Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استمرار المواجهات الصاروخية بين غزة وإسرائيل

أميركا ترسل دبلوماسيا للحث على التهدئة ومجلس الأمن يخفق مجددا في تبني نص

لليوم الثالث، تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، واستهدفت إحداها المقار الرئيسة لشرطة حماس في القطاع، صباح اليوم الأربعاء، فيما استمر إطلاق الفصائل الفلسطينية للصواريخ، وقد قدرها الجيش الإسرائيلي بأكثر من 1000 صاروخ، منذ اندلاع المواجهات يوم الاثنين.

وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس في لقاء مع صحافيين عبر الانترنت إن "أكثر من ألف صاروخ" أطلقت من غزة تم اعتراض 850 منها بمنظومة الدرع الصاروخية أو سقطت على إسرائيل، بينما سقط مئتان على الجانب الآخر الفلسطيني من القطاع.

وفي اللد، حيث أعلنت حالة الطوارئ مساء أمس الثلاثاء، تفجر العنف بين عرب ويهود، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء وسط تنامي الغضب في أوساط الأقلية العربية من الغارات الجوية على قطاع غزة ومداهمة الشرطة للمسجد الأقصى.

وفي يافا، قرب تل أبيب، اشتبك محتجون مع الشرطة التي أطلقت قنابل الصوت لتفريقهم.

وتعرضت تل أبيب مساء الثلاثاء لسيل من الصواريخ التي أُطلقت من غزّة، وهي المرة الأولى التي تصل الصواريخ الفلسطينية إلى تل أبيب منذ 2019، ولم تكن حينها بهذه الكثافة. وقتلت امرأة قرب تل أبيب جراء سقوط صاروخ، لترتفع حصيلة القتلى في إسرائيل في القصف الصاروخي من غزة إلى ثلاثة، إضافة إلى 95 جريحاً.

وذكرت وكالة "رويترز" إن صفارات الإنذار دوت في تل أبيب اليوم الأربعاء. 

وأعلنت حماس في وقت مبكر اليوم إطلاق أكثر من 200 صاروخ باتّجاه إسرائيل ردّاً على استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية منازل سكنية. وقالت في بيان "الآن تُوجّه كتائب القسّام ضربة صاروخية كبيرة بـ100 صاروخ لبئر السبع المحتلة، ردّاً على استئناف العدو لقصف الأبراج المدنية، والقادم أعظم". وأضافت "الآن تُوجّه كتائب القسّام مجدداً ضربة صاروخية كبيرة إلى منطقة تل أبيب ومطار بن غوريون بـ110 صواريخ، رداً على استئناف استهداف الأبراج السكنية، وإن عدتم عدنا".

من جانبها، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح المسلّح لحركة "الجهاد الإسلامي"، أنّها أطلقت فجر الأربعاء 100 صاروخ على إسرائيل. وقالت السرايا في بيان "في تمام الساعة الخامسة فجراً، وجّهنا للعدوّ ضربة صاروخيّة قويّة بـ100 صاروخ، ردّاً على استهداف المباني والمدنيّين"، محذّرةً من أنّ "القادم أعظم، وإن عدتم عدنا".

 

 

 

 

في هذا الوقت صرح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء أن لا "هدنة" ممكنة قبل التوصل إلى هدوء "طويل الأمد"، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية ستواصل غاراتها على قطاع غزة طالما استمر إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية.

وقال غانتس في بيان إن "الجيش سيواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم (...) يمكننا التحدث عن هدنة عندما نحقق هذا الهدف فقط".

مقتل جندي إسرائيلي وقادة من حماس

وفي سياق المواجهات، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء مقتل أحد جنوده بصاروخ أطلقته حركة حماس على قواته بالقرب من قطاع غزة، في اليوم الثالث من التصعيد العنيف بين الجانبين.
وأضاف البيان "قتل الرقيب عومر طبيب (21 عاما) صباح الأربعاء في هجوم بصاروخ مضاد للدبابات أطلقته حركة حماس من قطاع غزة".

كذلك أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأربعاء مقتل "قائد لواء غزة" في الكتائب وعدد من القادة والعناصر في غارات إسرائيلية على مواقع للحركة في قطاع غزة.
وقالت الكتائب في بيان إنها "تزف (...) استشهاد باسم عيسى (أبو عماد) قائد لواء غزة في كتائب القسام، وثلةً من إخوانه القادة والمجاهدين الذين ارتقوا أثناء عدوان الاحتلال على مواقع ومقدرات وكمائن المقاومة".
وكان جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الداخلي (شين بت) أعلن مقتل باسم عيسى وثلاثة قادة آخرين في حماس في ضربات على القطاع.
وسمى الشين بت أيضا جمعة طحلة، الذراع الأيمن لمحمد ضيف، قائد الكتائب، وجمال زبدة، مسؤول تطوير القدرات التقنية للحركة، وكاظم الخطيب، مسؤول قسم الهندسة في حماس.

مجلس الأمن يخفق

عقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء اجتماعا طارئا هو الثاني خلال ثلاثة أيام حول التصعيد في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وأخفق مجدداً في تبني إعلان مشترك وسط استمرار معارضة الولايات المتحدة لأي نص، وفق ما نقل دبلوماسيون.
وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية "بالنسبة إلى الولايات المتحدة، يظهر مجلس الأمن قلقه من خلال الاجتماع، ولا حاجة للمزيد". وقال دبلوماسي آخر طلب عدم الكشف عن هويته "لا يبدو أن الولايات المتحدة تعتبر أنّ إصدار بيان يساهم في وقف التصعيد".
ولفتت مصادر عدّة إلى انّ 14 عضوا في المجلس المكوّن من 15، كانوا يؤيدون تبني المجلس إعلانا مشتركا يهدف إلى تخفيف حدة التوتر. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة.
وذكر مصدر دبلوماسي أن مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور فينيسلاند أكد خلال الاجتماع أنّ "الوضع تدهور منذ الاثنين". وأضاف "هذا تصعيد كبير لم يحصل مثله منذ سنوات"، محذرا من "دوامة عنف".
وسبق أن رفضت الولايات المتحدة الاثنين خلال أول اجتماع طارئ، تبني نص مشترك اقترحته تونس والنروج والصين يدعو الطرفين إلى تجنب أي استفزاز. وقالت الولايات المتحدة إنها لا تثق بأن نصاً يمكن أن يساهم في خفض التصعيد، لافتة إلى الخشية على مفاوضات قائمة خلف الكواليس لتهدئة الوضع.

تحرك دبلوماسي أميركي

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة سترسل دبلوماسيا رفيعا للشرق الأوسط لحث الإسرائيليين والفلسطينيين على التهدئة، واصفا المشاهد في المنطقة بأنها "مروعة".
وأضاف "الصور التي خرجت الليلة الماضية مروعة. مقتل أي مدني مأساة. طلبت من نائب مساعد وزير الخارجية ( للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية) هادي عمرو أن يتوجه إلى المنطقة فورا للقاء الإسرائيليين والفلسطينيين... سيحث، نيابة عني وعن الرئيس (جو) بايدن، على وقف التصعيد".

من جهتها قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن وزير الدفاع لويد أوستن أكد اليوم الأربعاء على دعم الولايات المتحدة "الراسخ" لإسرائيل وذلك في مكالمة مع نظيره الإسرائيلي.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون في بيان "أوضح الوزير أوستن دعم الوزارة الراسخ لحق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها وشعبها".
وأضاف "أكد (أوستن) على أهمية اتخاذ جميع الأطراف خطوات لاستعادة الهدوء".

 

موقف بريطاني

ودفع التصعيد المستمر في العمليات العسكرية بريطانيا، الأربعاء، إلى دعوة الطرفين إلى "ضبط النفس"، على لسان رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي عبر في تغريدة على "تويتر" عن قلقه من "العنف المتزايد والخسائر في صفوف المدنيين"، في حين دعا وزير الخارجية الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون الولايات المتحدة إلى التدخل من أجل وضع حد لأعمال العنف.

وقال بون على قناة "فرانس 2" التلفزيونية "نحن بحاجة إلى تدخل أميركي. من الواضح أنهم (الأميركيون) هم الذين ما زالوا يملكون الروافع الدبلوماسية الرئيسة حالياً، على الرغم من أنه ينبغي لأوروبا أن تكون أكثر حضوراً".

وشدد على أنه "علينا أن ننخرط، أوروبيين وأميركيين، مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية لمحاولة إيجاد حل في الأيام المقبلة".

تصعيد متبادل

وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء، قال سكان غزة لـ "رويترز"، إن منازلهم تهتز وإن السماء تضيء بغارات إسرائيلية شبه مستمرة وبالصواريخ التي تطلق من القطاع والتي تعترضها الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية.

وركض إسرائيليون بحثاً عن ملاجئ في مدن وتجمعات سكانية على بعد أكثر من 70 كيلومتراً على الساحل وسط أصوات انفجارات حيث انطلقت صواريخ اعتراضية إسرائيلية في السماء.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى الفلسطينيّين في الهجمات الإسرائيليّة ارتفع إلى 35 قتيلاً على الأقلّ، بينهم 12 طفلاً و3 نساء، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى 233.

وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" إن امرأة تبلغ من العمر 50 سنة قتلت عندما أصاب صاروخ مبنى في ضاحية ريشون لتسيون في تل أبيب، وأن امرأتين قتلتا في ضربات صاروخية على عسقلان.

ولاحقاً، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن رجلاً وفتاة قُتلا الأربعاء في مدينة اللد الإسرائيلية أثناء وجودهما داخل سيارة أصابها صاروخ أطلِق من قطاع غزة.

وقالت الشرطة إن الفتاة التي لم يُكشَف عمرها فارقت الحياة على الفور في حين أن الرجل الأربعيني أُعلِنت وفاته لاحقاً في المستشفى، من دون أن تُحدد ما إذا كانت تربط بينهما صلة قرابة.

وبذلك، يرتفع إلى خمسة عدد القتلى في إسرائيل جراء القصف الصاروخي الذي تشنه منذ مساء الاثنين مجموعات مسلحة انطلاقاً من غزة.

وقالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان مقتضب مساء الثلاثاء "وجهت كتائب القسام ضربةً صاروخيةً هي الأكبر لتل أبيب وضواحيها بـ130 صاروخاً، رداً على استهداف العدو للأبراج المدنية".

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن مبنى من 12 طبقة يضم مكاتب لمسؤولين في "حماس" دمّر بالكامل في غارة إسرائيلية على غزة.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت تعليق الملاحة الجوية في مطار بن غوريون شرق تل أبيب، ولاحقاً أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن استئناف الرحلات الجوية في المطار.

وتسبب سقوط صاروخ من قطاع غزة بوقوع أضرار في خط أنابيب نفطي تابع للحكومة الإسرائيلية الواصل من عسقلان-إيلات وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية. وأظهرت تسجيلات مصورة، ألسنة اللهب تتصاعد مما يبدو أنه خزان وقود كبير بالقرب من مدينة عسقلان الواقعة على البحر المتوسط جنوب تل أبيب.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطينيين اثنين، الأربعاء، برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، خلال مواجهات بين الطرفين.

مقتل ضابط استخبارات فلسطيني

وقُتل ضابط استخبارات فلسطيني وأصيب آخر برصاص الجيش الإسرائيلي الثلاثاء عند مفترق بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة بحسب ما أفاد مصدر أمني فلسطيني وكالة الصحافة الفرنسية.

وبحسب المصدر فإن القتيل هو أحمد دراغمة (30 سنة) من قرية اللبن الشرقية وهو ضابط في الاستخبارات الفلسطينية، وكان معه المصاب محمد النوباني.

وفي رده قال الجيش الإسرائيلي إن تقريراً ورد "حول إطلاق نار من سيارة مسرعة على مفرق تفوح جنوب نابلس". وبحسب بيان الجيش "تم تحييد اثنين من المهاجمين في مكان الحادث"، مؤكداً عدم وقوع إصابات في صفوف قواته.

ووقعت الحادثة عند مفترق زعترة القريب من نابلس والذي يشهد بين الفينة والأخرى حوادث مماثلة كان آخرها قيام فلسطيني بإطلاق النار على ثلاثة إسرائيليين قبل نحو أسبوعين، ما أسفر عن مقتل أحدهم.

ويتمركز جنود الجيش الإسرائيلي منذ نحو أسبوعين عند ذلك المفترق في حالة تأهب دائمة تحسباً لأي هجوم. ويعتبر المفترق طريقاً دائماً للمستوطنين الإسرائيليين في تنقلاتهم اليومية.

"ليست سوى البداية"

وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بأن الضربات الإسرائيلية على غزة "ليست سوى البداية". وقال "لا يزال هناك كثير من الأهداف في دائرة الاستهداف، هذه ليست سوى البداية".

 

وقال رئيس المكتب السياسي في "حماس" إسماعيل هنية "إذا أرادت إسرائيل التصعيد، فالمقاومة جاهزة". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن بلاده ستكثّف الهجمات على "حماس".

وقال في مقطع مصوّر وزّعه مكتبه "نفّذ الجيش منذ الأمس مئات الهجمات على "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في غزة (...) سنكثف قوة هجماتنا". وأضاف أن "حماس" "ستتعرض لضربات لم تكن تتوقعها". وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 500 صاروخ أُطلقت من غزة منذ الاثنين، مشيراً إلى أن غالبية الأهداف التي قصفها في غزة تابعة لـ"حماس".

إعلان حال الطوارئ في مدينة اللد

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأربعاء حال الطوارئ في مدينة اللد وسط البلاد حيث اتهمت الشرطة بعض السكان العرب بالقيام بـ"أعمال شغب واسعة النطاق".

وقال نتنياهو في بيان إن هناك تعزيزات يتم نشرها في المدينة بينما قالت الشرطة الإسرائيلية إن هناك "أعمال شغب واسعة النطاق (ترتكب) من قبل بعض السكان العرب".

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، توجه نتنياهو إلى المكان من أجل الدعوة إلى الهدوء، في وقتٍ كانت تُفرض فيه إجراءات أمنية مشددة في المدينة المجاورة لمطار بن غوريون الدولي.

وكانت الشرطة المحلية قد أكدت في وقت متأخر مساء الاثنين، أن هذه المدينة المختلطة (77 ألف نسمة، بينهم 47 ألف يهودي و23 ألف عربي) الواقعة في ضواحي تل أبيب، شكلت مسرحاً لاشتباكات عنيفة وأن عربياً إسرائيلياً قُتِل فيها.

ومساء الثلاثاء، بينما خرجت تظاهرات عدة في القدس الشرقية والضفة الغربية وكذلك في مدن عربية إسرائيلية، تدهور الوضع في مدينة اللد بحسب الشرطة.

وقالت الشرطة في بيان إن "أعمال شغب واسعة النطاق اندلعت" بسبب "بعض السكان العرب" وهو ما عرض السكان الآخرين "للخطر". وأضافت أن "النار أضرِمت في سيارات وأن أضراراً لحقت بممتلكات".

ولدعم الشرطة المحلية، نشرت الحكومة وحدات من شرطة الحدود متمركزة في الضفة الغربية المحتلة. من جهتها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نيراناً أضرمت في ثلاثة معابد يهودية ومتاجر عدة في اللد.

وقالت الشرطة الإسرائيلية ليلاً إن 16 فرقة من شرطة الحدود انتشرت في المنطقة للتعامل مع العنف. كما سُجلت أعمال عنف في مناطق أخرى، مثل عكا ووادي عارة (شمال) وجسر الزرقاء قرب حيفا حيث اعتُقل ثمانية أشخاص بحسب الشرطة.

جلسة جديدة لمجلس الأمن

ويعقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء جلسة جديدة طارئة حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، هي الثانية خلال ثلاثة أيام، بحسب ما أعلنت مصادر دبلوماسية الثلاثاء.

وتُعقد هذه الجلسة الجديدة المغلقة بطلب من تونس والنروج والصين. وانتهى الاثنين اجتماع أوّل عُقد بطلب من تونس، من دون صدور أيّ إعلان مشترك من المجلس، بسبب إحجام الولايات المتحدة عن تبنّي نصّ "في هذه المرحلة".

وقال دبلوماسيون ومصدر مطلع إن الولايات المتحدة تؤخر مساعي مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لإصدار بيان حول التوتر المتصاعد بين إسرائيل والفلسطينيين خشية أن يضر بالجهود المستمرة خلف الكواليس لإنهاء العنف، وفقاً لوكالة "رويترز".

وقال المصدر المطلع على الاستراتيجية الأميركية، والذي طلب عدم نشر اسمه، إن واشنطن "تقوم بجهود دبلوماسية مكثفة خلف الكواليس مع كافة الأطراف للوصول إلى وقف لإطلاق النار"، وتخشى أن يؤدي صدور بيان من المجلس إلى نتائج عكسية في الوقت الراهن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حرب شاملة"

وحذّر مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند الثلاثاء من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزّة سيُفضي إلى "حرب شاملة".

ودعا وينسلاند الطرفين إلى "وقف إطلاق النار فوراً"، مضيفاً "نحن نتّجه نحو حرب شاملة. يتعيّن على قادة جميع الأطراف تحمّل مسؤوليّة وقف التصعيد".

البيت الأبيض يندد بالهجمات على إسرائيل

قال البيت الأبيض الثلاثاء إن لإسرائيل الحق المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الصاروخية التي تشنها حركة "حماس"، لكنه مارس ضغوطاً على إسرائيل بشأن معاملة الفلسطينيين، قائلاً إن القدس "يجب أن تكون مكاناً للتعايش".

وافتتحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي مؤتمرها الصحافي اليومي ببيان حول الوضع، قائلة إن الرئيس جو بايدن تلقى لتوه إيجازاً من فريق الأمن القومي عن الوضع وإن تركيزه الأساسي ينصب على وقف التصعيد.

وأضافت أن الولايات المتحدة تدين الهجمات الصاروخية التي تشنها "حماس" وجماعات أخرى، بما في ذلك الهجمات على القدس، وإن دعم بايدن "لأمن إسرائيل وحقها المشروع في الدفاع عن نفسها وشعبها أساسي ولن يتراجع أبداً... يجب أن تكون القدس، وهي مدينة لها أهمية كبيرة للشعوب المؤمنة في أنحاء العالم، مكاناً للتعايش".

 

وقالت ساكي إن المسؤولين الأميركيين تحدثوا في الأسابيع الأخيرة بصراحة مع المسؤولين الإسرائيليين حول عمليات إخلاء العائلات الفلسطينية وهدم منازلهم وكيف أنها "ضد مصالحنا المشتركة في التوصل إلى حل للصراع".

وسعى بايدن إلى إعادة التوازن إلى السياسة الأميركية تجاه إسرائيل والفلسطينيين بعد أن انحاز سلفه دونالد ترمب إلى نتنياهو على جميع الجبهات.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن بايدن والرئيس الفلسطيني محمود عباس أكملا أخيراً تبادل الرسائل الذي بدأ عندما أرسل عباس إلى بايدن رسالة تهنئه بفوزه في انتخابات 2020. وأرسل بايدن رداً في الآونة الأخيرة.

وقال المسؤول "لن نكشف تفاصيل الرسالة. هذا جزء من التواصل المستمر لهذه الإدارة مع القيادة الفلسطينية بشأن مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الجهود الجارية لوقف تصعيد العنف واستعادة الهدوء".

وقالت ساكي إن الولايات المتحدة تريد حل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، قائلة إنه السبيل الوحيد لضمان "سلام عادل ودائم" بينهما. وأضافت "نعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون قدراً متساوياً من الحرية والأمن والكرامة والازدهار".

ترمب: بايدن لا يدعم إسرائيل بالحزم المطلوب

واتهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الثلاثاء بايدن بـ"الضعف" وبأنه لا يدعم إسرائيل بالحزم المطلوب.

وجاء في بيان للرئيس الجمهوري السابق "في عهد بايدن، أصبح العالم أكثر عنفاً وأكثر انعداماً للاستقرار لأن ضعف بايدن وقلة الدعم لإسرائيل يؤديان إلى مزيد من الهجمات على حلفائنا".

وتابع ترمب "عندما كنت في منصب الرئيس، عُرفنا برئاسة السلام، لأن أعداء إسرائيل كانوا يدركون أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بحزم وأن الردود الانتقامية ستكون سريعة إذا ما تعرضت إسرائيل لهجوم".

وأضاف الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة "على الولايات المتحدة أن تدعم دوماً إسرائيل وأن تعلن بوضوح أنه يتعين على الفلسطينيين وقف العنف، والإرهاب والهجمات الصاروخية، وأن تعلن بوضوح أن الولايات المتحدة ستدعم دوماً وبحزم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وكان ترمب قد خالف إجماعاً دولياً قائماً منذ عقود باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر (كانون الأول) 2017. وهو اعترف أيضاً بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان.

خفض التصعيد

وحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جميع الأطراف على "خفض التصعيد وتقليل التوتر واتخاذ خطوات عملية للتهدئة". 

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس إن "الخسائر في الأرواح في الجانب الإسرائيلي والخسائر في الأرواح في الجانب الفلسطيني هي أمر نأسف له بعمق (...) مقتل أي مدني هو أمر مؤسف للغاية، سواء كان فلسطينياً أو إسرائيلياً".

وأضاف "من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، ولكن في الوقت نفسه نأسف للمعلومات عن مقتل مدنيين ونريد أن يتوقف ذلك".

وتحدثت مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية عن محاولة مصر وقطر اللتين سبق لهما التوسط في النزاعات السابقة بين إسرائيل و"حماس"، تهدئة التوترات.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب أن "مصر تحركت بشكل مكثف" وأجرت اتصالات مع إسرائيل ودول عربية ذات علاقة من أجل التهدئة، لكنها "لم تجد الصدى اللازم".

ودعت باريس الثلاثاء السلطات الإسرائيلية إلى عدم استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين.

وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد في بيان أن "ما يقوم به الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك عمليات الإخلاء غير القانونية والمستمرة والقسرية بحق الفلسطينيين في القدس الشرقية، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي".

ودعا إلى بذل "جهود دولية متجددة وصادقة لإيجاد حل عادل ودائم للنزاع على أساس وجود دولتين، إسرائيل وفلسطين".

مواجهات القدس

وبدأ التصعيد في غزة بعد تصاعد المواجهات في القدس الشرقية لا سيما في محيط المسجد الأقصى بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية.

وتشهد القدس الشرقية منذ أكثر من أسبوعين مواجهات بدأت مع احتجاجات فلسطينيين على قرار قضائي بإخلاء أربعة منازل تسكنها عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين. وتتدخل الشرطة الإسرائيلية لتفريق التجمعات والتظاهرات، مستخدمة القوة والأعيرة المطاطية وقنابل الصوت، بينما يستخدم الفلسطينيون المفرقعات والحجارة. وتوسعت المواجهات إلى باحات المسجد الأقصى.

المزيد من الشرق الأوسط