Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بتكلفة 3 مليارات دولار.... الكويت تدشن رابع أكبر جسر بحري في العالم

المشروع استخدم أحدث تقنيات الهندسة المدنية... وسيتم تشغيله عبر نظام النقل الذكي... ويجعل الدولة مركزاً للتجارة العالمية

الجسر يربط ضفتي جون الكويت ويسهم في اختصار المسافة بينهما من 104 كيلومترات إلى نحو 37.5  كيلومتر (كونا)

على أعتاب باب ينقلها إلى طموح أكبر يتمثل لاحقاً في إنشاء منطقة اقتصادية شمال البلاد، افتتح في الكويت رابع أكبر الجسور البحرية في العالم، الذي يربط ضفتي جون الكويت، الذي تقع على جنوبه عاصمتها بمدينة الحرير، المزمع إقامتها على الضفة الشمالية منه، ويسهم في اختصار المسافة بينهما من 104 كيلومترات تقطعها المركبات في نحو 90 دقيقة إلى نحو 37.5  كيلومتر أي أقل من 30 دقيقة.

إقليم اقتصادي مستقل
الجسور البحرية الثلاثة الأكثر طولاً في العالم تقع جميعها في الصين، وهي التي ستكون منطلق طريق الحرير، الذي ربط حركة التجارة العالمية في العصور الوسطى، وتسعى حالياً إلى إحيائه ليكون طريق التجارة العالمية كذلك في القرن الواحد والعشرين، وامتداداً له مدَّت الكويت أكفها باتجاهه لتكون ضمن محطاته العالمية، وليعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد خطة لتأسيس إقليم اقتصادي مستقل إدارياً ومالياً شمال الكويت، يجذب إليها استثمارات تزيد على 450 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جسر جابر هو أحد هذه الركائز التي ستبنى عليها هذه المنطقة الاقتصادية، إضافة إلى ميناء مبارك، الذي يستمر العمل به في جزيرة بوبيان حالياً، ومن المقرر أن يتصل طريق الجسر الجديد إليه لاحقاً، إضافة إلى مدينة ذكية أطلق عليها مسمى "مدينة الحرير". 

افتتاح الجسر حضره أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد ورفقته رئيس وزراء جمهورية كوريا لي ناكيون، الذي نفذت شركة هيونداي، إحدى شركات بلاده هذا المشروع، كما شهد الافتتاح رئيس مجلس الشيوخ بالجمهورية الفرنسية جيرارد لارشيه، الذي يزور الكويت رسمياً خلال هذه الفترة، وشاركت شركة جيهز الفرنسية في تشييد الجسر أيضاً.

حدث تاريخي
رئيس الوزراء الكوري وصف هذه اللحظة بالتاريخية، مستطرداً أن من دواعي سروره أن تشارك الشركات الكورية في أكبر مشروع وطني في تاريخ الكويت، مضيفاً أن هذا المشروع استخدم أحدث تقنيات الهندسة المدنية والتقنيات الصديقة للبيئة منذ مرحلة البداية، كما سيتم إدارة الجسر وتشغيله عبر نظام النقل الذكي، الذي سيقود بدوره الكويت نحو المستقبل ويدعم اقتصاد المعرفة، ويجلب مزيداً من الابتكارات والتطورات إلى البلاد، مضيفاً أن كل هذه التغيرات ستسهم في تسريع أعمال إنشاء مدينة جديدة وميناء جديد في منطقة الصبية الشمالية، وستؤدي إلى التنمية المتوازنة في البلاد ونمو الاقتصاد، إضافة إلى إبراز الكويت مركزاً للتجارة العالمية.

 

 

وزير الأشغال العامة ووزير الدولة لشؤون الإسكان جنان بوشهري قالت، إن "جسر جابر أولى لبنات تطوير المنطقة الشمالية، وربطها بالمناطق الوسطى والجنوبية تحقيقاً لرؤية الكويت 2035".

أعمال التنفيذ في الجسر بدأت قبل ست سنوات وتحديداً في نوفمبر 2013، وينقسم إلى جزأين، الأول رئيسي (وصلة الصبية)، بتكلفة تصل إلى نحو 2.4 مليار دولار، ويشمل إنشاء جسر طوله 27  كيلومتراً بارتفاع منخفض مع جسر رئيسي مرتفع عبر الممر الملاحي بفراغ ملاحي عرضه 120 متراً وارتفاع 23 متراً لمرور السفن إلى ميناء الدوحة الكويتي بعمر افتراضي قدره 100 عام.

 

 

ويتضمن الجزء الثاني طريقاً برياً (وصلة الدوحة) طوله 4.7  كيلومتر، ويشمل خمسة جسور علوية بطول 725 متراً، وجسراً بحرياً طوله 7.7  كيلومتر، ويشمل ثلاث حارات مرورية، وحارة للأمان في كل اتجاه بتكلفة تصل إلى نحو 544 مليون دولار.

بُني الجسر فوق أكثر من 1500 دعامة، عرض الواحدة منها نحو 3 أمتار، وثبت بعضها على عمق 72 متراً في قاع البحر، ويتراوح ارتفاعه عن سطح البحر ما بين 9 أمتار و23 متراً.

المشروع تضمن إنشاء تعويض بيئي متكامل للشعب المرجانية بالمنطقة، ومستوطنات الربيان والأحياء البحرية، التي تساعد على مرور التيارات المائية فيها، ومصنعة من مواد ليس لها أي تأثير على البيئة البحرية، وتم إنشاء هذه المستوطنات، ونقل هذه الأحياء إلى موطنها الجديد.

جزيرتان اصطناعيتان
مديرة مشروع جسر الشيخ جابر المهندسة مي المسعد، قالت إن "المشروع يشتمل على جزيرتين اصطناعيتين الأولى قرب مدينة الكويت بمساحة 280 ألف متر مربع تقريباً، والثانية قرب مدينة الصبية بمساحة مماثلة، إضافة إلى مبانٍ حكومية تخدم الجسر ومساحات خضراء ومساحات مخصصة للاستثمار المستقبلي".

 

علي العنزي، الخبير الاقتصادي، قال لـ"اندبندنت عربية"، "إن للاستثمار في البنى التحتية أهمية كبيرة في النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، إذ تزيد من نسبة النمو الاقتصادي على المدى القصير والاستدامة على المدى الطويل"، مردفاً "لن تستطيع دولة الاستمرار بالنمو من دون تنويع مصادر دخلها وإعادة هيكلة اقتصادها، خصوصاً الدول النفطية، التي تعتمد على النفط مصدراً رئيسياً للدخل كحال دول مجلس التعاون الخليجي".

وتابع العنزي، "الشروع في الاستثمار بالبنى التحتية هو أولى لبنات الهيكلة الجديدة للاقتصاد ومواكبة طموح بناء كويت جديدة 2035 كما جاء في تصورات الحكومة الكويتية، وأهم لبنات هذا المشروع الوطني الطرق، التي توجت بافتتاح هذا الجسر، الذي يرجح أن يكون همزة وصل بين دولة اليوم وكويت الغد بشكلها وتنوّعها الجغرافي الجديد".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد