونا الآتي من الهند (رويترز)

وجهت النقابات العمالية في المملكة المتحدة دعوة إلى أرباب العمل كي يبذلوا أقصى جهودهم في ضمان حماية الناس والعاملين لديهم، مع استعداد أماكن الضيافة لإعادة فتح أبوابها يوم الاثنين، وسط مخاوف متزايدة في ما يتعلق بتفشي المتحور الهندي جديد لفيروس "كوفيد- 19".

يأتي ذلك في وقت يتأهب فيه آلاف الموظفين للعودة إلى أوقات العمل العادية في الحانات والبارات والمطاعم في مختلف أنحاء إنجلترا هذا الأسبوع، في إطار المساعي الحكومية الأخيرة الرامية إلى تخفيف قيود الإغلاق، ما يسمح بمعاودة تناول الطعام والشراب في الأماكن المغلقة.

وفي هذا السياق، نبه "مؤتمر النقابات العمالية" في بريطانيا، إلى أن معدلات التطعيم المرتفعة في البلاد "لا تشكل عذراً" للتقاعس عن فرض التزام الموظفين والزبائن تدابير الوقاية، في وقت اتهم فيه حزب العمال المعارض الحكومة بإهمال هذا الجانب من خلال عدم تطبيق إجراءات الحماية داخل أماكن العمل طوال فترة تفشي الوباء.

في المقابل، أشار الاتحاد العمالي "يونايت" إلى أن بعض الموظفين في قطاع الضيافة يخشون عدم التزام أرباب العمل بتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي بالطريقة المناسبة، حينما يأتي موعد استقبال فيض كبير متوقع من الزبائن الأسبوع المقبل.

وفي هذا الإطار، حذر دايف تيرنبول المسؤول على المستوى الوطني في اتحاد "يونايت" عن شؤون قطاع الضيافة، الناس من عدم التراخي في التزام إجراءات الوقاية لدى عودتهم إلى ارتياد المطاعم المغلقة، للمرة الأولى منذ شهور. وبحسب تيرنبول، "إن الأعضاء في الاتحاد يتطلعون بحماسة إلى معاودة خدمة الزبائن داخل المطاعم والحانات ونقاط تقديم الوجبات السريعة اعتباراً من يوم الاثنين، بعد فترة انقطاعٍ مؤلمة دامت نحو 15 شهراً، وتسببت بضرر شديد في قطاع الضيافة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا الناس إلى "عدم التهاون أو الاسترخاء في مواجهة الوباء، لأنه قد يكون هناك تصور لدى كثيرين بأن الأزمة قد ولت. في المقابل، مع تزايد المخاوف من تفشي المتحور الهندي للفيروس، فإن هذا التصور يبدو في الواقع أبعد ما يكون عن الحقيقة".

وأضاف تيرنبول، "إن رسالتنا إلى الزبائن بسيطة: استمتعوا بأوقاتكم، لكن يُرجى منكم احترام سلامة جميع العاملين في قطاع الضيافة من موظفي المطاعم، والنادلين في الحانات، والعاملين على الصندوق وغيرهم".

وفي ذلك الإطار، سلط الضوء أيضاً على حقيقة أن كثيراً ممن يعملون في الحانات والمطاعم، هم من فئة الشباب، وقد يكون معظمهم لم يتلق بعد حتى الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لـ"كوفيد". ويشعر أعضاؤنا بقلق من أي استهتار محتمل لجهة عدم التزام قواعد  التباعد الاجتماعي بين الزملاء العاملين والزبائن، وكذلك عدم التزام أرباب العمل دفع بدل الإجازات المرضية إذا ما اضطُر الموظفون إلى عزل أنفسهم".

وكذلك يتزامن هذا التنبيه مع نداء تحذيري آخر أطلقته "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" التي تقدم النصح للحكومة البريطانية بشأن جائحة كورونا، وجاء فيه أن المتحور الهندي للفيروس قد يكون أشد فتكاً وانتشاراً بنسبة 50 في المئة من المتحور الذي رُصِد أواخر العام الماضي في "كِنت" ثم تفشى بسرعة هائلة في المملكة المتحدة.

ولفتت تلك المجموعة الاستشارية إلى أن اللقاحات قد تؤمن حماية أقل ضد المتحور الهندي، ما يعني أن الأفراد الذين جرى تطعيمهم لكنهم أصيبوا بالعدوى، قد ينقلونها إلى أولئك الذين لا يزالون يفتقرون لأي حماية من الفيروس.

وفي تقرير نُشر بعد مؤتمر صحافي عُقد في مقر رئاسة الحكومة البريطانية في "داونينغ ستريت" الجمعة الفائت، كتبت "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ"، إنه "في هذه المرحلة من طرح اللقاح، لا يزال عدد البالغين الذين تم تطعيمهم قليلاً للغاية، ولا يمنع عودة موجة جديدة من الوباء من شأنها أن تضع مرافق "خدمات الصحة الوطنية" تحت ضغوط كبيرة غير مستدامة".

وانطلاقاً من هذه المعطيات، خاطب رئيس الوزراء بوريس جونسون الرأي العام مشيراً إلى أن المتحور الهندي يمكن أن يشكل "خطراً قاتلاً محتملاً" على مسار الخطط الحكومية الرامية إلى الخروج من الإغلاق، "وقد يزيد من صعوبة إنهائه" في شهر يونيو (حزيران) المقبل.

وكذلك أكد جونسون أن الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 50 سنة سيحصلون على جرعتهم الثانية من اللقاح بعد 8 أسابيع بدلاً من 12 أسبوعاً، وذلك بسبب المخاوف المرتبطة بتداعيات المتحور الهندي الذي يتركز في الوقت الراهن في مناطق داخلية تشمل "بلاكبيرن" و"بولتون" و"بدفورد". في المقابل، لم يأتِ رئيس الحكومة في كلمته على ذكر العمال الأصغر سناً الذين سيعودون إلى العمل يوم الاثنين.

وفي المقابل، رأى جوناثان رينولدز وزير العمل والمعاشات التقاعدية في حكومة الظل العمالية، أنه يتعين على الحكومة أن تقدم الدعم للشركات والمشاريع التجارية كي تتمكن من معاودة العمل بأمان. ووفق رينولدز، "لكل شخص الحق في العودة إلى مكان عمل آمنٍ من فيروس "كوفيد"، لكن حزب المحافظين أهمل موضوع الحماية في أمكنة العمل طيلة فترة الوباء. ويجب تصنيف مرض "كوفيد" باعتباره مصدر خطرٍ جسيم في أمكنة العمل، ويتوجب منح المفتشين الصلاحيات اللازمة في الحفاظ على سلامة الجميع".

وإضافة إلى ما تقدم، أظهرت أرقام صادرة عن "مؤتمر نقابات العمال" نُشِرَتْ هذا الأسبوع، أن أقل من مرفق ضيافةٍ واحدٍ من أصل 200 مرفقٍ تقريباً، قد خضع لفحوصات السلامة بين شهري مارس (آذار) 2020 وأبريل (نيسان) 2021.

واعتبرت هذه الهيئة النقابية التي تمثل اتحادات العمال في البلاد، أن غياب عمليات التدقيق في معايير السلامة المرتبطة بالأفراد أثناء فترة الوباء، يُشكل أمراً خطيراً، مشيرةً إلى أنه لم تجرِ مقاضاة أو تغريم أي رب عمل بسبب تعريضه الموظفين لديه أو الناس لخطر الإصابة بعدوى "كوفيد-19".

وأشارت فرانسيس أوغرايدي الأمينة العامة لـ"مؤتمر نقابات العمال"، إلى أن "أماكن العمل الآمنة من "كوفيد"، تشكل عاملاً حيوياً في التغلب على هذا الفيروس بشكلٍ نهائي. في المقابل، إذا تقاعس أصحاب العمل عن تأمين السلامة فيها، فقد تعاود حالات الإصابة بفيروس كورونا، الخروج عن السيطرة مرةً أخرى".

وفي المقابل، لفتت أوغرايدي إلى أن "التهوئة الجيدة التي يجب توفيرها للعاملين داخل مرافق الضيافة، تُعد شرطاً أساسياً في حمايتهم ما يوجب إبقاء الأبواب والنوافذ مفتوحة، وأن يُصار كذلك إلى استخدام مساحاتٍ خارجية مناسبة".

وكذلك أشارت أوغرايدي إلى "أننا ما زلنا في حاجة إلى مزيد من التدابير من جانب الحكومة، بهدف تلافي معاناة العاملين من أي تبعات قد تؤثر في مداخيلهم في حال تعين عليهم التزام الحجر المنزلي. بالتالي، ينبغي رفع بدل التعويض عن المرض إلى قيمة أجر المعيشة الحقيقي على الأقل، كي يكون في وسع كل عامل تحمل أعباء عزله لنفسه، إذا اضطُر إلى ذلك".

في سياق موازٍ، اتهم جوناثان أشوورث وزير الصحة في حكومة الظل "العمالية"، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بأنه "أخفق بشكلٍ متهور في حماية الحدود في البلاد"، من خلال السماح للمتحور الهندي من الفيروس بالتفشي في مختلف أنحاء المملكة المتحدة. وبحسب رأيه، "لقد سبق أن قمنا قبل بضعة أسابيع، بحض (وزير الصحة) مات هانكوك على أخذ الحيطة، والتنبه لمخاطر هذا المتحور الجديد، والمسارعة إلى اتخاذ تدابير فورية وحاسمة لمواجهته".

وختم أشوورت، "بناءً على إرشادات بعض الخبراء الميدانيين المسؤولين عن الصحة العامة، فإننا الآن في حاجة إلى "زيادة معدلات التلقيح" في مناطق تفشي الفيروس، وتعزيز تتبع اتصالات الأشخاص المصابين بالعدوى، والعمل بشكل حاسم على تصحيح بدلات التعويض عن المرض، ودعم إجراءات العزل الذاتي. فبعدما قطعنا شوطاً بعيداً في احتواء العدوى، لا يمكننا التراجع والعودة إلى الوراء".

© The Independent

المزيد من اقتصاد